الحلم سبورت : “النسر” إلياس سعد يستعد للتحليق في سماء ألمانيا

برز اسم اللاعب التونسي إلياس سعد أخيراً على الساحة الرياضية العربية بعد هدفه المميز الذي أحرزه في شباك بايرن ميونيخ خلال المباراة التي جمعت فريقه سانت باولي مع العملاق البافاري ضمن الدوري الألماني.

انتهت المباراة يومها بفوز بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف مقابل اثنين، إلا أنّ أداء اللاعب – رغم خسارة فريقه – جذب الأنظار.

ورغم أنّ إلياس سعد لم يُحقق بعد أرقاماً كبيرة مع سانت باولي، مع عدم اعتماد المدرب عليه كلاعب أساسي، فإنّ تألقه في اللقاء الأخير لم يكن مفاجئاً لمن يتابع تطوّره. يقدّم سعد أداءً ثابتاً خلال الدقائق التي تُتاح له منذ بداية الموسم، مستفيداً من كل فرصة بشكل يعكس احترافاً عالياً. هذا التألّق وضعه على طريق العديد من النجوم العرب الذين برزوا في الملاعب الألمانية، مما مهَّد الطريق أمامه للانضمام إلى صفوف المنتخب التونسي حيث قرّر تمثيله دولياً.

لا يزال اللاعب التونسي في بداية مشواره الكروي، ومن المبكر مقارنته بأسماء عربية سبقت وحققت أمجاداً في أوروبا، خصوصاً أنّ فريقه سانت باولي يعاني في الـ”بوندسليغا” ويحتل المركز الخامس عشر، أي أنه في مكان قريب من مراكز الهبوط. لكنّ المؤشرات الأولية تُشير إلى أنّ إلياس سعد يمتلك الإمكانيات ليصبح واحداً من النجوم العرب البارزين. ومع القليل من الوقت والفرص المناسبة، فقد نكون على أعتاب رؤية نجم عربي جديد يسطع في سماء الكرة الأوروبية.

التونسي إلياس سعد (إكس)

لا شك في أنّ سعد لا يزال بحاجة إلى تطوير مستواه الفني وصقل مهاراته ليحظى بالمزيد من الفرص التي تؤهله للتألق على الساحة العالمية.

بدايات اللاعب في عالم كرة القدم هي إحدى القصص التي يمكن إدراجها ضمن الحكايات المُلهمة في الرياضة. فهي لم تكن ترتبط مباشرة بكرة القدم، التي لطالما كانت شغفه الأول، بل بدأ في كرة الصالات وتألّق فيها، ومارسها سنوات عدة حتى حقق حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم عندما وقّع مع نادي أينتراخت نورديرستيدت في دوري الدرجة الرابعة الألماني. هناك برز وتمكّن من الانتقال إلى سانت باولي عام 2003، الذي كان آنذاك يلعب في صفوف الدرجة الثانية. ثم أكمل حلمه في الموسم الحالي باللعب في دوري الدرجة الأولى.

مشواره الطويل وشغفه اللامحدود لتحقيق حلم طفولته يشيران إلى أنه لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيواصل السعي لاعتلاء قمة النجاح. ومع إمكانياته الفنية الكبيرة، قد نراه نجماً ليس فقط في ألمانيا وإنما على الساحة العالمية أيضاً.