الحلم سبورت : تدخلات عنيفة من دون محاسبة؟

مدى السنوات، شهدنا العديد من لاعبي كرة القدم البارزين الذين غادروا الملاعب بسبب إصابات خطيرة ناجمة عن تدخلات عنيفة وغير مدروسة، أنهت مسيرتهم الكروية.

ولا تزال هذه الظاهرة مستمرّة اليوم، كما يتضح من الحالة الأخيرة للاعب أحمد القندوسي من نادي سيراميكا كليوباترا، الذي لفت الأنظار بأدائه المتميز مع بداية الموسم في الدوري المصري، إلا أنّ تدخلاً “طائشاً” وغير مدروس من اللاعب ياسين الملاح تسبب له بكسر في الساق، ما احتاج إلى جراحة وانتهاء موسم اللاعب. ورغم ذلك، اقتصرت العقوبة ضد الملاح على بطاقة حمراء فقط، مع اعتراض منه.

بعد تعرّض القندوسي للإصابة (إكس)

القندوسي ليس الضحية الوحيدة لهذه التدخلات العنيفة؛ فهناك العديد من اللاعبين الذين تركوا بصمة كبيرة في عالم كرة القدم وعانوا من إصابات قوية، مثل جورج روتاريو لاعب ستيوا بوخارست، الذي تعرّض لتدخل عنيف من غرايم سونيس لاعب ليفربول في عام 1988. الطريف والغريب أنه لم تُفرض أي عقوبة على سونيس آنذاك.

كذلك، شهدت حادثة أخرى تدخل هارالد شوماخر حارس منتخب ألمانيا ضد باتريك باتيستون لاعب المنتخب الفرنسي في عام 1982، والتي تسببت بفقدان باتيستون للوعي  ولثلاث من أسنانه، من دون فرض أي عقوبة عليه أيضاً، بل احتُسبت ركلة حرّة لألمانيا.

وفي الدوري الإنكليزي، تعرّض إدواردو لإصابة خطيرة بعد تدخل عنيف من مارتن تايلور لاعب برمنغهام سيتي، مما أبعده عن اللعب شهوراً، واقتصرت العقوبة على بطاقة حمراء فقط.

مارادونا أيضاً تعرّض لإصابة بالغة في الكاحل بعد تدخل أندوني غيوكوتشا من أتلتيك بلباو عام 1983، مما أبعده عن المباريات مدة طويلة.

تشمل هذه الظاهرة العديد من الأسماء الأخرى التي لا يزال يتحدث عنها الجميع حتى الآن، والتي تسببت بأضرار كبيرة للاعبين من دون وجود عقوبات رادعة تحميهم من هذه التدخلات التي قد تعرّض حياتهم للخطر.

هذا الجانب “المظلم” من اللعبة، يبرز الحاجة الملحة الى تعزيز التدابير الوقائية وحماية اللاعبين من الإصابات التي قد تغير مجرى حياتهم المهنية والرياضية. والحفاظ على سلامة اللاعبين يجب أن يكون أولوية في أي منافسة رياضية، لأنها مجرّد لعبة تهدف إلى متعة الجماهير ولا تستحق أن يتعرّض أحد للخطر بسببها.