الحلم سبورت : القرار “الأغبى” ينهي مسيرة النجم “الأذكى” توماس مولر!

يمرّ بايرن ميونيخ بمرحلة قد تكون هي الأدقّ للنادي الأعرق في هذا الموسم. أحلام خوض نهائيّ دوري الأبطال على أرضه “أليانز أرينا”، وبين جماهيره، قد تشكّل الحافز الأقوى للفريق، إلا أنّ أزمتين تحيطان بكتيبة المدرّب البلجيكي فينسنت كومباني؛ الأولى هي الإصابات التي شملت النجم الأول للفريق جمال موسيالا، بعد إعلان انتهاء موسمه، والثاني قرار عدم تجديد عقد “نبض الفريق” توماس مولر.

توماس مولر يلعب موسمه الأخير مع بايرن ميونيخ (أ ف ب)

المعضلة الأولى صعبة جداً، ويصعب تحمّلها أيضاً، لأنها تأتي في مرحلة حاسمة من الموسم، إذ لا يزال يقاتل على جبهتين، حيث يبتعد بفارق ست نقاط عن أقرب ملاحقيه باير ليفركوزن في صدارة الـ”بوندسليغا”، وقبل ست جولات من النهاية؛ والثانية دوري الأبطال، حيث يتأهّب لمواجهة إنتر ميلان الإيطالي في مواجهتين قاسيتين.

أما القرار بالاستغناء عن مولر (35 عاماً) فشكّل المعضلة الثانية، إذ يُعتبر القلب النابض لبايرن طوال 25 عاماً صعوداً من الفئات العمرية إلى الفريق الأول، وكتب بقية القصة بـ33 لقباً توّج بها مع “إف سي هوليوود”، فضلاً عن لقب كأس العالم 2014 مع المنتخب “دي مانشافت”.

القرار ألقى بظلاله على بايرن ومجتمعه المحلي والدولي، خصوصاً أنّه اتّخذ بعد “دراسة مستفيضة”، بحسب إدارة النادي وبالإجماع. ويقول عضو مجلس إدارة النادي ماكس إيبرل: “هذا القرار من أجل مستقبل بايرن”، مؤكّداً: “ندرك تماماً أننا لن نتلقَّ أي إشادة بهذا القرار”. وأوضح إيبرل بأنه تمت مناقشة الأمر مع جميع قيادات النادي “لأنّ توماس مولر ليس لاعباً عادياً بل أسطورة”.

وانضم مولر لبايرن في عام 2000، ولعب 743 مباراة مع الفريق، سجل في خلالها 247 هدفاً، وصنع 273، وفاز بـ33 لقباً، بما في ذلك 12 لقباً للدوري الألماني الـ”بوندسليغا”، وقد تصبح 13 بنهاية الموسم، فضلاً عن ستة ألقاب لكأس ألمانيا، ولقبين لدوري أبطال أوروبا.

أكد مولر احترامه قرار النادي رغم أنه أراد البقاء. وأضاف: “حتى بعد مرور كل هذه السنوات، وبغض النظر عن الوقت الذي أحصل عليه للعب، فما زلت أستمتع كثيراً في الملعب مع اللاعبين وأقاتل من أجل التتويج بالألقاب مع الفريق. كان بإمكاني بكل سهولة أن أتخيّل نفسي في هذا الدور في العام المقبل أيضاً”.

وتابع: “لكنّ النادي اتخذ قراراً واعياً بعدم التفاوض لتجديد عقدي في الموسم المقبل. حتى لو لم يكن هذا يتوافق مع أمنياتي الشخصية، فإنه من المهم أن يتبع النادي قناعاته”.

وأردف: “ما أريده كوداع ينبغي أن يكون واضحاً: ألقاب يمكننا الاحتفال بها معاً، ولحظات سنتذكرها بكل حبّ لوقت طويل”.

وكردّ فعل كان التعليق الأبلغ لنجم كرة المضرب ألكسندر زفيريف، الذي أبدى حزنه للقرار، وأضاف: “كمشجع، أعتقد أنّ ما حدث غباء، وأرى أنه موقف ضعيف من بايرن”.

وعلّق الرئيس الفخري لبايرن أولي هونيس: “مولر لم يكن مجرّد لاعب… كان روح بايرن ميونيخ”.

لكن كل هذه الأمور قد تتغير، إذ سيكون الاعتماد على مولر في المباريات المقبلة ضرورياً، حيث يمكنه بخبرته لعب أدوار بطولية تُعيد الفريق إلى الألقاب التي غاب عنها في الموسم الماضي، وسيكون مكملاً مهماً لعناصر الفريق في ظل إبعاد الإصابة كلاً من ألكسندر بافلوفيتش ودايو أوباميكانو وألفونسو ديفيس وكينغسلي كومان والياباني هيروكي إيتو، فضلاً عن موسيالا الذي سيكون أقسى خسارة، إنما يمكن لمولر أن يعوّضه ويؤكد عدم صوابية الإدارة بالاستغناء عن “الأسطورة الحالية”.

ويمكن لمولر أن يكون مؤثراً في المركز الذي اعتاد على شغله خلف المهاجمين، وأن يؤدي أدواراً مهمة لآلة التهديف الذي يشغلها هاري كاين مع مايكل أوليز ولوروي ساني، حيث سجّل الفريق قارياً 28 هدفاً، وهو ثاني أعلى رقم بعد رقم برشلونة الذي سجّل 32 هدفاً، إذ سيكون بمواجهة أحد أقوى خطوط الدفاع لدى النادي اللومباردي، الذي استقبلت شباكه هدفين فقط في 10 مباريات حتى الآن.

ويعاني إنتر أيضاً من غيابات مؤثرة، حيث أصيب مدافعه أليساندرو باستوني في المباراة الأخيرة ضد بارما (2-2)، ويسابق الوقت ليكون جاهزاً، فضلاً عن غياب المهاجم الإيراني مهدي طارمي وبيوتر زييلينسكي ودينزل دمفريس والموقوف كريستيان أسلاني، ويعوّل على الثنائي الهجومي ماركوس تورام والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز.