الحلم سبورت : تحليل أزمات النصر وطريقة العلاج

هاي كورة- يشهد نادي النصر السعودي حالة من العشوائية الواضحة في مختلف جوانب إدارته خلال السنوات الأخيرة، مما انعكس سلباً على نتائجه ومكانته في المنافسات.

فالنادي الكبير خسر 32 بطولة من أصل 36 بطولة شارك فيها في الفترة الأخيرة، ولم يحصد سوى 4 بطولات فقط، وهو رقم يكشف حجم الأزمة التي يعيشها العالمي، هذه النتائج الكارثية تعود بشكل رئيسي إلى غياب الاستراتيجية الواضحة في التعامل مع الملفات الأساسية للنادي، سواء على مستوى المدربين أو اللاعبين.

شهد النصر تعاقباً غير منطقي للمدربين منذ رحيل البرتغالي روي فيتوريا في ديسمبر 2020، حيث تعاقب على تدريب الفريق 10 مدربين خلال 5 سنوات فقط، بمعدل مدرب جديد كل 156 يوماً، أي بمعدل 5 أشهر لكل مدرب.

جائت السلسلة كالتالي:
آلين هورفات (16 مباراة)
مانو مينيز (12 مباراة)
مارسيلو سالازار (مباراتين)
بيدرو إيمانويل (5 مباريات)
مارسيلو سالازار (مباراة واحدة)
ميغيل روسو (20 مباراة)
رودي غارسيا (26 مباراة)
دينكو إيليتشيتش (8 مباريات)
لويس كاسترو (54 مباراة)
ستيفانو بيولي (39 مباراة حتى الآن)

على صعيد اللاعبين المحليين، تبدو الإدارة النصراوية تفتقد للمعايير الواضحة في تجديد العقود، إذ لا تعتمد بشكل أساسي على المستوى والأداء الفني للاعب، بل يكفي أن يقدم اللاعب مستوى جيداً في مباراتين من أصل 50 مباراة في الموسم ليحصل على عقد يمتد لأربع سنوات بمبالغ مالية كبيرة.

وباستثناء أيمن يحيى، لا يوجد لاعب محلي في صفوف النصر يستحق الثقة الكاملة وفقاً للمستويات المقدمة، فمعظم اللاعبين المحليين في الفريق متشابهون في المستوى وغير قادرين على إحداث الفارق المطلوب.

أما فيما يخص اللاعبين الأجانب، فتبدو الصورة غير منطقية أيضاً، خاصة في الموسم الحالي، حيث تم التعاقد مع أربعة أجنحة دفعة واحدة، إضافة إلى التعاقد مع مهاجمين اثنين رغم وجود كريستيانو رونالدو، في الوقت الذي كان الفريق يحتاج فيه بشدة إلى لاعب وسط، حتى مع التعاقد مع مهاجم بجودة جون دوران- رغم مستواه المتذبذب مؤخراً – إلا أن توقيت التعاقد معه كان غير مناسب في ظل حاجة الفريق الماسة لتعزيز مناطق أخرى.

فيجب إدارة النصر بطريقة احترافية بعيداً عن العشوائية التي طغت على قراراته في السنوات الأخيرة، حيث ستكون هذه الخطوة الأولى نحو استعادة أمجاده وتحقيق البطولات المحلية والقارية.

النادي يمتلك إمكانيات هائلة ومقومات النجاح، لكنه يحتاج إلى رؤية واضحة واستراتيجية محكمة تعيد بناء الفريق على أسس صحيحة بعيداً عن قرارات الصدفة والارتجال التي أدت إلى ضياع البطولات واحدة تلو الأخرى.