تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
الحلم نيوز :
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
#تحطم #طائرة #ينهي #حلم #فريق #كرة #قدم #تاريخي #بوفاة #جميع #لاعبيه
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
الحلم نيوز :
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
الزمان: فجر الأربعاء 28 أبريل 1993، الشمس تصعد بكامل مشمشها بين الفيافي والأقحوان، وقطرات الندى الخفيف تملأ المكان برائحة جميلة، طائرة تحلق فوق المحيط الأطلسي قادمة من الجابون نحو السنغال، والطير يحفل فوق جدائلها حلوة الملمس، وإذا نظرت إلى الأسفل قليلًا؛ ستجد الصيادين الفقراء على مراكبهم، يطربون مع صوت قطرات المياه المختلط بالأهازيج: “شد القلوع يا مراكبي”؛ (قطع) الشمس تتوسط كبد السماء، وزمهريرها يعمي العيون، ويُعرق الجباه، والبحر أزرق وفي أوج زينته، قائد المركب يسترخي في الكابينة السفلية، وفجأة يسمع ضجيجاً قادماً من بعيد، يصعد الدرجات فزعًا، يسحب سنارته المشتبكة، ليجد جثة هامدة معلقة على أستارها، يصرخ، يئنُّ، يجنُّ، يضلُّ، يسقُط، يعلو، ويهبط، ثم ينظر حوله فزعًا، فإذا ببقايا حطام طائرة محروقة يسبح بجانب المركب.
“على نشرةِ الأخبار في كل ليلةٍ
نرى موتَنا تعلو وتَهوي مَعاوِلُه
لنا يَنسجُ الأكفانَ في كل ليلةٍ
لخمسين عامًا ما تكلُّ مغازِلُه
أرى الموتَ لا يرضى سِوانَا فريسةَ
كأنَّا -لَعَمْرِي- أهله وقبائلُه”
تميم البرغوثي.
هذا الصياد هو أول من كشف عن الجثث الأولى مع شروق الشمس، وبعده قام باقي الصيادين بالبحث داخل وخارج الجداول، وخرج الغواصون بالقوارب، وحلقت طائرات الهليكوبتر في السماء، وبحلول وقت الغداء، انتُشلت الحقائب السوداء وحطام الطائرة وبقايا 24 من أصل 30 لاعبًا كانوا قادمين من الجابون إلى السنغال للعب تصفيات كأس العالم، وهكذا انتهت قصة أعظم جيل في تاريخ السنغال، غرقًا على شواطئ الجابون، قصة أثرت في أجيال على مدار عقدين من الزمن، وكشفت عن روح أمة حققت النصر بشكل غير متوقع، أمة قتلتها الحياة بما فيها من إضطرابات وسياسة وحروبٍ أهلية، لتحيا من الرماد مرةً أخرى كما في الأساطير القديمة، أقوى وأشد بأسًا، وأكثر حرصًا على الحياة من قبل.
ذاكرة الموج
بالنسبة لفقراء زامبيا، كان فريق كرة القدم هو منارة الأمل الوحيدة، خاصةً بعد انخفاض سعر النحاس، منجم الدخل الوحيد، إلى النصف تقريبا خلال السنوات الأربع التي سبقت الحادثة، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد، وانخفاض الدخل بشكل حاد، أضف إلى ذلك إعلان الرئيس فريدريك تشيلوبا حالة الطوارئ، بعد الكشف عن مؤامرة انقلابية استهدفته شخصيًا، وفي خضم تلك الأحداث السريالية، والفقر المضطجع، والأيام الكاحلة السواد، كان فريق كرة القدم المعروف باسم “تشيبولو بولو”، أي “الرصاص النحاسي”، هو مصدر الفخر الوحيد في البلاد، خاصة وأن هذا اللقب كان مشتقًا من أسلوب لعب الفريق الهجومي والعدواني.

كان الفريق قد عاد للتو من فوز بنتيجة 3-0 على موريشيوس في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، وكان سجله خاليًا من الهزائم على أرضه لمدة ثماني سنوات كاملة، وكانت بطولة كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 بمثابة الفرصة المناسبة لهم للتعبير عن الضيق الذي يعم بالبلاد، وللوصول إلى هناك، كان يتعين عليهم التفوق على المغرب والسنغال في مواجهتي الذهاب والإياب، أول مباراة كانت ضد السنغال خارج الملعب، وكما جرت العادة، تحضرت طائرة عسكرية من طراز “DHC-5 Buffalo” لنقلهم إلى ملعب المباراة، لماذا طائرة عسكرية؟ لأن الاتحاد لم يكن بمقدوره تحمل تكاليف الرحلات الجوية التجارية بسبب الركود الاقتصادي، فلجأ بدلًا من ذلك إلى طائرة عسكرية عمرها 18 عامًا، كانت تستخدم في حرب فيتنام، للتحليق عبر مساحات شاسعة من قارة افريقيا.
ملحوظة هامة: تلك الطائرات لم تصمم للرحلات الطويلة، لذا كان يتعين عليها إجراء توقفات منتظمة للتزود بالوقود، كما بدأت تظهر عليها علامات التقدم في السن، فقبل ستة أشهر من الحادثة، وأثناء تحليقها فوق المحيط الهندي في طريقها إلى مباراة ضد مدغشقر، طلب الطيار من اللاعبين ارتداء سترات النجاة، ولذلك كان من المقرر لها الهبوط في الكونغو والجابون وساحل العاج للتزود بالوقود قبل أن تصل أخيرًا إلى داكار عاصمة السنغال؛ وهنا توجد ملاحظة قدرية أخرى: عندما وصل لاعبو المنتخب إلى المطار للصعود على متن الطائرة، تفاجأوا بوجود باتريك كانجوا، نائب رئيس اللجنة الفنية لاتحاد كرة القدم في زامبيا، في استقبالهم ومعه خبر سئ للغاية لبعض اللاعبين، خبر سيئ، ولكنه حمل في الوقت نفسه، طوق نجاتهم.
لقد أخبر لاعب الوسط أندرو تيمبو البالغ من العمر 21 عامًا وحارس المرمى مارتن مومبا ألا يصعدا على متن الطائرة، لاستبعادهما من التشكيلة، بالطبع جُرح كبرياء اللاعبين، وتبادلا الشتائم مع الرجل على مدرج المطار، ورغم أنه كان قرارًا عاديًا للغاية، إلا أنه في هذا اليوم تحديدًا، حمل في جعبته قرارًا ضمنيًا بمن سيعيش ومن سيموت في تلك اللحظة، لأن الطائرة التي أرادوا اللحاق بها، وحاربوا للصعود إليها، لم تصل أبعد من الجابون، فبعد دقيقتين من إقلاعها من مطار “ليون مبا الدولي”، تحطمت على بعد كيلومترين فقط من الساحل، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد الطاقم الخمسة والركاب البالغ عددهم 25.
أرسلت الجابون جنودا لقيادة عمليات البحث عن الجثث، لكن لم يُعثر إلا على 24 جثة من أصل 30، وتعرفت السلطات على هوية 13 جثة فقط، من قام بمهمة التعرف على الجثث؟ ذات الباتريك كانجوا، الرجل السئ الحظ في رواية أحدهم، وفي أعقاب المأساة، أعلن رئيس زامبيا فريدريك شيلوبا، الحداد الوطني لمدة أسبوع، مع تقديم جنازة رسمية للاعبين، الذين دفنوا جميعًا في “مقبرة الأبطال” بالقرب من ملعب “الاستقلال” في العاصمة “لوساكا”، ولم تمنح الدول التعويضات إلى أسر الضحايا (بقيمة 4 ملايين دولار)، إلا في مايو 2002، بعد معركة قضائية طويلة، كما لم تنشر الحكومة الزامبية مطلقًا التقرير الذي يوضح ما حدث للرحلة.
ولكن في عام 2003، قالت السلطات الجابونية إن المحرك الأيسر للطائرة توقف عن العمل فور إقلاعها من العاصمة ليبرفيل، كان قائد الطائرة متعبًا من العودة بالفريق من موريشيوس في اليوم السابق، فأوقف المحرك الأيمن بدلًا منه عن طريق الخطأ، لتسقط الطائرة الثقيلة الوزن والروح في أعماق المحيط الأطلسي، بعدما فقدت الطاقة والقدرة على الارتفاع في آن واحد.
الناجي الوحيد
“من يبقى حتى النهاية، هو من سيروي الحكاية، فالموتى لا يحكون الحكايات”
مشهد من فيلم “قراصنة الكاريبي: الموتى لا يحكون الحكايات”.
قبل تلك الحادثة بأربع ساعات تقريبًا، وعلى بعد أربعة آلاف ميل، كانت هناك حقيبة أخرى معبأة وجاهزة للتحرك، وكان مالكها، أحد أفضل لاعبي كرة القدم في أفريقيا، يستعد للانطلاق في رحلة طويلة، كان كالوشا بواليا أفضل لاعب في أفريقيا عام 1988، وفي وقت سابق من نفس العام، سجل ثلاثية عندما سحقت زامبيا المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة، وهي في طريقها إلى ربع نهائي أولمبياد سيول، لينتقل بعدها إلى نادي “آيندهوفن”، حامل لقب الدوري الهولندي، ويشارك في خط الهجوم إلى جانب النجم البرازيلي روماريو، كسرَّ الرجل الدنيا، وأصبح ملء السمع والبصر، ولكنه ظل وفيًا لزامبيا، وكان قائدًا حقيقيًا للجيل المتميز من لاعبي زامبيا، المنتخب الذاهب إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
كان من المقرر أن يلحق بواليا بالفريق مباشرةً من هولندا، خاصةً مع احتمال وجود رحلة جوية تأخذه من أمستردام إلى داكار عبر باريس، وبعدما أعد عدته، وجهز نفسه، أراد فقط أن يمدد ساقيه ويصفي ذهنه لبضع دقائق قبل الإنطلاق، وفجأة؛ رن هاتفه الأرضي، في أوائل تسعينيات القرن العشرين، كانت الهواتف المحمولة من الكماليات النادرة، ولم يكن بواليا بالتبعية يمتلك واحدًا، ولذلك لم يكن من الممكن تجاهل المكالمات، التقط بواليا سماعة الهاتف، كان أمين صندوق اتحاد كرة القدم في زامبيا: تنهد تنهدًا عميقًا ولم يقل إلا جملة واحدة: “كالو، عليك أن تؤجل الرحلة، لقد وقع حادث، وهناك بعض الضحايا للأسف الشديد”.
في مثل تلك الحالات، عادةً ما يمر الإنسان بخمس مراحل نفسية: أولها هي مرحلة الإنكار حيث نلجأ إلى عدم تصديق الحادث لأن الألم يصبح أقوى من قدرتنا على التحمل، بعدها تأتي مرحلة الغضب، وهي الطريقة التي نعبر بها عن هذا الألم، فتخرج من أجسادنا في أشكال عدة: بكاء، صراخ، نوبات جنون وصرع، وثالثًا تأتي مرحلة “المساومة”، والتي تنبع من الشعور بالذنب: “لماذا لم أكن معهم؟ أنا خائن الضرورة، أنا عبد الرحمن بن ملجم، أو يهوذا العصر الحديث”.
أما المرحلة الرابعة فتكون “اكتئابًا” حادًا يعتريك، وهو آت لا محالة، حيث قالت عالمة النفس، شيري كورمير، أن الحزن يصيب الناس في أوقات متباينة، ولكنه حتمًا سيصيبهمن، وخامسًا تأتي مرحلة “التقبل”، وهذا لا يعني أنها مرحلة التصالح مع الخسارة، ولكنك فقط تحاول النسيان، أما آخر المراحل فهي مرحلة “البحث عن المعنى”، أن تدرك هشاشة الحياة، وأن ما حدث حدث، ويجب علينا تغيير أنفسنا وإلا وقعنا في الهوة السحيقة.
“إن روح فريق 1993 ستظل موجودة دائمًا في زامبيا”
كالوشا بواليا، قائد منتخب زامبيا لكرة القدم السابق.
يتذكر بواليا أنه مر بتلك المراحل في لمح البصر، وفي بضع دقائق فقط، مرت أمامه بكيف خفيف بعدما شاهد تقريرا على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يفيد بأن زملاءه في الفريق لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة على شواطئ الجابون، ولم ينجو منه أحد، حيث قال في تصريحات صحفية: “في تلك اللحظة، لم أفكر كثيرا، كنت أعتقد فقط أن الأمر كان خطأ، لقد أنكرت الأمر برمته”، ثم أمضى بقية اليوم على الهاتف محاولاً بشكل محموم تجميع أجزاء ما حدث بالضبط، بينما كان أفراد عائلته وأصدقائه القلقون يتصلون لمعرفة ما إذا كان على متن الطائرة.
وفي اليوم التالي، عاد إلى ملعب تدريب نادي آيندهوفن، وتذكر أن زملاءه في النادي حاولوا حمايته من خلال إخفاء الصحف التي تحمل قصص الحادث، ثم بعدها سافر إلى زامبيا عبر المملكة المتحدة، حيث تذكر تلك اللحظات قائلًا: “عندما أقلعنا من لندن، قال لي الطيار إنني يجب أن أذهب إلى مقدمة الطائرة في قمرة القيادة، حتى أتمكن من رؤية الإقلاع والهبوط لأنه أعتقد أنني سأكون متوترًا للغاية أثناء الطيران، كنت في قمرة القيادة في لندن عندما أقلعنا، وعندما وصلت إلى زامبيا، كان الناس يبكون كلما رأوني”، وفي اليوم التالي، عادت الطائرة المحملة بالجثث، وعندما هبطت، كانت تلك هي المرة الأولى التي يبكي فيها، بعدما تأكد أن ما حدث حدث فعلًا، وأن مراحل الحزن الخمسة، خاصة مرحلة الإنكار، يجب ألا تطول كثيرًا، لأن الشعب المكبوت، الفقير، الناصر، المهزوم، ينتظر فرحة واحدة تبل حلقهُ المتيبس.
لا أعرف المستحيلا
في خضم الصدمة والخسارة، برز سؤال كبير: ماذا ستفعل زامبيا الآن؟ ظن بواليا للوهلة الأولى أنها نهاية الحلم، ولكن مكالمة هاتفية من رئيس البلاد أقنعته بخلاف ذلك، وبدأت الجهات المعنية البحث عن فريق جديد، يُشكل ويُشدَّ على مقاس بواليا. بعد الجنازة بأيام قليلة، اجتمع عشرون مدربًا في “لوساكا” لإجراء تجارب على ستين لاعبًا، اختير منهم مجموعة من اللاعبين وأرسلوا إلى الدنمرك لمعسكر تدريبي لمدة ستة أسابيع على نفقة الحكومة الدنماركية، وتحت قيادة المدرب الجديد روالد بولسن.
. “كنت مقتنعًا بأن طموحنا في القيام بأي شيء قد انتهى”
كالوشا بواليا، قائد منتخب زامبيا لكرة القدم السابق.
هذا البولسن كان له باع كبير في المجال، فقد فاز بلقب الدوري الدنماركي وكأس الدنمارك مع نادي “أودنسي”، لكن مهمته في إنشاء فريق قادر على المنافسة في تصفيات كأس العالم كانت شاقة للغاية، حيث اعترف قائلًا: “لم يكن لدي أي فكرة عما كنت سأفعله، ولم يكن لدي أي فكرة عن اللاعبين ولا أي فكرة عن خلفياتهم، ولا أي فكرة عن المجتمع نفسه، ولا أي فكرة عن كرة القدم الزامبية لا من قريب ولا من بعيد”، حسنًا، لقد كان عليه أن يتكيف مع اللاعبين، وكان على اللاعبين أن يتكيفوا معه، فمعظمهم لم يسبق له أن غادر أفريقيا من قبل، وكان على بولسن أن يطمئنهم بأن الركض عبر الغابات الدانمركية سيكون آمناً، وأن يوضح لهم أن خطر هجوم الأسود قليل هنا في هذا الصقيع الأوروبي، ثم كان عليهم جميعًا التكيف مع طواحين القلق التي تملأ المكان، وفي الرابع من يوليو، كانت فرصتهم للتقدم.
بعد شهرين تقريبًا من الجنازات، بدأت حملة زامبيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994، متأخرة للغاية، ضد المغرب في العاصمة “لوساكا”، وبعد مرور 10 دقائق فقط، تقدم المغرب بهدف رائع سجله رشيد الداودي، يتذكر الصحفي بونجا ليووي قائلاً: “التفت الناس في المستوى العلوي المواجه للموقع التذكاري وبدأوا في مناشدة لاعبيهم المتوفين وإخوانهم في الملعب”. قالوا: هل يمكننا، بمساعدة بواليا، العودة إلى المنافسة؟

وبعد مرور ساعة من زمن المباراة، سجل بواليا هدف التعادل الرائع من ركلة حرة، وفي غضون 10 دقائق، نجح جونسون بواليا، (الذي لا تربطه أي صلة قرابة ببواليا الأصلي)، في تحقيق الفوز بهدف ثان، ، نعم؛ لقد لقد وقفت الأمة كلها على قدميها، لقد عادوا إلى الحياة، وشعروا بأنهم قادرون على مواجهة العالم مرة أخرى. ولكنهم للأسف الشديد، فشلوا في الوصول إلى كأس العالم في نهاية المطاف، وسقطت أحلامهم على بعد نقطة واحدة بعد الخسارة أمام المغرب أيضًا في مباراة العودة بهدف دون رد.
وبعد ستة أشهر، فاجأوا الجميع مرة أخرى، وصدموا العالم مرةً أخرى أيضًا، فعلى عكس كل التوقعات، تمكنوا من الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 1994 أمام نيجيريا، لكن موهبة إيمانويل أمونيكي نجم منتخب نيجيريا، منعت المنتخب الزامبي من الحصول على البطولة في النهائي، بعدما سجل هدفين انتزع بهم اللقب من منتخب “الرصاص النحاسي”، ليتركه بلا ميداليات حقيقية، ولكن ببطولات صنعت على رؤوس الأشهاد، ففي أقل من عام، خسرت زامبيا فريقًا، وشكلّت فريقًا آخر، واقتربت بشكل مؤلم من التأهل لكأس العالم والفوز بكأس الأمم الأفريقية، لولا القدر.
“نعم، لقد بذلتم جهدًا جيدًا، استمروا في النضال”.
جزء من رسالة أرسلها معجب إلى كالوشا بواليا، قائد منتخب زامبيا لكرة القدم السابق.
هاهُم أبعدوا عن البطولات والميداليات والكؤوس؛ وسواء كان ذلك بفعل القدر أم لا، المهم أنهم خرجوا بلا ميدالية واحدة، فما استفادوا إذن جراء تلك المقاومة؟ لا شيء، سوى كرامتهم ربما، وربما أيضًا اكتسبوا قوة خارقة، تمكنهم الآن من لعب كرة القدم الحقيقية، كما عَرِفها أجدادهم، على ملعب ترابي باهت اللون، وتحت سماء مخضبة بالدم والرصاص والقصف، بلا تحالفات بالية بين السلطة والمال والسلاح، وبلا شيء كبير، سوى أحلامهم التي تسبح بجانب النجوم، متخطية كل تلك المآسي نحو آفاق جديدة، ليصدق فيهم قول تميم البرغوثي مجددًا:
لقد كنتُ أبكي في طلولٍ لأجدادي
فأصبحت أبكي في طلولٍ لأحفادي
حينها امتدت يدٌ من ورائي تَعَدَّتْ أربعةَ عَشَرَ قرناً،
رَبَّتَتْ عَلَى كَتِفِي قائلةً: لاتَخَفْ، لستَ وحدَك، ما دُمنا معك، فلن يَنْقَطِعَ نسلُك.
الحلم نيوز :
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
الحلم نيوز :
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه
تحطم طائرة ينهي حلم فريق كرة قدم تاريخي بوفاة جميع لاعبيه #تحطم #طائرة #ينهي #حلم #فريق #كرة #قدم #تاريخي #بوفاة #جميع #لاعبيه