الحلم سبورت : الثلاثية التاريخية حلم يراود 4 أندية أوروبية

مع اقتراب الموسم الكروي من مراحله الحاسمة، لا تزال أربعة أندية أوروبية كبرى تحلم بتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في الظفر بالثلاثية، وهي بطولة الدوري المحلي، وكأس الدولة، ودوري أبطال أوروبا.

بين الفرق الثمانية التي نجحت في التأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال هذا الموسم، تمتلك أربعة منها فقط فرصة تحقيق هذا المجد الذي لا يتكرّر إلا نادراً في عالم كرة القدم.

برشلونة… العودة إلى أمجاد الثلاثية
برشلونة الذي عاد بقوة إلى مصاف الأندية الكبرى في أوروبا بوصوله إلى ربع نهائي دوري الأبطال للعام الثاني توالياً، يُعد من الفرق القليلة التي لاتزال تحافظ على آمالها في تحقيق الثلاثية، وإذا نجح في ذلك، فستكون هذه هي المرّة الثالثة في تاريخه، بعد أن تمكن من تحقيق الإنجاز ذاته عام 2009 بقيادة بيب غوارديولا، ثم كرّر الإنجاز في 2015 تحت قيادة لويس إنريكي.

برشلونة يبحث عن مجد جديد بقيادة فليك (أ ف ب)

المدرب الحالي لـ”البلاوغرانا”، هانسي فليك، يعرف جيداً ما يعنيه تحقيق الثلاثية، إذ سبق له أن قاد بايرن ميونيخ لتحقيق هذا الإنجاز في عام 2020، ويأمل الآن في إعادة تكرار هذا النجاح مع برشلونة، ومع ذلك، فإنّ المهمة لن تكون سهلة، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة التي يواجهها الفريق في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى المواجهات القوية المنتظرة في دوري الأبطال وكأس الملك.

الفرق الثلاثة الأخرى الساعية الى تحقيق الثلاثية
إلى جانب برشلونة، هناك ثلاثة فرق أخرى لا تزال في السباق على الثلاثية: ريال مدريد، باريس سان جيرمان، وإنتر ميلان. ومن هذه الفرق، يعد إنتر الوحيد الذي سبق له تحقيق الثلاثية، عندما حصدها عام 2010 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

ريال مدريد لن يستسلم في مختلف المسابقات (أ ف ب)

أما باريس سان جيرمان، فيسعى مدربه لويس إنريكي إلى منح النادي الباريسي أول لقب لدوري أبطال أوروبا في تاريخه، ليكون بمثابة التتويج لمشروع النادي الذي بدأ منذ استحواذ المستثمرين القطريين عليه، ويأمل المدرب الإسباني في تكرار إنجازه الشخصي عندما قاد برشلونة الى الفوز بالثلاثية عام 2015.

الظروف المتباينة بين الفرق الأربعة
إذا كان باريس سان جيرمان يمتلك الفرصة الأكبر للتركيز على دوري أبطال أوروبا، فإنّ الوضع يبدو أكثر تعقيداً بالنسبة إلى برشلونة، ريال مدريد، وإنتر ميلان، الذين يخوضون سباقاً محتدماً على ألقابهم المحلية.

الفريق الباريسي، بعد فوزه بكأس السوبر الفرنسية، يبتعد بفارق 16 نقطة عن أولمبيك مرسيليا في الدوري الفرنسي، ما يمنحه هامش راحة يسمح له بتوجيه طاقته نحو دوري الأبطال. وفي كأس فرنسا، يبدو طريقه مُمهداً للوصول إلى النهائي، إذ سيواجه دنكرك (من الدرجة الثانية) في نصف النهائي، بينما يلتقي في النهائي المحتمل مع الفائز في مواجهة رين وكاين.

باريس سان جيرمان يعيش موسماً رائعاً (أ ف ب)

أما في إسبانيا، فيجد برشلونة وريال مدريد نفسيهما في سباق متقارب على صدارة الدوري الإسباني، إذ يتقاسمان النقاط ولديهما مباراة إضافية. وفي كأس الملك، يواجه برشلونة أتلتيكو مدريد في إياب نصف النهائي بعد تعادلهما 4-4 ذهاباً في ملعب مونتجويك، بينما يتعين على ريال مدريد قلب تأخره 0-1 أمام ريال سوسييداد في مباراة العودة.

ومن المتوقع أن يكون نهائي كأس ملك إسبانيا يوم 26 نيسان/ أبريل في ملعب لا كارتوخا، وهو موعد حرج يأتي قبل ثلاثة أيام فقط من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ما يزيد من صعوبة المهمة على الفريقين الإسبانيين.

الصراعات الأوروبية الحاسمة
أما على مستوى دوري الأبطال، فقد نشهد مواجهات قوية بين الفرق الأربعة المتنافسة على الثلاثية، إذ قد يلتقي ريال مدريد وباريس سان جيرمان في نصف النهائي إذا تمكن كل منهما من تجاوز أرسنال وأستون فيلا توالياً.

ويأمل ريال في الاستفادة من تراجع أرسنال محلياً، إذ أصبح مبتعداً بفارق 15 نقطة عن ليفربول في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، في حين أنّ باريس سان جيرمان سيواجه أستون فيلا، الذي ينافس على مراكز التأهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل لكنه ليس مرشحاً قوياً للفوز باللقب.

من جهة أخرى، قد تكون المواجهة النارية الأخرى بين برشلونة وإنتر ميلان، إذا تمكن كلا الفريقين من عبور الثنائي الألماني بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ في طريقهما إلى النهائي، ويملك إنتر ميلان، الذي يتصدر الدوري الإيطالي بفارق نقطة عن نابولي، خبرة أوروبية كبيرة، إذ وصل إلى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي قبل أن يخسر بصعوبة أمام مانشستر سيتي.