الحلم سبورت : بايرن يقف حائراً بين “تمرّد” كيميش وحاجته إليه

تمكّن بايرن ميونيخ من تجديد عقد الظهير الكندي ألفونسو ديفيس، الذي كان قريباً من مغادرة النادي، وكذلك النجم الألماني الشاب جمال موسيالا؛ واتّجه بعدها نحو نجم خط الوسط جوشوا كيميش، لكنّ الأمور لم تسر كما كان يتوقع.

ارتاح جمهور بايرن ميونيخ بعدما نجحت الإدارة في إبقاء ديفيس وموسيالا في “قلعة أليانز أرينا”، وكان ينتظر الجميع التوصّل إلى اتفاق مع كيميش أيضاً الذي ينتهي عقده في 30 حزيران/ يونيو 2025، إلا أنّ المفاوضات تعثرت في الأيام الأخيرة.

توقعت إدارة بايرن أن يوافق كيميش على عرضها “المنطقي” لتجديد العقد، لكن يبدو اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً “أنانياً” ويبحث عن راتب مرتفع كغيره من النجوم الشباب في الفريق.

يتصرّف كيميش وكأنه لا يُدرك سياسة الإنفاق في النادي الألماني العريق، ويُطالب بأرقام كبيرة في سنّ الـ30، الأمر الذي اعتُبر “تمرّداً” من اللاعب بالنسبة إلى إدارة الفريق.

لم تنجح المفاوضات بين كيميش وإدارة البافاري في الفترة المنصرمة، في المقابل، تعمل بعض الأندية على استغلال هذا الموقف لخطف خدمات “مايسترو” خط الوسط، على رأسها أرسنال الإنكليزي الذي يبحث عن بديل للاعب الإيطالي جورجينيو.

إدارة متصدّر ترتيب الدوري الألماني هذا الموسم خرجت عن صمتها، إذ صرّح المدير الرياضي، ماكس إيبرل، بعد مباراة فريقه الأخيرة أمام شتوتغارت: “عموماً، لا أحد فوق النادي، وإذا قرّر اللاعب أن يختار مساراً مختلفاً، فالأمور ستستمر في بايرن ميونيخ. لكننا لم نصل إلى هذه النقطة في المفاوضات بعد”.

تاريخياً، إدارة بايرن معروفة بأنها لا تتخذ قراراتها بناءً على “الماديات”، بل على “المبادئ”؛ فحتى لو اضطرّت لأن تخسر خدمات نجمها مجاناً مع نهاية عقده، فلا مانع لديها، وهي لا تتحمّل “تكبّر” أيّ لاعب، مهما علا شأنه، في وجهها.

تبلغ قيمة كيميش السوقية حالياً 50 مليون يورو، لكنّ عقده مع العملاق البافاري ينتهي نهاية الموسم الحالي، أي إنه سيُصبح لاعباً مجّانياً. ومشكلة بايرن ليست فقط في خسارة عنصر من عناصره، لأنّ كيميش ليس لاعباً عادياً، هو محرّك خط الوسط، والرابط الأساسي بين الخطوط، وبغيابه يخسر الفريق الكثير من قوّته.

شارك كيميش في كل دقائق فريقه هذا الموسم، حتى اللحظة التي خرج فيها مُصاباً أمام أينتراخت فرانكفورت، وغاب عن لقاء شتوتغارت الأخير، وفي هذه المواجهة ظهر الخلل في خط الوسط عندما شارك الثنائي ليون غوريتسكا وجواو بالينيا بدلاً منه، وحقق بايرن الفوز مستفيداً من أخطاء خصمه الفردية.

على البافاري أن يتخذ قراره سريعاً بشأن مستقبل كيميش، لأنه إذا تخلّى عن خدماته، فعليه أن يبحث باكراً عن نجم يمكنه أن يعوّض غيابه، لكنّ البديل لا يقف منتظراً من يضمّه، وبالتالي ستكون عملية البحث صعبة في ظل العروض الضخمة التي تُقدّم من أندية الصف الأوّل.

إذن، يقف بايرن الآن حائراً بين “عناد” و”أنانية” كيميش، وبين حاجته الماسّة إليه في خط الوسط؛ فهو القطعة الأهم في الفريق، وما يؤكّد ذلك أنه ثابت في التشكيلة الأساسية. فهل تنجح الإدارة في “كسر رأس” القائد الجديد للمنتخب الألماني؟ أم ستتركه يغادر وتبدأ رحلتها الشاقة في اختيار البديل الذي يمتلك مواصفاته؟