الحلم سبورت : أستون فيلا يستحق مكانته بين الأندية الكبرى

في الوقت الذي يعاني فيه العديد من الأندية الأوروبية سوء الإدارة الذي يؤثر بشكل مباشر على أداء فرقها، يبدو أنّ نادي أستون فيلا يعيش واحدة من أزهى فتراته مطلقاً. فالإدارة التي تعرف تماماً كيف تخطط أمور النادي وتديرها، جنباً إلى جنب مع مدير فني يمتلك رؤية واضحة وأفكار مبتكرة، تمكنا من وضع أستون فيلا في مصاف الكبار.

بعد موسم استثنائي تحت قيادة الإسباني أوناي إيمري، نجح أستون فيلا في حجز مكان له بدوري أبطال أوروبا. ورغم الشكوك التي أثيرت حيال قدرة الفريق على الحفاظ على هذا المستوى، واعتبار أنّ ما حققه كان مجرّد طفرة عابرة، أثبت النادي أنه يسير بثبات نحو كتابة اسمه في صفحات التاريخ.

تأهل أستون فيلا إلى دور ربع النهائي لدوري الأبطال لم يكن وليد المصادفة، بل جاء ثمرة لتخطيط دقيق وإدارة واعية. هذا الإنجاز القاري، الأول من نوعه منذ 43 عاماً، كان نتيجة مزيج من القرارات الإدارية الحكيمة والتعاقدات الناجحة.

ففي فترة الانتقالات، راهنت الإدارة على بيع مجموعة من اللاعبين لتحقيق مكاسب مادية كبيرة، بحيث جرى الاستغناء عن موسى ديابي ودوغلاس لويز في ميركاتو صيف 2024، بالإضافة إلى جون دوران في شتاء 2025 رغم قيمته الفنية الكبيرة كبديل محوري للفريق. هذه المبيعات وفّرت للنادي عائدات مالية بلغت 200 مليون يورو، ما ساهم في تعزيز استقراره المالي.

وفي خطوة أثارت دهشة الجماهير، قرّرت الإدارة بدعم كامل من المدير الفني، التعاقد مع لاعبين تعرّضا سابقاً للانتقادات: ماركو أسينسيو الذي كان يعاني مشاكل بدنية، وأراد باريس سان جيرمان التخلص منه؛ وماركوس راشفورد الذي عرضه مانشستر يونايتد للبيع بسبب سلوكيات خارجة عن الانضباط. ورغم الانتقادات التي طاولت الإدارة، استطاع إيمري بأفكاره الرائدة استغلال إمكانات اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة. وبالفعل، قدم الثنائي أداءً لافتاً منذ الظهور الأول لهما مع الفريق، وكان لهما دور في نجاح أستون فيلا في التأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال.

في الدور المقبل، يواجه أستون فيلا تحدياً كبيراً ضد باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي. ورغم صعوبة المهمة بالنظر إلى قوة الفريق الفرنسي، فإنّ المفاجآت تبقى واردة. وإذا تمكن إيمري من تجاوز هذه المحطة والوصول إلى نصف النهائي، فسينتظر الفريق مواجهة نارية أخرى أمام أحد العملاقين: ريال مدريد أو أرسنال.

على الصعيد المحلي، يبقى التحدي قائماً أمام أستون فيلا للحفاظ على مستواه المميز في الدوري الإنكليزي. الهدف الأساسي الآن هو العودة إلى المربّع الذهبي لضمان المشاركة القارية الموسم المقبل، وترسيخ مكانته كواحد من كبار الدوري.