الحلم سبورت : تشواميني من مرمى الانتقادات إلى ركن أساسي

في موسم حافل بالتقلبات لنادي ريال مدريد، والذي يشهد تراجع مستوى بعض اللاعبين المنتظر تألقهم، يبرز آخرون بشكل غير متوقع، مثل الفرنسي أوريلين تشواميني الذي انتقل من مرمى الانتقادات ليصبح عموداً أساسياً في كتيبة كارلو أنشيلوتي.

نجح أوريلين تشواميني في تجديد صورته التي كانت محاطة بالسلبية، ليصبح دعامة رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي، إذ يعتمد عليه الفريق بصفة كبيرة في الوقت الراهن.

تعرّض تشواميني سابقاً لانتقادات لاذعة وحتى لإساءات من جماهير النادي الملكي، لكنه آثر الرد بالصمت والاجتهاد في الملعب.

كانت أبرز تحديات تشواميني تتعلق بصعوبات افتكاك الكرة وارتباكه بالتمركز، وهي أمور عانى منها في كثير من الأحيان عند تسلمه الكرة من الدفاع.

ورغم الانتقادات التي تعرّض لها سابقاً، نجح اللاعب الفرنسي في تحويل السخط إلى إعجاب، حتى أصبحت الجماهير تشيد بأدائه، وخصوصاً عندما تراجع مستوى نجوم آخرين كانوا محط الآمال.

لعب تشواميني مباراة متميزة ضد أتلتيك بلباو، إذ أظهر مهاراته الفائقة بفوزه في 16 تحدياً ثنائياً واسترجاع الكرة 9 مرات واعتراضها 4 مرات، بالإضافة إلى نجاحه الكبير في التدخلات الدفاعية.

تشواميني يتألق في الفترة الأخيرة (أ ف ب)

عاد تشواميني إلى مركزه الطبيعي لاعب ارتكاز، يؤدي دوره المطلوب بكفاءة وانضباط بعيداً من الأضواء المرتبطة بتسجيل الأهداف أو صناعتها.

لم يكن الجمهور يتوقع أن يظهر تشواميني ببراعة نجم مانشستر سيتي رودري أو لاعب أرسنال ديكلان رايس نفسيهما في المراوغة أو القدرة على تقديم تمريرات رائعة، بل كانوا يأملون أن يكون الجدار الصلب الذي يتحكم في الكرة بمهارة. وقد أتقن تشواميني هذا الدور أخيراً بشكل كبير، مما أهّله للفوز بجائزة الشهر في ريال مدريد بكل جدارة.

أثبت تشواميني أنّ التحوّل من القاع إلى القمة لا يتطلب معجزة بل يتطلب هدوءاً وثقة بالنفس وعملاً مستمراً. ومن خلال هذا النهج، كتب اللاعب الفرنسي فصلاً جديداً من النجاح في مسيرته، كونه لاعباً لا يعرف المستحيل، تمكن من إسكات المنتقدين وتحويل النقد إلى إشادة عبر الأداء الرائع على أرض الملعب.