الحلم سبورت : الرسوم الجمركية… ترامب يصيب كرة القدم ورعاتها!

تنتظر خزينة الولايات المتحدة انتعاشة كبيرة جراء استضافة البلاد لتظاهرات رياضية كبرى، أبرزها كأس العالم للأندية، الصيف الآتي، ومونديال 2026 بالشراكة مع المكسيك وكندا، وأولمبياد لوس أنجلوس 2028، حيث قدّرت أرباح البطولتين بنحو 50 مليار دولار، بحسب شركة “أوبن إيكونوميكس” المتخصصة في إعداد دراسات وتحليلات اقتصادية تهدف إلى فهم تأثير المشاريع والفعاليات الكبرى مثل البطولات الرياضية على الاقتصاد.

لكنّ القطاع الرياضي العالمي عموماً، وكرة القدم العالمية خصوصاً، طالتها تأثيرات سلبية جراء فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على دول عدّة حول العالم، إذ أعربت جهات رياضية عدّة عن امتعاضها العارم من إجراءات الرئيس ترامب، التي طالت مجموعة واسعة من الصناعات المرتبطة بالرياضة، سواء عبر الاستثمار أم عبر الرعاية.

وأعربت شركات عدة لتأمين الرعاية للأحداث الكبرى عن غضبها، إذ كانت ستوفَّر فرصة رئيسية للشركات الأجنبية لرفع مكانتها وتعزيز المبيعات في الولايات المتحدة، على غرار شركة هيونداي الكورية لتصنيع السيارات، إحدى الجهات الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم الـ”فيفا”. وستجعل الضرائب الجديدة الرعاة يعيدون دراسة نشاطاتهم الرعائية نظراً إلى الحواجز التجارية التي فُرضت. كذلك، تجري رعاية العديد من الفرق الرياضية والرياضيين من قبل العلامات التجارية للملابس الرياضية.

وبما أنّ معظم هذه الشركات تعتمد على المواد والتصنيع في آسيا، حيث فرض ترامب بعضاً من أعلى التعريفات الجمركية، فليس من المستغرب أن تهبط أسهم شركات مثل نايكي وأديداس وبوما بشكل حاد، في ظل مخاوف من أنّ تكاليف الاستيراد الأعلى قد تنتقل إلى المستهلكين.

وبحسب صحيفة “آس” الإسبانية، فإنّ الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى كراهية أوروبا أو كراهية أميركا؛ هذا ما صرّح به أستاذ إدارة الرياضة العالمية في الجامعة الأوروبية خوسيه بونال، الذي يرى أنّ هذه الرسوم الجمركية قد تُثير ردود فعل سلبية أوسع نطاقاً.

ومع ذلك، لا يتوقع أن تكون الرعايات الكبرى، كتلك التي تشمل ريال مدريد أو نادي برشلونة، بخطر داهم.

وأضاف: “أسواق برشلونة في الولايات المتحدة وآسيا بالغة الأهمية، الأمر كله يتعلّق بالأرقام، نعم، سيكون هناك تأثير، لكنه قد لا يكون جذرياً”.

View this post on Instagram

A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar)

لكنّ الرسوم الجديدة قد تُعرقل خطط تشييد البنى التحتية لكرة القدم حول العالم، إذ قد تؤدّي الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم إلى زيادة نفقات الملاعب الجديدة، بل قد تتضرّر البنية التحتية أيضاً أو مشاريع التجديد، مما قد يؤخّر الجداول الزمنية أو يُرهق الميزانيات.

وسيطال التأثير أيضاً عقود النقل التلفزيوني والرقمي، وهو العنصر الأهم في تأمين موازنات كرة القدم. ويُحذّر خبراء من مغبة بقاء ترامب على رأس السلطة عند إعادة التفاوض على العقود.

وعلى عكس الأندية، يتمتع الاتحاد الدولي الـ “فيفا”، والاتحاد الأوروبي الـ “يويفا”، بحماية شبه تامة، بفضل علاقة وطيدة مع ترامب. ومن المثير للاهتمام أنّ هذا الوضع قد يمهّد الطريق لعودة العلامات التجارية المحلية إلى الظهور في أوروبا، إذا كانت الدوافع الاقتصادية منطقية.

كأس العالم للأندية (أ ف ب)

وتتنوّع مصادر دخل أندية كرة القدم حول العالم، تحديداً الأوروبية، أهمها إيرادات المباريات من مبيعات التذاكر، والمنتجات المتعلّقة باستضافة الجماهير خلال المباريات، وحقوق البثّ، والرعاية والإعلانات، والأنشطة التجارية، وانتقالات اللاعبين، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي؛ وكل هذه القطاعات ستتأثر مباشرة أو غير مباشرة بالرسوم الجديدة، خصوصاً تلك التي تحظى برعاية شركات السيارات أو الشركات الآسيوية.