الحلم سبورت : برشلونة يدين لرافينيا هذا الموسم

في موسم استثنائي يُعيد برشلونة تألقه الكروي بقيادة المدرب الألماني هانسي فليك، يظهر الفريق بمزيج مثير من المتعة والإبداع والنتائج الإيجابية على كل الصعد. 

برؤية مبتكرة تعتمد على تجديد الدماء باستخدام العناصر الشابة والمراهنة عليها، يبرز اسم رافينيا واحداً من نجوم هذا الموسم بلا منازع، ليصبح القائد الفعلي للفريق الكاتالوني داخل المستطيل الأخضر.

فليك، المعروف بشغفه في التجديد والمغامرة، والذي لا يؤمن بالاعتماد على الأساليب الفنية الروتينية، اختار قلب النهج التكتيكي لبرشلونة من خلال إشراك المواهب الشابة وجعلها محور خططه. لكن لتنفيذ هذه الرؤية، كان لا بد له من الاعتماد على لاعبين يمتلكون النضج الفني والقدرة على تنفيذ أفكاره التكتيكية داخل الملعب. ورأى المدرب الألماني في رافينيا الورقة الرابحة التي ستساعده على تحقيق طموحاته، حتى بعد أن كان الأخير قاب قوسين أو أدنى من مغادرة النادي بعد موسم مخيب.

لكن، تحت قيادة فليك، أعاد رافينيا اكتشاف نفسه. اللاعب الذي عانى في السابق لإثبات حضوره، أصبح الآن عنصراً لا غنى عنه، بحيث فرض نفسه على الجماهير التي كانت تطالب برحيله حتى باتت تهتف باسمه. وبفضل مهاراته الاستثنائية ولمساته الساحرة و تحركاته الذكية داخل الملعب، بات البرازيلي قادراً على ترجيح كفة برشلونة في أهم المواجهات.

ورغم أنّ بقاء رافينيا في برشلونة يعود بشكل مباشر إلى قرار فليك منحه فرصة أخيرة، إلا أنّ اللاعب رد الجميل بأداء استثنائي جعله إضافة ثقيلة ليس للفريق فحسب بل للمدرب أيضاً الذي أصبح هو الآخر “مديناً” بنجاحه لهذه الموهبة.

خلال هذا الموسم، أثبت رافينيا أنه أحد أكثر اللاعبين اكتمالاً وثراءً بالأداء، إذ حافظ على مستواه المذهل منذ البداية حتى اللحظة. فقد لعب دور القائد الحقيقي في وسط الملعب، ما جعله حلقة الوصل المحورية بين الدفاع والهجوم. وتميز بثبات مستواه ليس على الصعيد المحلي فحسب بل أيضاً في الساحة الأوروبية.

رافينيا حاضر بقوة في المواجهات الحاسمة، ليصبح “رجل المناسبات الكبرى”، مثل الكلاسيكو ضد ريال مدريد وأمام أتلتيكو مدريد في الدوري الإسباني. وفي دوري أبطال أوروبا، يواصل اللاعب إثبات نفسه ركيزة أساسية، بعد مساهمته الحاسمة في مباريات قوية أمام فرق مثل بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وغيرهما.

يمثل الموسم الحالي لحظة غير عادية في مسيرة رافينيا خصوصاً وربما لكرة القدم الأوروبية عموماً، إذ يتصدر اللاعب البرازيلي المشهد رغم المنافسة الضارية مع نجوم آخرين سواء في برشلونة مثل بيدري ولامين يامال، أو حتى بالدوريات الأوروبية الكبرى. ومع أنّ الاهتمام الإعلامي ربما لا ينصفه بالشكل الكافي مقارنة بلاعبين في الدوري الإنكليزي أو غيره، فإنّ أرقامه وإنجازاته هذا الموسم قد تضعه بكل جدارة ضمن قائمة المرشحين للكرة الذهبية.