الحلم سبورت : “حائط الشعب” لتخليد أسماء جماهير الأهلي

ظهرت فكرة تخليد أسماء جماهير النادي الأهلي المصري على جدران الاستاد المزمع إنشاؤه واحدة من أكثر الأفكار الإبداعية والمُلهمة. هذه المبادرة تحمل في جوهرها رسالة تقدير وامتنان لجماهير النادي، التي لطالما كانت القلب النابض  وأحد أبرز أعمدة نجاحه منذ تأسيسه.

على رغم جاذبية الفكرة وروعتها، إلا أنّ تنفيذها على أرض الواقع بدا بعيداً من المنطق وأقرب إلى الخيال بالنسبة إلى كثيرين. الفكرة الأساسية كانت تهدف الى تكريم مشجعي النادي الذين ظلوا الدرع الأولى له وقدموا دعماً لا يُقدر بثمن، بما في ذلك تقدير شهداء النادي الذين ضحوا بحياتهم لأجله. لكن سرعان ما اصطدمت الحماسة لهذه الفكرة بإعلان الشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع أسعاراً وُصفت بأنها مُبالغ فيها للغاية.

قُسّمت الدروع التي يمكن وضعها على جدران الاستاد إلى أربع فئات لتتناسب مع مختلف الشرائح الاجتماعية، لكن الأسعار المعلنة بدت بعيدة من متناول قطاع واسع من الجماهير. “الدرع الحمراء”، وهي الأقل سعراً، قُدرت قيمتها بـ25 ألف جنيه مصري، بينما ارتفعت الأسعار تدريجاً حتى وصلت تكلفة الدرع البلاتينية الأعلى مستوى إلى 2.5 مليون جنيه مصري.

قدمت الشركة المُنفذة هذه المبادرة وسيلة مبتكرة لزيادة مصادر التمويل اللازمة لدعم مشروع المدينة الرياضية والاستاد الجديد، لكن يبدو أنها أهملت الأبعاد العميقة لتراث النادي الأهلي باعتباره نادياً شعبياً يرتبط بجمهور متنوّع يشمل جميع الطبقات الاجتماعية، لا سيما منهماأصحاب الدخل المحدود والشباب الذين ساهموا على مدار العقود في تشكيل هويته الثقافية والشعبية.

وعلى رغم تميز الفكرة من حيث المبدأ، فإنّ آلية تنفيذها الحالية تبدو غير عملية بل حتى مجحفة، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تواجه معظم المصريين.

ما يظهر جلياً هو أنّ الصيغة المقترحة تجعل الاستفادة من المشروع مقتصرة على شريحة صغيرة من الجمهور، وتُهدّد بإقصاء النسبة الكبرى من جماهير الأهلي، مما يتعارض مع الهوية التاريخية لـ”نادي الشعب”.

يدرك الجميع أنّ جذب عوائد مالية لمشاريع كبيرة كالمدينة الرياضية أمر مشروع وضروري. ومع ذلك، يجب ألا يتم ذلك على حساب الجماهير التي تمثل حجر الأساس للنادي. ربما يكون الحل هو تخصيص جزء من جدران الاستاد يُطلق عليه “حائط الشعب”، توضع عليه أسماء جماهير الأهلي بأسعار رمزية تتيح لجميع الشرائح فرصة المشاركة بغض النظر عن أوضاعهم الاقتصادية، مثلما تتضمن أسماء الشهداء وأساطير النادي عرفاناً بدورهم من دون النظر الى المكاسب المادية.

بهذا النهج، يمكن الموازنة بين تقدير الجمهور وتحقيق الأهداف الاقتصادية ما يمنح المشروع طابعاً إنسانياً ويعزز ارتباط الجماهير بالنادي. لتكتمل الفكرة وتصبح أكثر قوة وخصوصية تحت شعار “تخليد أسماء جماهير الأهلي”، بما يعكس المعنى الحقيقي لمكانة الجماهير في قلب النادي وتاريخه.