الحلم سبورت : “الأهلي العائد من الموت”.. عندما تمنحك عدالة كرة القدم الفرصة للانتقام

كأن الزمن توقف، وكأنّ الهواء انقطع عن أنفاس المدينة، حين سقط الأهلي ويا له من سقوط، كانت الدقيقة الأخيرة من مواجهة الليث، واستسلم الجميع وبدلًا من الهتاف على أمل هدف واحد فقط ينقذ الجميع صمت المدرج لم تعد تصرخ الجماهير لحث اللاعبين على التمسك بالأمل، بل صوت البكاء ساد أرجاء الملعب.

وجوه شاحبة، أيدٍ على الرؤوس، قلوب ترتجف، وبعضهم لم يحتمل فانهار، سقط مشجع، ثم آخر الصدمة كانت أكبر من أن تُحتمل، زلزال كروي ضرب القلعة الشامخة بعنف تجمّدت الوجوه، وذابت الأحلام لم يعد هناك سوى النحيب والصمت والغضب.

لحظات لا تنسى عاشها الجميع هناك سُجّلت بالدمع، لا بالحبر في السابع والعشرين من يونيو لعام 2022 علي مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية بالعاصمة الرياض كارثة، لا توصف، أهلي جدة يهبط لدوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه وسخرية منافسيه تلاحقه.

رحلة العودة نزل منها مبكرًا الرئيس ماجد النفيعي بعد حصد الفريق لنقطة واحدة في أول جولتين بدوري يلو ليأتي وليد معاذ مؤقتا حتى موعد انتخاب رئيس جديد.

رحلة شاقة خاضها الأهلي في دوري يلو دهمها فيها مدرب شقيقه الأكبر الأهلي بيتسو موسيماني الذي جاء ليقود الراقي إلى العودة ليبدأ عهد جديد مع الرئيس التنفيذي يزن الشريف الذي تعاقد مع المدرب الألماني الشباب ماتياس يايسله والنجوم الحاليين.

وواجه الألماني الشاب انتقادات لاذعة خلال فترة وجوده مع الأهلي وتحول إلى منبوذ، طالبت الجماهير برحيله وأطلقت وسم #اقاله_ماتياس_مطلب ، اتهمته بـ “الفشل” وانعدام الخبرة والاهتمام بملابسه فقط على خلفية خروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي ووصل الأمر لذروته في نفس البطولة من الموسم الحالي بالخسارة من الجندل الناشط في دوري الدرجة الأولى السعودي.

يايسله في موسمه الأول قاد الفريق للتأهل إلى دوري أبطال آسيا باحتلاله المركز الثالث في الدوري السعودي ولكن لم يشفع له في ظل تردي النتائج محليًا
على فترات ولكن الأمور كانت على ما يرام في دوري أبطال أسيا.

في الشتاء الماضي المدرب كان أكثر حماسًا وطلب الدعم بلاعبين ودخل في مواجهة مع الإدارة ودعمت الجماهير يايسله في مطالبه ليتوقف التواصل مع الإدارة، ووسط هذه الصدام ظهرت تقارير إعلامية في إيطاليا تشير إلى تفاوض الأهلي مع المدرب ماسيميليانو أليجري.

الجماهير لعبت دورًا في هذا الصدام وانحازت للمدرب ليتم التقارب بين الطرفين في النهاية في اجتماع عقد في يناير الماضي، تم تجديد الثقة في المدرب ودعم بـ”جالينو” لينقلب معه الحال إلى الأفضل، الأداء تحسن وكذلك النتائج وأصبح الراقي الأكثر حصداً للنقاط في الدوري الثاني، بواقع 26 نقطة من أصل 36 نقطة.

في النهاية ضحك يايسله وانقلب حال الجماهير التي قبل 1041 يومًا بكت بحرارة اليوم تبدل الحال بفرحة وإنجاز تاريخي، الأهلي ثأر بنفس الطريقة، الفوز بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه.