الحلم سبورت : المربّع الذهبي في دوري أبطال أوروبا بنكهة واقعية

عندما تُنصف كرة القدم مَن يستحق، يصبح المربّع الذهبي في دوري أبطال أوروبا الأكثر واقعية منذ سنوات.

برشلونة وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان وأرسنال؛ هذه الأندية المثابرة أظهرت احتراماً لعشاق كرة القدم طوال البطولة وتأهّلت إلى نصف النهائي.

“الفرسان الثلاثة” و”الحصان الأسود”، هكذا يجب أن يكون العنوان الأمثل للمربّع الذهبي من دوري أبطال أوروبا، بعد تأهل أفضل الفرق إلى المرحلة الأخيرة.

برشلونة وإنتر ميلان وباريس سان جيرمان، إلى جانب “الحصان الأسود” أرسنال الذي فاجأ الجميع بوصوله إلى هذه المرحلة، رغم معاناته المستمرّة في الدوري الإنكليزي الممتاز وعدم قدرته على التتويج باللقب.

وصول الرباعي إلى هذه المرحلة كان الأكثر واقعية وإنصافاً. فالفرق المرشحة، مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ، وحتى ليفربول الذي بدا مستقراً طوال الموسم، عانت من مشكلات فنية. في المقابل، عمل هانسي فليك على تصحيح مسار برشلونة منذ بداية الموسم، ليعيد هيبة الفريق الهجومية وصلابته الدفاعية، ويُصبح الأقوى عالمياً.

ولم يكن لويس إنريكي أقل نجاحاً مع باريس سان جيرمان، فقد نجح في بناء فريق هو بين الأقوى في تاريخ الفريق الفرنسي، وقاده ببراعة ليزيح عنه مفهوم النجم الواحد، ويحوّل الفريق إلى كتلة واحدة مترابطة تُبدع في الهجوم والدفاع، ويجعل الحلم الأوروبي يقترب أكثر فأكثر.

بدوره، تمسّك سيموني إنزاغي، بحلمه في الوصول من جديد إلى خط النهاية في دوري الأبطال، بفضل ذكائه التكتيكي وقدرته على قراءة منافسه، والشخصية التي أكسبت لاعبيه قوة وثقة أمام أقوى الخصوم؛ فتحوّل إنتر ميلان معه إلى الفريق الذي لا يُقهر ولا يخشى أحداً.

أما أرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا، فقد فرض نفسه خصماً قوياً بإدارة دفاعية محكمة وهجومية منظمة، مقدماً أداء محترماً وواقعياً، أهّله لإقصاء المرشح الأول دائماً ريال مدريد، وحجز مقعده في المرحلة ما قبل النهائية للمرّة الأولى منذ 2008-2009، ويكون على أعتاب دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وتكرار إنجاز موسم 2005-2006 بالوصول إلى النهائي للمرّة الثانية في تاريخه، وربما تدوين اسمه في سجل الأبطال للمرّة الأولى في تاريخه.

أرسنال يريد دخول التاريخ للمرّة الأولى في المسابقة الأوروبية العريقة (أ ف ب)

قدّم دوري أبطال أوروبا هذا العام وجبات دسمة من المتعة والإثارة، وهو يقف اليوم على أبواب كتابة قصة جديدة بالكامل، وسط تساؤلات عدة: من سيحمل الكأس ذات الأذنين؟ وهل سنرى بطلاً جديداً يعانق المجد أم يتكرّر إنجاز الأبطال القدامى الذين عادوا إلى الواجهة بعد غياب طويل؟