الحلم سبورت : برشلونة يتحدّى القيود المالية والأخطاء التحكيمية

مع بداية الموسم، لم يتوقّع أشدّ المتفائلين أن يكون برشلونة من الأندية المنافسة على مختلف الألقاب، بعد القيود المالية التي فُرضت عليه، وحرمته من دخول سوق الانتقالات بشكل طبيعيّ كغيره من أندية القمّة.

المدرب الألماني هانسي فليك كان له رأيٌ آخر؛ فقد تمكن خلال فترة قصيرة وبعناصر شابة، من فرض هيمنته وتقديم مستويات رائعة والمنافسة على كلّ الألقاب المُمكنة، حتى تحوّل النادي الكاتالوني سريعاً من فريق عادي إلى مرعب للخصوم.

ليس من السهل أن يتكيّف مدرب ألماني في إسبانيا، فكيف إذا كان النادي يُعاني على المستويين الفني والمالي؟ لم يُحقق برشلونة أي لقب في الموسم المنصرم بقيادة المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، وكانت الإدارة متخوّفة من موسم صفريّ جديد بقيادة مدرّب جديد بعيد كلّ البعد عن الأجواء الإسبانية. لكن مدرّب بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني سابقاً خالف كلّ التوقعات، وأخرج من تشكيلة شابة كلّ الإمكانيّات للعودة بين الكبار.

في الدوري الإسباني، لم تكن المنافسة سهلة إطلاقاً، إذ كانت متقلبة في المراحل الأولى مع سيطرة للثلاثي “المعتاد” برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، إلى أن انحصرت أخيراً بين الغريمين التقليديين. صحيح أنّ ريال مدريد لا يعيش أفضل مواسمه، لكنه يمتلك تشكيلة تبلغ أكثر من 1.2 مليار يورو، وحقق “حلمه” بالتعاقد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي. أما هانسي فليك، فقد اعتمد على اللاعبين الشباب وأكاديمية “لا ماسيا” ليجتاح إسبانيا وأوروبا فيرفع قيمة لاعبيه في السوق مع الوقت.

اقترب النادي الكاتالوني من خطف لقب الليغا، بعدما تفوّق على النادي الملكي ذهاباً وإياباً، علماً بأنه فاز عليه أيضاً في كأس السوبر الإسبانية ونهائي كأس ملك إسبانيا.

المهمة تعقّدت أكثر على برشلونة هذا الموسم مع الأخطاء التحكيمية التي طالته محلياً وأوروبياً. التحدّي أصبح مضاعفاً؛ فمواجهة الأزمة المالية أمرٌ طبيعي، ويمكن التأقلم معها، فيما مواجهة الأخطاء التحكيمية أمرٌ مستحيل. مما لا شك فيه أنّ الأخطاء جزء من اللعبة، لكن عندما تُصبح متكرّرة وفادحة فالوضع يختلف.

تعرّض برشلونة لكثير من الأخطاء التحكيمية خلال الموسم، كان أبرزها في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان، وتحديداً في هدف التعادل للنادي الإيطالي الذي سجّله فرانشيسكو أتشيربي في الوقت بدل الضائع، وذهبت المباراة بعده إلى وقت إضافي ليحسم رجال المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي التأهل.

في هدف التعادل ارتكب اللاعب دينزل دومفريس خطأ تجاه جيرارد مارتين، وتسبّب بخسارة الأخير للكرة، قبل أن يعكسها عرضية باتجاه أتشيربي، ليسجل الأخير في مرمى الحارس البولندي فويتشيك تشيزني. هو خطأ واضح وهدف يجب أن يكون مُلغى.

أما في الكلاسيكو الأخير، فقد حرم حكم المباراة برشلونة من ركلة جزاء بعد لمسة يد على أوريليان تشواميني قبل 20 دقيقة على النهاية، مشيراً إلى أنّ لمسة اليد هذه لا تستحق ركلة جزاء بعد عودته إلى تقنية الفيديو. لم يتأثر برشلونة بهذا القرار، وخرج فائزاً من هذه المعركة، لكن تبقى هذه اللقطة “فضيحة” لأنها تتكرّر مع أندية على حساب أندية أخرى حتى بعد العودة إلى تقنية الفيديو.

برشلونة يتجاوز الأزمات بتشكيلة صلبة ومدرب محنّك (أ ف ب)

برشلونة تخطّى معظم العقبات، في هذا الموسم محلياً، بتشكيلة رائعة من العناصر الشابة مثل لامين يامال وفيرمين لوبيز وبيدري وأليخاندرو بالدي وباو كوبارسي وغافي وغيرهم… وكذلك، حوّل فليك بعض اللاعبين إلى “وحوش” لا يمكن ردعهم، مثل رافينيا الذي تعرّض لانتقادات كثيرة سابقاً، وأصبح هذا الموسم مرشحاً لجائزة الكرة الذهبية بتسجيله حتى الآن 34 هدفاً و25 تمريرة حاسمة في 54 مباراة.

حسم برشلونة لقب كأس ملك إسبانيا، وأصبح قريباً من حسم لقب الدوري الإسباني، وكان مرشحاً لحصد لقب دوري أبطال أوروبا قبل أن يخرج على يد إنتر ميلان من المربّع الذهبي؛ وكل ذلك بفضل المدرب هانسي فليك الذي فرض سحره على الفريق وأعاده إلى مصاف أندية القمّة بأسلوب لعب ممتع وتكتيك قوي لا يمكن إيقافه.