الحلم سبورت : أنشيلوتي وكومباني: خيط رفيع بين سوء الحظ والأخطاء

حملت ليلة الثلاثاء صدمتين كارثيتين لاثنين من أكبر فرق دوري أبطال أوروبا مع سقوط ريال مدريد في معقل أرسنال بثلاثية نظيفة، ومع عدم تمكّن بايرن ميونيخ من تفادي الهزيمة على أرضه أمام إنتر، ليوجه له فراتيزي الضربة القاضية الحاسمة لجولة الذهاب، بانتظار ما ستسفر عنه مواجهتا الإياب الأسبوع المقبل.  

وبعد انتهاء المباراتين كان اسم أنشيلوتي وكومباني الأكثر ظهوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن تحميل المدرب مسؤولية أي هزيمة يمثل القاعدة غير المكتوبة في قوانين المشجعين. وفي الواقع ارتكب كلٌّ المدربين بعض الأخطاء التي تجعله موضع اتهام. لكن ما يبدو مشتركاً في مباراتيهما هو أن مهاجميهما كانوا أول من تسبب بوضع رأسي المدربَين على حدّ مقصلة الجمهور، لأن الفرص التي أهدرها مبابي وفينيسيوس خلال الشوط الأول كانت كافية لتغيير سيناريو المباراة. صحيح أن أفضلية أرسنال في نقل الكرات وعيوب ريال كانت واضحة لكن التقدّم بهدفٍ كان سيجعل للقاء شكلاً آخر. 

ذات الأمر حدث في أليانز أرينا، فقد أهدر بايرن عدة كرات في أول نصف ساعة، من بينها تسديدة، لو أعادها هاري كاين ألف مرة فقد يسجّل ألف هدفٍ. لكنه رفض هدية أوليسي، وسدّد في القائم، لتكون كل هذه الفرص هي المقدمة لتسجيل إنتر هدف التقدّم ثم التحكم باللقاء. 

فرصة كين الضائعة مهدت طريق إنتر للفوز (أ ف ب)

سقط أنشيلوتي وكومباني بشكل أكثر وضوحاً في الشوط الثاني، فقد ريال السيطرة تماماً على الملعب ليسجّل أرسنال 3 أهداف مع إبعاد كلّ من ألابا وبيلينغهام لكرة من على خط المرمى، عدا عن تألق كورتوا في شوط عبر عن الانهيار التام أمام سيطرة أرسنال. وهنا بدا أن خيار أنشيلوتي بوضع فالفيردي ظهيراً قد قلّل من الثغرات على اليسار، لكن جعل مواجهة خطّ يضمّ رايس وبارتي وأوديغارد أشبه بالمستحيل، خاصة مع غياب سيبايوس القادر على القتال في الوسط بشكل أفضل من مودريتش المرهق وكامافينغا.  

ما أضرّ بريال مدريد أيضاً هو عدم التوازن. في الموسم الماضي كان أنشيلوتي يعتمد على رباعي في الوسط، ومن أمامهم الحرّين فينيسيوس ورودريغو. لكن لا يمكن لريال مدريد أن يرفض إغراء ضمّ مبابي. وصحيح أن الفرنسي يقدم أداءً ممتازاً في الفترة الأخيرة، لكن وجود هذا الثلاثي في الملعب أصبح مضراً للفريق، ويؤثر بشكل واضح على التوازن الدفاعي؛ ودفعُ أنشيلوتي بدياز مكان رودريغو كان متأخراً جداً بعد تلقّي 3 أهداف، تماماً مثل تحويله فالفيردي للوسط، بعد أن اهتزت شباك الفريق مرتين. 

في المقابل، أخطأ كومباني باختيار معوض موسيالا، ووضع غيريرو في المركز رقم 10، ليضاف إلى مشاركته سابقاً كجناح أيمن وأيسر، وظهير أيمن وأيسر، ولاعب محور في الوسط. لكن غيريرو لم يقدم نزعة اللاعب القادر على التسجيل في هذا المركز، وزادت مشاكل كومباني بعد دفعه بساشا بوي بديلاً في الشوط الثاني ليُغرق الجهة اليمنى بالمشاكل. 

واحدة من العيوب التي لا يمكن إخفاؤها في بايرن هي الوسط الدفاعي. في هدفي إنتر كانت الكرة تنتقل بسهولة للوسط ثم تُبنى الهجمة بنجاح، وفي الهدف الثاني اضطُر بوي إلى مغادرة مكانه سعياً للدفاع ضد اللاعب الحر لوحده في الوسط بعد صعود كيميتش وغوريتسكا المتسرّع إلى الأمام سعياً لقطع الكرة، وقلة خبرة ستانيسيتش في اللعب كقلب دفاع، ليرتكب الفريق 3 أخطاء مركّبة في لقطة واحدة ويكون ذلك كفيلاً بمنح إنتر هدفاً سهلاً بانتظار معرفة ما إذا كان هذا الهدف كافياً لإعلان تأهل إنتر، في الوقت الذي توجد فيه على دكة بايرن بالينيا الذي قاتل بايرن عاماً كاملاً لضمه ولم يصبر عليه ولو حتى عدة أشهر لينسجم مع الفريق!