الحلم سبورت : أوناي إيمري رجل القصص المتناقضة

نال أوناي إيمري احترام الجميع بعد الأداء الرائع الذي قدّمه أستون فيلا خلال لقاء باريس سان جيرمان في إياب ربع النهائي؛ فبعد أن كان الفريق متأخّراً بحصيلة 5-1 في المواجهتين، سجل “فيلانز” 3 أهداف، وكانوا على بعد لحظات من الذهاب للتمديد لولا إخفاق أسينسيو في استثمار الانفراد وإبعاد باتشو لكرة أخرى من أمام المرمى، ليكسب إيمري تقدير الجميع، بمن فيهم لويس إنريكي، الذي تحدّث عنه مطوّلاً بعد المباراة.  

قصّة إيمري تبدو مليئة بالتفاصيل الغريبة، ما بين نجاحه الهائل مع إشبيلية، وتحقيق 3 ألقاب متتالية في الدوري الأوروبي، ثمّ فشله في سان جيرمان، وبعدها التخبّط في أرسنال، قبل أن يجد ذاته في فرق الوسط من جديد، حين قاد فياريال للفوز بالدوري الأوروبي، ثمّ الوصول لنصف نهائي الأبطال، عقب إقصاء جوفنتوس وبايرن، قبل أن يعيد مسيرة النجاح ويقود أستون فيلا لربع نهائي البطولة. 

في العودة إلى تفاصيل أرسنال يمكن فهم أن هذا الرجل لم يأخذ الفرصة الكافية. ففي موسمه الأول حقق إيمري 11 انتصاراً متتالياً، وأنهى 22 مباراة من دون هزيمة بين آب/ أغسطس وكانون الأول/ ديسمبر، لكنّه أضاع التأهّل لدوري الأبطال بغرابة في الجولات الأخيرة. وفي الموسم التالي، أقيل إيمري، وتمّ تحميله مسؤولية الإخفاق في سوق الانتقالات، بعد كسر الرقم القياسي الخاص بالنادي لضمّ نيكولاس بيبي مقابل 80 مليون يورو، وجلب ديفيد لويز من تشيلسي، عدا عن خياره السابق باستقدام سوكراتيس وليكستاينر وغندوزي وسواريز الذين لم يلبوا طموحات النادي.

لكننا لو عدنا إلى ذات السوق في صيف 2019 لوجدنا أن النادي استقدم حينها ويليام صليبا ومارتينيللي، اللذين أصبحا لاحقاً من الخيارات الثابتة مع أرتيتا، عدا عن ترفيع ساكا للفريق الأول، واستعارة سيبايوس. لكن أحداً لم يكن قادراً على استيعاب فكرة أن إيمري يحتاج لوقت كي يبني شكلاً جديداً لأرسنال، وتم التخلي عنه بعد بداية صعبة في موسم 2019‚0.  

أوناي إيمري ولويس إنريكي خلال لقاء أستون فيلا وسان جيرمان (أ ف ب)

حين جاء إيمري إلى أستون فيلا وجد الفريق في المركز الـ16، بعد بداية صعبة للموسم مع جيرارد، لكنه منحه تأهّلاً تاريخياً للأبطال. وقد يعيد ذات الإنجاز هذا الموسم مع حلوله في المركز السابع متأخّراً بفارق نقطتين فقط عن الرابع نيوكاسل، علماً بأن المركز الخامس في الدوري الإنكليزي سيكون كافياً للتأهّل في هذا الموسم، ولو أنه ليس من عادات إيمري تحقيق المطلوب في الدوري لكنه حقق النجاح حتى الآن في الدوري الأصعب. 

تصرّف إيمري بذكاء مع وضعية أستون فيلا في هذا الموسم، فحين جاءت فرصة دوران للرحيل لم يقف في طريقه، وباعه للنصر السعودي مقابل 77 مليون يورو، بعد أن كان قد باع ديابي للاتحاد الصيف الماضي مقابل 60 مليون يورو، ليستقدم في السوق الشتوية مالين من دورتموند، ويستعير أسينسيو وراشفورد الذي عاد إلى الحياة معه، واستعاد مكانه في منتخب إنكلترا، بعد أن كان مرميّاً على دكّة مانشستر يونايتد.

وفي المجمل يملك “فيلانز” ثامن أغلى قائمة في الدوري الإنكليزي حالياً، لكن إيمري جعل من هذه القائمة فريقاً قوياً في أوروبا، وقدم مباريات أفضل ممّا قدمه ليفربول بمواجهة الفرنسيين. 

وبالرغم من كلّ ذلك، لم تكتمل فصول نجاح إيمري، فالمدرّب الذي عانده الحظ بشدّة قبل 8 سنوات أمام إنريكي، حين ضاع فوز سان جيرمان ذهاباً 4-0 على برشلونة، وخسر 6-1 إياباً، لم يحالفه الحظ هذه المرة لتسجيل هدف آخر ضد فريقه السابق، ليبدو هذا بمثابة تلخيص لكلّ مسيرة إيمري الرجل الذي يثبت ذاته دائماً ضد الكبار ويقوم بالكثير من الأشياء العبقرية من دون أن يحالفه الحظ في اللحظات الصعبة.