الحلم سبورت : تحدت التقاليد وحملت الحديد… يارا حداد لبنانية تعيد تعريف القوة والجمال (فيديو)

سألت الذكاء الاصطناعي: هل رياضة رفع الأثقال تُقلل من الأنوثة؟، أجاب: “كلا، رياضة رفع الأثقال لا تقلل من أنوثة المرأة أبداً، فهي ليست مجرد شكل خارجي، بل هي مزيج من الصفات الداخلية والخارجية مثل الثقة بالنفس، الرقة، القوة، والطاقة الإيجابية”.

سألت أحد الأصدقاء السؤال ذاته، أجاب: “رفع الأثقال هو رياضة للرجال فقط، ومجرّد أن تحمل المرأة الأوزان تقل أنوثتها!”.

وبغض النظر عن مختلف الآراء، يبقى الأهم أن ما تفعله اللبنانية يارا حداد هو قناعتها بأن هذه الرياضة تعرّف الجمال والقوة لدى المرأة، وتجعل ثقتها بنفسها عالية.

كل يوم تقريباً، تدخل يارا إلى الصالة الرياضية، ومعها تكسب الراحة النفسية والجسدية. تنظر إلى المرآة، التي تعكس لها صورة امرأة قوية تمنحها رياضة رفع الأثقال جسداً قوياً وصحياً ولياقة بدنية عالية، وتوازناً وقوة وصولاً إلى الجمال والرشاقة.

View this post on Instagram

A post shared by Annahar (@annaharnews)

معارضة عائلية؟
بدأت ابنة الـ24 عاماً مشوارها الرياضي من خلال ممارسة رياضة الجمباز، والتي استمرت فيها لمدة 15 عاماً تقريباً، حققت العديد من الإنجازات.

وفي عام 2024، قررت الانتقال إلى خطوة جديدة ومرحلة أخرى في حياتها، عنوانها “رفع الأثقال”، محرزة لقب بطولة العالم، ولكن لماذا اختارت هذه الرياضة؟

تقول يارا لـ”النهار”: “كنت أتدرب مع أصدقائي على سبيل التسلية، ولم أتوقع أبداً أن تتحول الرياضة من هواية إلى الوقوف على منصات التتويج، خصوصاً أن عائلتي في البداية استغربت الأمر، فكيف كنت أمارس الجمباز وبعدها كانت نقلة كبيرة إلى رياضة رفع الأثقال؟”.

أضافت: “لم تكن هناك أي معارضة، ولكن الخوف كان كبيراً، لأنني في النهاية أنا امراة وأرفع أوزاناً ثقيلة ومعدات كبيرة وحديداً بكميات لا تحصى. مع الوقت أصبحت الحياة أسهل ودعموني من كل النواحي”.

رياضة الرجال؟
الدعم الذي حصلت عليه حداد من عائلتها، منحها المزيد من الثقة بالنفس، على الرغم من التحديات التي واجهتها من المجتمع، الذي ينظر “بعضه” إلى هذه الرياضة على أنها محصورة بالرجال فقط.

ولكن يارا لم تتأثر بالكلام والتعليقات، “فما حققته حتى الآن وفي فترة قصيرة، هو إنجاز بالنسبة إلي، وأنا فخورة بما أقوم به لأنني أمارس رياضة أحبها وتساعدني كثيراً في حياتي، حتى وصلت إلى تحقيق الميداليات، وهنا بدأت النظرة تتغيّر”.

ورفعت حداد سقف التحدي، مؤكدة أنها ستواصل تدريباتها بكثافة، للمشاركة في البطولات المحلية والعالمية، ورفع اسم لبنان عالياً، لذلك، فهي تهتم كثيراً بنظامها الغذائي”.

تضيف: “النظام الغذائي من الأسباب الرئيسة لنجاح أي رياضي، خصوصاً في رفع الأثقال، وقبل أي بطولة اتبع نظاماً أكثر جديةً، سواء على صعيد الطعام أو المكملات الغذائية، بالإضافة إلى النوم الجيد والمشروبات”.

بين الرياضة والحياة الشخصية
تؤكد يارا أن التوازن بين حياتها الشخصية والرياضة ليس بالأمر السهل أبداً، فهي بالإضافة إلى ممارسة رفع الأثقال لديها عملها الخاص: “قبل أي استحقاق أركّز أكثر على الرياضة، من دون أي تقصير في الجوانب الأخرى من حياتي”.

وبحكم ممارستها هذه الرياضة تحديداً، تواجه يارا بعض الأسئلة من الناس، مثلاً: “هل يمكن أن نرى عضلاتك؟ هل يمكن أن نلعب الكباش؟”، وأحياناً يطلبون منها تحديات تحتاج إلى القوة”.

وبسؤال عن قرارها في حال رفض زوجها المستقبلي ممارسة رياضة رفع الأثقال، أجابت: “هذه الرياضة أصبحت جزءاً مني، وإذا لم يتقبلني هكذا، فلا أريد الزواج من الأساس”.

ما تفعله يارا، هو رسالة واضحة لكل من يعتقد أن رياضة رفع الأثقال تقلل من أنوثة المرأة، بل على العكس، يزيد من جمالها ورشاقتها وثقتها بالنفس، وصولاً إلى قدرتها على مواجهة أي تحديات مستقبلية.