الحلم سبورت : تأهل مصر إلى مونديال 2026: إنجاز حقيقي أم وهم؟

بينما يترقب الجمهور المصري المواجهة المرتقبة بين مصر وسيراليون، المقرّر إقامتها مساء الثلاثاء 25 آذار/ مارس، والتي قد تشهد تأهل منتخب مصر رسمياً إلى كأس العالم 2026، تبرز آراء متباينة حول طبيعة هذا الإنجاز. فالبعض يعتبره خطوة تاريخية وحدثاً مشرفاً، بينما يرى البعض الآخر أنه أمر متوقع نظراً إلى سهولة المجموعة.

الفئة الأخيرة تستخفّ بهذا الإنجاز نظراً إلى سهولة الخصوم في المجموعة التي جمعت مصر بمنتخبات بوركينا فاسو، سيراليون، غينيا بيساو، إثيوبيا، وجيبوتي. وعلى ضوء غياب المنافسة القوية، وافتقار هذه المنتخبات للخبرة والإمكانيات الفنية، كان من الطبيعي أن يكون المنتخب المصري هو الأقرب لخطف بطاقة التأهل بسبب ضعف المنافسين. وبالرغم من صحة هذه الملاحظة نظرياً، فإنّ التفوّق الفني والأداء المميّز للمنتخب، بقيادة “العميد” حسام حسن، هو السبب الأبرز وراء الاقتراب من تحقيق هذا الإنجاز.

الأداء المميز للمنتخب الوطني تحت قيادة المدير الفني حسام حسن كان عاملاً حاسماً في الوصول إلى هذه المرحلة. فقد نجح المنتخب في تحقيق 13 نقطة من أصل 15 ممكنة في 5 مباريات من دون انتظار نتائج الآخرين. في المقابل، فإنّ منتخبات مثل بوركينا فاسو وسيراليون لا يزال لديها بصيص من الأمل بمجموع 8 نقاط، مما يؤكد أهمية اللقاء المقبل. فإن تمكنت سيراليون من الفوز على مصر، فقد تصبح الأمور أكثر تعقيداً، خصوصاً مع بقاء فرص بوركينا فاسو مفتوحة إذا فازت على غينيا بيساو وخسر “الفراعنة”. وعلى الرغم من اختلاف الآراء، ثمة حقيقة واقعية لا يمكن إنكارها: المنتخب خاض التصفيات بكفاءة، وأثبت تفوّقه في داخل الملعب.

ورغم عراقة منتخب مصر، واعتباره واحداً من أعظم المنتخبات الأفريقية على مستوى البطولات الإقليمية والقارية، فإنّ سجله في كأس العالم يبقى خجولاً مقارنةً بتاريخه العريق في البطولات الأخرى، علماً بأنّ مصر تأهّلت إلى المونديال ثلاث مرات فقط ولم تقدّم النتائج المرجوّة.

من تدريبات منتخب “الفراعنة” (إكس)

ضعف الحضور العالمي رغم الهيمنة الإقليمية يعكس حقيقة أنّ التأهل إلى المونديال يبقى حلماً مهماً وشاقاً في الوقت عينه. لذلك، فإنّ تجاوز التصفيات الحالية من دون انتظار بقية المباريات يُعد إنجازاً حقيقياً يُحسب للجيل الحالي بقيادة حسام حسن. ومع ذلك، يبقى الرهان الكبير على استغلال هذا التأهل كخطوة نحو تحقيق مشاركة مُشرّفة، وتجنّب تكرار خيبة الأمل التي أحاطت بمشاركة “الفراعنة” في نسخة 2018.