العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
الحلم نيوز :
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
#العملية #روبن #أموريم #أزمة #مانشستر #يونايتد #ليست #في #الصواريخ #بل #في #منصة #الإطلاق
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
الحلم نيوز :
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
المكان: مدينة مانشستر، والتاريخ: 1 نوفمبر 2024، والحدث: تعيين البرتغالي الصاعد بسرعة الصاروخ روبن أموريم مديرًا فنيًا جديدًا لمانشستر يونايتد خلفًا للهولندي المُقال إيريك تين هاج، والذي كان صاعدًا بسرعة الصاروخ أيضًا قبل العسكرة في تخوم مانشستر يونايتد وبيئته السامة، مشاهد مبعثرة هنا وهناك، وأفكار متشابكة تُبقى السؤال حائرًا: هل الأزمة تكمن في الصواريخ نفسها؟ أم الأزمة في منصة الإطلاق المدشنة في مدينة مانشستر؟
“لدينا أمور أكبر من الدوري الأوروبي لنفكر فيها، أعلم أنه من الغريب قول ذلك، لكن الشيء الذي نحاول بناءه هنا أكثر أهمية من الفوز بالكأس في هذه اللحظة”.
روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد
ورطة
إن وضع الفريق أسوأ كثيراً مما كان عليه تحت قيادة إريك تين هاج من حيث مركزه في الدوري، وهناك احتمال أن يفقد بعض اللاعبين ثقتهم في المدرب قبل أن يبدأ عهده، وربما يكون من السهل للغاية أن نقول ذلك بعد فوات الأوان، لكن بالنسبة ليونايتد نفسه، فربما من الأفضل له على المدى الطويل أن يسمح لأموريم بفعل ما يريده وما يجب فعله، ثم الانتظار حتى نهاية الموسم، لقد انتقل إلى نادٍ يعاني من تقليص عدد اللاعبين خارج الملعب، ويمر بأدنى مستوياته على أرض الملعب منذ سنوات، وعلى أقل تقدير، يستحق بعض التعاطف بسبب الموقف الذي وجد نفسه فيه.
View this post on Instagram
ولو نظرت إلى التفاصيل قليلًا، ستجد أن شعور “الورطة”، هو المسيطر على أموريم منذ توليه قيادة الفريق، فالرجل متورط فعلًا، ذهنيًا ونفسيًا وتكتيكيًا، ولنأخذ الهزيمة الأخيرة أمام “توتنهام” كمثال حي، دخل أموريم المباراة ليجد نفسه متورطًا في التعامل مع 12 إصابة دفعةً واحدة في صفوف الفريق، مع القليل من الوقت للتحضير للمباراة، وتشكيلة أساسية لم يكن لديه أي خيار سواها تقريبًا، حيث كانت مقاعد البدلاء تضم ثمانية لاعبين من الشباب دفعة واحدة، لم يسبق لأي من المشاركة في أي مباراة هذا الموسم، اللهم إلا أيدن هيفن، الذي لعب 10 دقائق فقط في مباراة كأس الرابطة الأندية الإنجليزية ضد بريستون، ولكن لصالح ناديه السابق، أرسنال، وهو رقم قياسي في الدوري هذا الموسم.
تلك الورطة؛ جعلته يتمسك بالتشكيلة الأساسية حتى دقائق المباراة الأخيرة، وعندما أجرى تغييرًا، كان لإدخال أوبي مارتن، والذي أصبح ثالث أصغر لاعب على الإطلاق يخرج من مقاعد البدلاء لمانشستر يونايتد في مباراة بالدوري الإنجليزي (17 عامًا و 79 يومًا)، ورغم ذلك لم يكن أداء يونايتد سيئًا على الإطلاق، حيث حطمت الصلابة الدفاعية ثقة مهاجمي توتنهام في تسجيل العديد من الأهداف، قد يزعم البعض أن أموريم كان ينبغي أن يكون أقل صرامة في التزامه بطريقة 3-4-3، وقد يقول آخرون أن ترك كاسيميرو مكشوفًا في خط الوسط مع مساحة كبيرة فارغة أمر لا يمكن الدفاع عنه.
لكن الحقيقة هي أن أموريم يواجه “ورطةً” تلو الأخرى، وربما بدأت المواجهات والتوريطات قبل انضمامه أصلًا، حيث أنه لم يكن راغبًا في الانتقال إلى اليونايتد في منتصف الموسم، لكن الإدارة أخبرته بأن الأمر “الآن أو أبدًا”، ولذلك لم يشعر أنه قادر على الرفض، فهل كان قرار تعيين أموريم سببًا في ضرر أكبر من نفعه؟
احذر السقوط
“نحن أسوأ فريق ربما في تاريخ مانشستر يونايتد”
روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد.
قبل الإجابة عن السؤال السابق، يجب أن نعرف ماذا يحدث داخل أروقة النادي أولًا، وفي أي إتجاه ينطلق الصاروخ؛ لا يتمتع مانشستر يونايتد بمكانة جيدة في الوقت الحالي، فجدول الدوري الإنجليزي الممتاز يظهر الفريق في المركز الخامس عشر، فضلاً عن الإحصائيات التي تدعم الخراب والهلاك المُعشش في أروقة النادي.
إذ يمنحه نموذج”Opta” فرصة 9.0٪ فقط لإنهاء الموسم في النصف الأول من جدول الترتيب، كما خسر الفريق 12 مباراة من مبارياته في الدوري هذا الموسم، وهو أسوأ سجل له بعد 25 مباراة منذ موسم 1973-1974، موسم هبوط الفريق الأخير، ووفقًا لنموذج النقاط المتوقعة، من “Opta” أيضًا، والذي يستخدم بيانات الأهداف المتوقعة لقياس جودة أداء الفرق بناءً على الفرص التي يخلقها، يستحق يونايتد أن يحتل المركز الرابع عشر، أي في مركز واحد أعلى مما هو عليه بالفعل.

المصدر : (Gettyimages)
ولكن هل تلك الأزمات من جنس عمل أموريم وحده؟ بالطبع لا؛ فلو ضَمَّنا تلك الأرقام مع مقاييس الركود الذي شهده يونايتد خلال العشر سنوات الماضية، سيبدو أموريم بريئًا بعض الشئ، خاصة وأن المشاكل، الهجومية تحديدًا، متجذرة في النادي منذ زمن طويل، على سبيل المثال: سجل يونايتد منذ وصول أموريم 28 هدفًا في 25 مباراة بالدوري هذا الموسم، أي بمعدل 1.12 هدفًا لكل 90 دقيقة، وقبل انضمامه، سجل 12 هدفًا في 11 مباراة، بمعدل 1.09 هدفًا لكل 90 دقيقة، وحتى بالنظر إلى الأهداف المتوقعة، استلم الرجل الفريق وفي سجله 8.8 هدف أقل من المتوقع، أي أنه صنع إجمالي 35.8 هدفًا متوقعًا، سجل منهم 27 هدفًا فقط، وهو سجل أسوأ من نادٍ آخر في الدوري، حتى الأندية التي تصارع على الهبوط.
ورغم أن معدل الأهداف التي أحرزها يونايتد في كل 90 دقيقة تحسن بالفعل مقارنة بما حققه في بداية الموسم تحت قيادة تين هاج، إلا أن عدد الأهداف المتوقعة (xG) قد انخفض بشكل ملحوظ، وقل عدد التسديدات أيضًا، وهو ما يشير إلى أن أموريم ما زال أمامه الكثير من العمل لغرس أنماط هجومية قابلة للتكرار يمكن لمانشستر يونايتد الاستفادة منها، كما أن الأمور لم تتغير كثيرًا على المستوى الدفاعي، مع عدم وجود فروق ملحوظة في أرقام دفاع يونايتد منذ وصول أموريم، فبينما كان نظامه الدفاعي المكون من ثلاثة لاعبين مصممًا لإضافة حماية أكبر وتوفير أساس أقوى يمكن لمانشستر يونايتد البناء عليه، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد، وأرقام الأهداف المتوقع استقبالها في آخر عشر مباريات فقط، لا يخدم إلا في تعزيز مدى الارتباك الذي تعيشه الأمور في طرفي الملعب، الدفاعي والهجومي.
فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة، هناك اختلافات كبيرة بين نهج يونايتد تحت قيادة تين هاج وأموريم، فقد انخفضت سرعتهم المباشرة (المسافة التي تتقدم بها الكرة نحو مرمى الخصم بالأمتار في الثانية) من 1.1 تحت قيادة تين هاج إلى 0.9 تحت قيادة أموريم، وزادت هجماتهم المباشرة لكل 90 دقيقة بشكل طفيف من 2.6 إلى 2.7، أما متوسط الفرص التي يخلقها يونايتد فكانت بأقل بكثير من عهد تين هاج، (11.7) فرصة لكل 90 دقيقة في عهد تين هاج، وحتى في موسم 2023-2024، والذي اتُهم فيه الفريق بأدائه الضعيف أمام المرمى، بلغ متوسط الفرص التي خلقها (11.5) لكل 90 دقيقة، مقابل (9.5) فرصة فقط في عهد أموريم.
إن الافتقار إلى الوقت الكافي للتدريب وعدم ملاءمة التشكيلات المختلفة لما يحدث على أرض الملعب هو أحد الأسباب التي ساهمت في ذلك، ولكن هناك أيضًا الغياب المتكرر للمبادرة على أرض الملعب، ولذلك تظهر المشكلات في وقت مبكر من مرحلة بناء الهجمة، بدءًا من حارس المرمى أندريه أونانا الذي يمرر الكرات الطويلة بشكل مستمر، كما يوضح الرسم البياني أدناه، وكأنه يريد الخلاص من الكرة بأي طريقة لأنها تحرق قدميه، حسنًا، ربما يرجع ذلك إلى مخاوف لديه ولدى المدرب بشأن قدرة المدافعين، خاصة ليني يورو، على حمل الكرة إلى الأمام أو التمرير القصير بشكل سليم بشكل طولي، وربما أيضًا بسبب عدم تمتع هاري ماجواير وليساندرو مارتينيز بالسرعة الكافية لتغطية المساحات الكبيرة، بالمناسبة؛ ماذا عن المدافعين، البلد أب، الخطة؟
اتجاه الصواريخ
من الجدير بالذكر هنا أن النظر إلى التشكيلات ربما لن يكون مفيدًا على أي نحو، فالأهم دائمًا هو رصد الحركة، من سيتحرك في تلك المساحة؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟ شئ أشبه بالإجابة عن “أسئلة الخبر الصحفي الستة” الشهيرة، فإذا اعتبرنا التمريرة الواحدى الواحد خبرًا، إذن يجب علينا أن نرصد كيف نفذ تلك التمريرة بشكل واسع، وهو ما شرحه أموريم بعد الهزيمة 2-0 أمام نيوكاسل يونايتد حين قال: “اللعب بثلاثة لاعبين هو نفس الشيء تقريبًا مثل اللعب بأربعة لاعبين، لكن تغيير لاعب واحد فقط قد يعني الكثير جدًا”، ولكن بشكل عام؛ تبدأ المناقشات من نقطة 3-4-2-1 التي يعتمدها أموريم، و4-4-2 الدفاعية، لكن المشكلة في الوقت الحالي لا تكمن في النظام، بل في وجود الوقت واللاعبين لتنفيذه.
هناك الكثير مما يمكن التفكير فيه بالنسبة لأموريم، ولكن الاستحواذ على الكرة هو الشئ الأكثر وضوحًا بالنسبة للجماهير، فحتى الآن، كافح يونايتد لإيجاد التوازن بين اللعب الصبور والبناء المباشر، وهناك نمط هجومي متكرر تحت قيادة أموريم، إذ عادةً ما يميل مهاجمو يونايتد إلى التجمع ضد دفاع المنافس على الجانب الأيسر، مع تحرك فرنانديز والظهير الأيسر إلى الأمام لتوفير المزيد من الخيارات، ثم يلعب أونانا الكرة الطويلة كاسرًا بها أول خطين من الضغط، مع الاعتماد على كسب الكرات الثانية ومباغتة الخصم بشكل سريع، ثم الانطلاق بثلاثة لاعبين دفعة واحدة إلى ثلث الملعب الأخير من جهة اليسار، وتحويل اللعب مرة واحدة إلى الجانب الآخر، أو الجانب الأعمى لدى المدافعين، ولكن فشلهم الدائم في كسب الكرة الثانية يقصم ظهر الخطة كاملة، فهل معنى ذلك أنهم لا يصبرون على الكرة؟ ويفقدونها بسرعة؟
نعم؛ وتؤكد الأرقام ذلك، فعند النظر إلى نوبات الاستحواذ التي تنتهي بتسديدة، نجد أن هذه النسبة كانت 45% تحت قيادة تين هاج، وفي ظل قيادة أموريم، انخفضت هذه النسبة قليلاً إلى 41%، خاصة مع وجود بعض التفكك والانحلال داخل الملعب، فاللاعبين لا يرون بعضهم البعض، ولاعبي الوسط ليس لديهم القدرة الكافية لتحريك الكرة ناحية المهاجمين.
انظر إلى حركات المهاجم هويلاند داخل الملعب، انظر كيف يصرخ من أجل الكرة ويشعر بالإحباط عندما لا يقوم زميله في الفريق بتمريرها حتى عندما يكون في وضعية جيدة؛ هويلاند نفسه يسدد ما معدله 1.2 تسديدة فقط لكل 90 دقيقة، وقد نجد أن برونو فرنانديز هو خط الإمداد الوحيد له، وهو ما يجعل الفريق مفتقرًا إلى وحدة هجومية متماسكة تعمل على تعظيم نقاط قوة المهاجمين.
إن الافتقار إلى خدمات هويلاند أمر لافت للنظر، وهو أمر يتعلق بمشكلة في اتجاهين؛ أولهم: هل يبذل ما يكفي من الجهد للسيطرة على الكرة بشكل أكبر؟ ففي حين أن نظام أموريم يتميز بالصبر في بناء الهجمات، إلا أن الفريق يشجع أيضاً على اللعب بشكل مباشر عند الضرورة، حوالي 10% من تمريرات يونايتد كانت عبارة عن كرات طويلة، وعندما تتحرك الكرة الطويلة، فمن المتوقع أن يمسك المهاجم زمام الكرة لربط اللعب، وهو ما لا يحدث أيضًا، فعلى الرغم من طوله البالغ 188 سم، إلا أنه يعاني في اللحاق بالكرة الثانية، حيث فاز بنسبة 22% فقط من المواجهات الهوائية، وهو أقل معدل بين أي مهاجم لعب 900 دقيقة على الأقل هذا الموسم.

(المصدر:Gettyimages)
كما تسلط البيانات الصادرة عن موقع “Footovision” الضوء على افتقاره إلى المشاركة في تحريك اللعب، فمن بين كل مهاجمي الدوري الذين بدأوا أكثر من نصف مباريات فرقهم، شارك هولاند في 1.3% فقط من الهجمات، وهو ما يؤكد دوره الهامشي في بناء اللعب، ببساطة؛ لا يتمتع هولاند حاليًا بخط إمداد إبداعي قوي، ولكن لكي يزدهر خط الهجوم في تركيبة أموريم، تحتاج بذل المزيد من الجهد أيضًا، خاصة وأن النادي مجبول عليه، لأن بيعه سيقوض السبب الذي دفع النادي إلى جلبه في المقام الأول. ولكن هل هولاند هو المشكلة الوحيدة؟
غرفة العمليات
هناك مشكلة أخرى هامة جدًا؛ فإن كانت مشكلة هولاند أنه لا يعتمد عليه، فمشكلة برونو فرنانديز أنه يعتمد عليه بشكل مبالغ فيه، لدرجة أن المتابعين ألفوا نزول الرجل إلى حارس مرماه، لينقلب على كل خطط المدرب ويبدأ في تحريك اللعب من منظوره هو، وتلك الكرة الطويلة التي يلعبها في نهايات الشوط الثاني من كل مباراة وهو يستشيط غضبًا شاهد جيد على ذلك؛ حسنًا، جاءت جميع الأهداف الستة الماضية التي سجلها يونايتد بفضله، وكان له الفضل في قلب العديد من المباريات لصالح الفريق مثل مباراة الفوز على إيفرتون في كأس الاتحاد.
منذ ظهوره الأول قبل خمس سنوات، لم يتفوق فيرنانديز على محمد صلاح وكيفن دي بروين إلا في صناعة الأهداف، حيث يبلغ إجمالي تمريرات قائد يونايتد 48 تمريرة، وهو أكثر من ضعف إجمالي تمريرات زميله الأكثر إبداعًا خلال تلك الفترة، ماركوس راشفورد، وتلك هي الصورة الأصغر، لما إذا كبرنا زاوية الرؤية فلن نجد لاعبًا على أرض الملعب يحاول تمرير الكرة أكثر من فرنانديز، وليس هناك أي لاعب قادر على تحريك الكرة بنفس القدر.

وهو ما ألمح إليه أموريم بعد ذلك عندما قال “في بعض الأحيان نحتاج إلى برونو في مكان أعلى في الملعب، ليكون أقرب إلى المرمى بالطبع، ولكن في بعض الأحيان نطلب منه النزول لبناء الهجمات”، ولذلك عادة ما يشركه أموريم في منتصف الملعب، دون أن يطلب منه مهام دفاعية معينة، خاصة بعدما ثبت أن الكرات الطويلة تفشل في عدم وجود فرنانديز، وأن نقل الكرة بسرعة من أحد طرفي الملعب إلى الطرف الآخر يمثل مشكلة خطيرة عندما لا يكون فرنانديز مستحوذًا على الكرة، وبالتالي عليه دائمًا أن يتحمل قدرًا من المسؤولية.
لكن إذا كان فرنانديز يساعد يونايتد على التقدم، فلا يمكنه أن يكون في المقدمة أيضا، لصنع الفرص وتسجيل الأهداف، وهي المشكلة التي ظهرت جلية في الفوز على إيبسويتش تاون فبراير الماضي، فوفقًا لـ FBref، بلغت أهداف إيبسويتش المتوقعة 1.4، لم يدخل منها إلا هدف واحد في مرمى اليونايتد، في حين أن أهداف اليونايتد الثلاثة جاءت من xg بلغ 0.7 فقط، ورغم أن الفوز كان بمثابة تطهير للنفس، إلا أن هناك مجال كبير للتحسن، خاصة وأن الفريق يبدوا أكثر راحة عندما يكونو في وضع دفاعي مقارنة باللعب بأسلوب اللعب النشط الذي يريده أموريم، والذي يساعده فيه فرنانديز بكثافة، ولكنه (وحيد) في لعبة جماعية، وتلك هي المشكلة.
“من الواضح أننا بحاجة إلى خلق المزيد من الفرص وتسجيل المزيد من الأهداف. هذه مشكلة كبيرة في فريقنا. نحتاج إلى معالجتها”.
روبن أموريم، المدير الفني لمانشستر يونايتد.
من المهم هنا أيضًا أن ندرك أن 24 مباراة بجميع البطولات، لا تزال عينة صغيرة نسبيًا للحكم عليها، وأن الكثير من هذه الفترة كانت تتعلق بتحسين أموريم لتشكيلته الأساسية، أضف إلى ذلك الإصابات الطويلة الأمد للاعبين الرئيسيين مثل ليساندرو مارتينيز وماسون ماونت وأماد، ولكن مع الوقت فالتشكيلة المألوفة ستساعده على الإبداع، أو للتفكير بشكل أكثر روقانًا للدقة، كما ستساعد يونايتد على التكيف مع النهج غير المألوف الذي يتبعه أموريم، وكلما حدث ذلك في أقرب وقت، كان ذلك أفضل للجميع.
منصة الإطلاق المعطوبة
بلا بلا بلا، تكتيكات، وخطط، واقتراحات، وتحليلات، وخيبات أمل، ثم مدرب جديد، ودائرة مفرغة يمر فيها يونايتد منذ عشر سنوات كاملة، وهنا يجب أن نقف قليلًا: الأزمة ليست في أموريم وحده، ولا في أي مدرب سبقه، أو لنقل 30% فقط من الأمور بيد المدرب، أما الباقي فعلى الإدارة بكل تأكيد، الإدارة التي صنعت وحشًا في الماضي، ولكنها ارتكنت عليه كما هو لسنوات طويلة حتى عطب، والعالم يتسرسب من أمامه ويسير بسرعة البرق.
الإدارة التي ظلت لسنوات تشاهد الكثير من الأندية تحقق نجاحات كبيرة باستخدام علم البيانات مثلًا، من أول الفرق الكبرى كمانشستر سيتي، الذي قرر اعتماد منهجية علمية واضحة في التعامل مع ذلك الكم من الأموال، وليفربول الذي بنى مشروعه بالكامل على ايان غراهام (مدير قسم علم البيانات في ليفربول)، وطاقمه المبدع من المحللين، وحتى برينتفورد الذي حقق نجاحات تفوق نجاحات يونايتد نفسه في السنوات الأخيرة، ورغم ذلك ظلت نائمة على البيض، ولم تعلن عن ضم محلل بيانات واحد إلا في أكتوبر 2021، وبلا صلاحيات حقيقية.
ربما هذا هو السبب الذي يجعل النادي يدور في دوائر مفرغة منذ سنوات، أن الإدارة ذات تفكير عقيم، وقديم، وغير فعال في زماننا الحالي، ليس في مسألة البيانات فقط، بل في كل شئ، حتى في أبسط الأشياء مثل الملعب وإدارة موارد النادي، الإدارة هنا تفكر بعقلية المشجع، تنتظر المعجزة، حتى أنها لم تستطع الظفر برالف رانييك كمدير رياضي ولو لبضع سنوات قليلة، ولو تتذكر؛ لقد أتى تين هاج أصلًا لإدارة مشروع رانييك، لكنه عندما اصطدم بكريستيانو رونالدو، فضلت الإدارة رونالدو اللاعب على رانييك قائد المشروع، لأنها ببساطة إدارة متعجلة، تريد رونالدو ليقلب حال النادي في مباراتين فقط، وعندما لم يحدث ذلك لأن كريستيانو ليس سوبرمان، فضلًا عن كبره في السن، وأنه كان السبب الرئيسي وراء رحيل رانييك، إضافة إلى أزماته الشخصية والنفسية الكثيرة، قررت استبعاده، مثل أي مشجع.
وهذا هو لب الأزمة: الإدارة التي تعمل بعقلية الجمهور، وتحرق صواريخها واحدا تلو الآخر، والنتيجة أن الجميع ظل حبيسًا في نفس الدوائر التي تتلو دوائر ثم تتلو دوائر، وهكذا بلا أي نهاية واضحة.
الحلم نيوز :
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
الحلم نيوز :
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق
العملية روبن أموريم.. أزمة مانشستر يونايتد ليست في الصواريخ بل في منصة الإطلاق #العملية #روبن #أموريم #أزمة #مانشستر #يونايتد #ليست #في #الصواريخ #بل #في #منصة #الإطلاق