الحلم سبورت : خناقة قبل المغرب – مودريتش ضد تشافي.. من الأفضل بين عباقرة خط الوسط؟

سيحدثك أحدهم عن سمفونيات الأمير الكرواتي لوكا مودريتش وسحره المنثور على العشب، وسيتباهى آخر بصنيع زرقاء اليمامة تشافي هيرنانديز، إنها إحدى أقوى المقارنات في أهم مركز حساس في عالم كرة القدم.

يساعدنا أحيانًا الفصل في تلك المقارنات بين المهاجمين لأن لغتهم أهداف يمكن عدّها، وتُبسط الأهداف المسقبَلة الحسم في هوية أقوى المدافعين وحتى الحراس، لكن مع لاعبي خط الوسط، الأمر مختلف تمامًا.

سنغوص معًا في الحديث عن اثنين ممن غيروا مفاهيم كرة القدم، صنع تشافي أسطورته الخاصة، إذ كان يرى ما لا نراه، قلب موازين القوى في عديد المباريات وغير مجرى بطولات كبرى، بل كان علامة فارقة، يُصوّر لك كرة القدم أبسط مما تتوقع، لقد خدعنا فعلا.

مودريتش ضد تشافي.. صراع عباقرة خط الوسط

في الضفة الثانية، لم تكن نحافة لوكا وقصر قامته، إلا من نقاط قوته، مُمر بارع، يفتك بشراسة، يسجل أهدافا خالدة، وأما أبرز ما يميز “طفل الحرب” كراته بالمقاس بخارج القدم، فمن في نظركم يعتبر أبرز لاعب في خط الوسط بين الثنائي؟

ورغم أن كلاً منهما يمتلك أسلوب لعب فريد، فإن المقارنة بينهما تحظى دائمًا بمتابعة جماهيرية واسعة، خاصة بسبب انتمائهما إلى برشلونة وريال مدريد، الغريمين التقليديين.

قبل الحديث عن التأثير الفني لكل منها، نستعرض أرقام الثنائي مع أنديتهما بشكل عام وفي أعرق المسابقات دوري أبطال أوروبا، ومنتخباتهما، مع الأخذ بعين الاعتبار اعتزال تشافي، بينما تتواصل رحلة لوكا.

أرقام تشافي مع الأندية

أرقام مودريتش مع الأندية

مقارنة بين أرقام تشافي ومودريتش مع الأندية

تُظهر الأرقام تفوقا واضحا لنجم برشلونة الإسباني على مستوى المساهمات التهديفية، رغم فارق المباريات أيضا، حيث ساهم زرقاء اليمامة في 324 هدفا مع الأندية، بينما ساهم لوكا في 227 هدفًا.

وبما أن دوري أبطال أوروبا يعتبر أقوى مسابقات القارة العجوز وأعرقها على الإطلاق، لا بأس أن نقوم بمسح طفيف لأرقامهما في دوري الأبطال.

أرقام لوكا و تشافي في دوري أبطال أوروبا

مجددا تفوق تشافي هيرنانديز بمجموع 42 مساهمة تهديفية في دوري أبطال أوروبا، نظير 29 للنجم الكرواتي، لكن بالموازاة توج مودريتش بـ6 ألقاب من دوري الأبطال مقابل 4 لتشافي.

إن كان هذا فيما يتعلق بالأندية، فماذا عن المنتخبات، صنع تشافي أمجاد “لاروخا” وقاده لذهب اليورو والمونديال، بينما صعد الكرواتي بمنتخب بلاده إلى أعلى المراتب على الصعيد العالمي.

أرقام تشافي ومودريتش مع المنتخبات

على صعيد المنتخبات تُبرز لغة الأرقام تفوق مودريش لأول مرة رقميًا على نظيره تشافي، مساهمات لوكا بلغت 56، بينما ساهم تشافي في 36 هدفا مع منتخب إسبانيا.

نمر الآن إلى التحدي الأصعب، والذي يتعلق بالألقاب، حيث تزخر خزائنهما بعدد وفير من الألقاب الجماعية من كل الألوان والأنواع.

ألقاب تشافي في مسيرته مع الأندية كلاعب:

ألقاب مودريتش في مسيرته مع الأندية كلاعب:

ومع المنتخبات ساهم تشافي في تتويج منتخب إسبانيا بلقب اليورو مرتين وكأس العالم مرة، بينما كان أفضل إنجازات نودريتش مع كروتيا وصيف بطل العالم 2018، وثالث العالم 2022.

وعلى الصعيد الفردي توج مودريتش بالكرة الذهبية سنة 2018 عندما كسر هيمنة ميسي ورونالدو على الجائزة، كاول لاعب كرواتي يحقق الذهب الفردي، بينما احتل تشافي المركز الثالث فيتصنيف البالون دور 3 مرات دن أن يفوز بها.

ولأزيدكم من الشعر بيتا، كانت أعلى قيمة سوقية بلغها تشافي هي 65 مليون يورو في 2010، بينما وصل مودريتش إلى 55 مليون يورو في 2014 و2015، وفق منصة “ترانسفير ماركت“.

المقارنة الفنية

تشافي كان رائدًا في أسلوب “التيكي تاكا” الذي سيطر على برشلونة ومنتخب إسبانيا، حيث كانت تمريراته تُعتبر سلاحًا رئيسيًا وبوصلة الألقاب.

مودريتش، من ناحية أخرى، يعتبر لاعبًا أكثر تنوعًا، فهو يمتلك القدرة على التحكم في ريتم المباراة وصناعة اللعب بشكل مُذهل، مع تقديم أداء دفاعي جيد أيضًا.

وقد تكون المفارقة هي ظروف نشأة وتكوين كل منها، حيث خرج لوكا من أنقاض الحرب والدمار لصناعة الأمجاد، بينما كان الوضع أفضل بالنسبة لتشافي الذي نشأ في بيئة أكثر سلاما وظروفا معيشية مواتية.

من كان الأفضل؟

من الصعب تحديد من كان الأفضل بينهما، لكن تشافي يظل رمزًا للتمريرات المتقنة والسيطرة على الوسط، بينما مودريتش يتفوق بقدرته على التحرك بسرعة وتغيير إيقاع المباراة، رغم اختلاف أسلوبهما، فإن كلا اللاعبين أضافا الكثير للعبة وكتبا فصولًا لا تُنسى مع فرقهم.

ربما لا يوجد لاعب “أفضل” بشكل قطعي بين تشافي ومودريتش، فكل واحد منهما ترك بصمته في تاريخ الكرة، لكنهما يعدان من أكثر لاعبي الوسط تأثيرًا في عصرهما.