الحلم سبورت : توريس “البديل” يصل لأفضل موسم تهديفي في مسيرته

لا يوجد لاعب يستغل وقته في الملعب بشكل أفضل من فيران توريس. فعلى الرغم من مشاركته كبديل في معظم فترات الموسم، نجح الجناح الإسباني في حفر اسمه بين أكثر اللاعبين فاعلية في تاريخ برشلونة، ليصبح ثالث أكثر هدّاف تأثيراً في الفريق، خلف الأسطورتين ليونيل ميسي وخوليو ساليناس فقط.

وعندما يحصل على فرصة المشاركة أساسياً، كما حدث في مواجهة أوساسونا مساء الخميس، لا يستغرق توريس وقتاً طويلاً ليترك بصمته التهديفية.

ففي المباراة الأخيرة، احتاج الدولي الإسباني إلى 10 دقائق فقط لهزّ الشباك وتأمين ثلاث نقاط ثمينة لفريقه في سباق “لا ليغا”، محافظاً على فارق المنافسة مع ريال مدريد.

موسم استثنائي بأرقام قياسية
في لقاء جاء بعد فترة توقف دولي مرهقة، ومع قلة الوقت المتاح للراحة، أثبت توريس مجدداً أنه مهاجم شرس لا يرحم الفرص. وعندما غاب روبرت ليفاندوفسكي وجلس على مقاعد البدلاء، تولّى لاعب فالنسيا السابق مسؤولية قيادة الهجوم في دور المهاجم الوهمي، وهي المهمة التي أسندها إليه المدرب هانسي فليك، فلم يخيب الآمال بأدائه الفني المميز.

وكاد يضاعف غلته التهديفية في أكثر من مناسبة، لكنه أهدر فرصة سانحة بعدما علت تسديدته العارضة، بينما جاءت محاولته الأخرى من ركلة حرة خطيرة لم تجد طريقها إلى المرمى. ومع ذلك، فإن أرقامه تتحدث عن نفسها، إذ سجل في آخر أربع مباريات له في “لا ليغا”، بما في ذلك الثنائية ضد أتلتيكو مدريد والهدف أمام لاس بالماس.

Image

فيران توريس. (إكس)

أفضل مواسمه تهديفياً
بوصوله إلى 14 هدفاً في هذا الموسم (8 في لا ليغا، 4 في كأس الملك، وهدفان في دوري الأبطال)، تجاوز توريس رقمه القياسي السابق البالغ 13 هدفاً، الذي حققه مع مانشستر سيتي في موسم 2020-2021، مما يؤكّد أنه يعيش أفضل فتراته التهديفية، لا كلاعب بديل، وهو اللقب الذي لا يحبّذه، بل كمهاجم حاسم قادر على تغيير مجريات المباريات.

قبل لقاء أوساسونا، كان توريس يسجل هدفاً كل 87 دقيقة، وبعد استبداله في الدقيقة الـ 67 من المباراة الأخيرة، تحسنت معدلاته التهديفية إلى هدف كل 85 دقيقة، مما يعكس تطور مستواه وثباته في تقديم الأداء العالي، ليؤكد من جديد أنه أحد أخطر أسلحة برشلونة في المنافسة على الألقاب.

تفوق على ليفاندوفسكي
لم يكن مفاجئاً أن تتفوق أرقام توريس على زميله في خط الهجوم، ليفاندوفسكي. ففي إحدى المباريات، احتاج توريس إلى 12 دقيقة فقط لهز شباك مايوركا بعد دخوله كبديل، بينما لم يستغرق أكثر من 8 دقائق لتسجيل هدف آخر أمام فالنسيا. وعندما شارك أساسياً في كأس الملك ضد إلتشي، تمكن من التسجيل في غضون 3 دقائق فقط، مما يؤكد حسه التهديفي العالي وقدرته على استغلال أنصاف الفرص.

بهذه الأرقام والإنجازات، يبدو أن فيران توريس في طريقه لتسجيل اسمه ضمن أبرز مهاجمي برشلونة هذا الموسم، ليس كلاعب احتياطي، بل كمهاجم فعّال يعرف تماماً كيف ومتى يهز الشباك.