الحلم سبورت : انسحابات متكررة تُلقي بظلالها على قمة الكرة المصرية

لا تزال قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك محط جدل واسع، بعدما انضمت المواجهة رقم 130 إلى قائمة المباريات التي شابها التوتر، بعدما قرّر “المارد الأحمر” عدم خوض اللقاء الذي كانت مقررة إقامته مساء الثلاثاء، احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطلبه بتعيين طاقم تحكيم أجنبي.

وقد شهدت الساعات الأخيرة تفاعلاً كبيراً داخل الوسط الرياضي حول تداعيات هذا القرار، والذي يعكس استمرار حالة الجدل التي تصاحب مواجهات القمة، إذ سبق وأن انسحب كلا الفريقين في مناسبات سابقة، اعتراضاً على قرارات تحكيمية أو ظروف استثنائية ومتغيرات تنظيمية محلية وقارية.

انسحابات الأهلي من القمة
وكان للأهلي سوابق كثيرة ويعود الأمر لموسم 1940-1941، إذ قرّر “المارد الأحمر” انسحابه من المرحلة الأخيرة بالدوري بعد تأكد تتويج الزمالك بالبطولة، بعدما رأى مسؤولو الأهلي أنّ استمرارهم في المباراة لن يغير شيئاً من النتيجة النهائية. وفي موسم 1965-1966، انسحب الفريق قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة اعتراضاً على إلغاء هدف لصالحه، إذ اعترض الطاقم الفني للأهلي على قرار الحكم، معتبرين أنه أثر على نتيجة اللقاء بشكل غير عادل.

وفي موسم 1971-1972، قرّر الأهلي مغادرة الملعب في الدقيقة 75 بعد طرد لاعبيه عادل هيكل ومحمد الصقر، ورأى الطاقم الفني أنّ قرارات التحكيم كانت مجحفة بحق الفريق، ما أدى إلى اتخاذ قرار الانسحاب. أما في 2003-2004، فقد قرّر الأحمر الانسحاب من البطولة العربية قبل مواجهة الزمالك بأيام، وذلك بداعي النقص العددي في صفوف الفريق، حيث كان يعاني من غيابات مؤثرة جعلته يقرّر عدم المشاركة.

انسحابات الزمالك من القمة
ويعود تاريخ أول انسحاب للزمالك من القمة لموسم 1947-1948، حين رفض الفريق الأبيض خوض المباراة الأخيرة في دوري منطقة القاهرة، ثم في 1995-1996 انسحب الزمالك من المباراة اعتراضاً على هدف متنازع عليه سجله حسام حسن لاعب الأحمر حينذاك، حيث اعتبر مسؤولو الفريق الأبيض أنّ الهدف غير شرعي، ما دفعهم للانسحاب تعبيراً عن احتجاجهم.

وفي موسم 1998-1999، انسحب الفريق بعد مرور أربع دقائق فقط من المباراة، وذلك بسبب طرد اللاعب أيمن عبد العزيز، حيث رأى مسؤولو الزمالك أنّ الطرد لم يكن مستحقاً وأدى إلى قرارهم بالانسحاب، ثم في 2019-2020 انسحب الزمالك من لقاء القمة بالدوري المصري بعد رفض اتحاد الكرة طلب تأجيل المباراة، وقرّر النادي خوض اللقاء بفريق الناشئين، لكن الحافلة لم تصل إلى الملعب بسبب تعطلها، ما تسبب في اعتباره منسحباً.

وفي موسم 2023-2024، أعلن النادي انسحابه من الدوري المصري اعتراضاً على قرارات التحكيم، حيث أكد مسؤولو الزمالك أنّ القرارات التحكيمية لم تكن عادلة وطالبوا بتحقيق تكافؤ الفرص قبل أن يقرّروا الانسحاب رسمياً.

وعام 2023، وفي بطولة السوبر المصري، رفض الزمالك خوض اللقاء اعتراضاً على عدم توقيع عقوبة على محمود كهربا، لاعب الأهلي، رغم مطالباتهم بذلك، ما دفع الاتحاد المصري إلى استبداله بفريق بيراميدز.

تداعيات متكرّرة وتأثيرات مستقبلية
وتتكرّر هذه الانسحابات بين الحين والآخر، ما يُلقي بظلاله على صورة الكرة المصرية ويثير التساؤلات حول سبل تفادي هذه الأزمات مستقبلاً، ومع استمرار الجدل حول التحكيم، والاستجابة لمطالب الأندية، تبقى القمة المصرية ساحة مفتوحة لمزيد من التوترات والقرارات المثيرة للجدل.

ويبقى السؤال، هل تشهد المواجهات القادمة مزيداً من التصعيد، أم ستتجه إدارات قطبي الكرة المصرية إلى حلول أكثر دبلوماسية؟ يبقى هذا السؤال مفتوحاً في ظل تصاعد الأحداث واحتدام المنافسة بين القطبين.