الحلم سبورت : تشابي ألونسو واللعنة التي تنتظره في ريال مدريد

حين يطرق تشابي ألونسو أبواب ريال مدريد مدرباً محتملاً، فإنه لا يتقدم فقط نحو حلم شخصي، بل يخطو داخل متاهة تاريخية من الفشل المتكرّر للمدربين الإسبان في البيت الأبيض. تلك المتاهة التي بدأت فصولها في صيف 2003، عندما قرّر فلورنتينو بيريز إقالة فيسنتي ديل بوسكي، بعد أيام فقط من التتويج بلقب الدوري الإسباني، في قرار لا يزال يُثير الحيرة حتى اليوم.

منذ ذلك الحين، أصبح ريال مدريد بمثابة أرض غير خصبة للمدربين الإسبان، مهما اختلفت أسماؤهم أو تنوّعت أساليبهم. ستة مدربين إسبان حاولوا كسر الجليد، وفشلوا جميعاً في ترك بصمة تُذكر داخل النادي الملكي، لا أحد منهم أنهى موسمه، ولا أحد استطاع أن يقف في وجه “لعنة ديل بوسكي”.

صعود من الماضي… وسقوط متكرّر
لم تكن اللعنة مقتصرة على مدربين مغمورين أو عديمي الخبرة، فقد شملت أسماءً بارزة مثل رافايل بينيتيز، الذي وصل إلى مقاعد ريال مدريد عام 2015 خلفاً لكارلو أنشيلوتي، لكنه غادر بعد 215 يوماً فقط، محاصراً بانتقادات الجماهير وهزيمة قاسية في الكلاسيكو أمام برشلونة برباعية نظيفة. الرجل الذي ترعرع في “البيت الأبيض” كلاعب شاب، وجد نفسه في النهاية ضحية صراع داخلي لا يرحم.

الأمر ذاته تكرّر مع جولين لوبيتيغي، الذي قرّر التضحية بلقب مدرب المنتخب الإسباني من أجل تدريب الملكي، لكنه خسر كل شيء في 139 يوماً فقط. ضجيج إعلامي رافق تعيينه، وإقالة جاءت على وقع خسارة مذلة أمام برشلونة بنتيجة 5-1، وكلمات وداع لا تخلو من مرارة: “لم يمنحوني الوقت”.

تشابي… بطل ليفركوزن في مواجهة الأشباح
الآن، مع اقتراب تشابي ألونسو من العودة إلى ريال مدريد، ولكن كمدرب هذه المرّة، يجد نفسه في مواجهة تاريخ مدجج بالخيبات. ألونسو الذي أثبت نفسه في باير ليفركوزن كأحد أبرز مدربي الجيل الجديد، يتأهب لمواجهة أصعب تحدٍّ في مسيرته الفنية: تدريب ريال مدريد، وترويض لعنة دامت أكثر من عقدين.

الرئيس التنفيذي لليفركوزن لمّح بصراحة إلى أنّ الرحيل بات وشيكاً، لكن الوصول إلى المقعد الملكي ليس هو التحدي الأكبر، بل ما بعده؛ فالطريق مليء بالمنعطفات الحادة، التي أطاحت أسلافه الإسبان واحداً تلو الآخر.

المدرب الإسباني المحنك تشابي ألونسو (أ ف ب)

لعنة لا ترحم… والرهان على تشابي
من كاماتشو ولوبيز كارو، إلى لوبيتيغي وبينيتيز، مرّ المدرّبون الإسبان عبر بوابة مدريد ولم يخرجوا منها سوى بذكرى باهتة ومهزومة، حتى مدربو الـ”كاستيا” الإسبان لم يُمنحوا الفرصة، في وقت كان فيه النادي أكثر ميلاً للرهان على الأسماء الأجنبية أو أبناء المشروع من جنسيات أخرى.

يبقى السؤال: هل يكون تشابي ألونسو استثناءً؟ أم هو حلقة جديدة في سلسلة “المدرب الإسباني الملعون” في ريال مدريد؟ ما نعرفه حتى الآن أنّ الرجل لا يفتقر للكفاءة، ولا يهاب التحديات، لكنه سيحتاج إلى ما هو أكثر من المهارة والخطط، سيحتاج إلى كسر لعنة قديمة وعنيفة.