الحلم سبورت : سر تتويج ليفربول في الدوري يحرج فئة المدربين الصارمين

يستعدّ ليفربول للاحتفال بتحقيق لقب الدوري الإنكليزي للمرة الـ20 في تاريخه، والأولى منذ 5 سنوات، فينجح في معادلة الرقم القياسي المسجّل باسم مانشستر يونايتد، الأكثر تتويجاً على مرّ تاريخ البطولة، في أول موسم لمدرّبه الهولندي أرني سلوت، الذي أثبت سريعاً قدرته على التأقلم مع الأجواء الإنكليزية ونجاحه في قتل المنافسة مبكراً جداً.  

مزايا سلوت هذا الموسم كانت كثيرة، فالمدرب نجح في كسب ثقة لاعبيه عبر إيجاد الحلول في أصعب المباريات مع حسن استخدامه للتبديلات، وإن كانت طموحات الفريق الأوروبية قد تلاشت بعد السقوط أمام نسخة مثالية من باريس سان جيرمان، لكن أداء ليفربول في معظم جولات الدوري كان مفتاحاً أساسياً للاقتناع بالدور الكبير للهولندي في النادي. 

نجاح سلوت لم يقتصر على الناحية الفنية فقط، بل امتدّ إلى خارج الملعب. ذلك ما كشف عنه سلوت ذاته خلال تصريحاته في هذا الموسم، والتي أكّد فيها التزامه بنصائح بعض الخبراء حول كيفيّة تجهيز الفريق خارج الملعب. إحدى القصص اللافتة كانت أن سلوت اهتمّ للغاية ببرنامج نوم لاعبيه، إلى حدّ دفعه في أيام كثيرة إلى تأخير الاجتماع الصباحي للفريق من التاسعة والربع حتى العاشرة والربع كي يحصل اللاعبون على وقت أطول للنوم والراحة. 

سلوت تحدّث عن هذه النقطة في السابق، مشيراً إلى أن الخبراء نصحوه بأن النوم هو العامل الأهمّ لاستعادة اللاعب لياقته، وقال إن الحمام الثلجيّ وكل الإجراءات التي تتبعها الأندية مهمة، بالرغم من أن النوم يبقى الأكثر أهمية. 

ولم يتوقف سلوت عند إجراءات تأخير الاجتماعات، بل ألغى منذ الصيف الماضي فكرة بقاء الفريق في الفندق قبل ليلة من المباريات، وقرّر السماح للاعبين بالنوم في منازلهم قبل المباريات التي يلعبها الفريق على أرضه أو في الملاعب القريبة من ليفربول، والتي تحتاج إلى سفر مسبق. 

احتفال لاعبي ليفربول بهدف أرنولد خلال لقاء ليستر (أ ف ب)

يرى سلوت أن هذه الفكرة تساعد اللاعبين على الحصول على نوم عميق، لأنّ أيّ شخص سيحصل على راحة أكبر حين ينام في سريره؛ وهذه الفكرة أيّدها مارك ستيفينسون، الخبير والباحث في المجال الرياضي، بتصريح لموقع “ذيس إيز أنفيلد” حين قال إن جسم الرياضي يستعيد لياقة عضلاته بشكل أفضل حين ينام بعمق لمدّة تتجاوز الـ 50% من إجمالي فترة نومه. 

واحدة من الأشياء التي ساعدت سلوت على اتخاذ قرارات كهذه هي ثقته في مدى احتراف لاعبيه، وأنهم سيجهزون أنفسهم ويلتزمون بالراحة عند البقاء في منازلهم، ولو أن هذا لا يبدو مألوفاً بالنسبة إلى معظم المدرّبين الكبار، الذين يفضّلون بقاء الفريق في الفندق. إنهم يرون أن ذلك يساعد على عزل الفريق وإبقاء اللاعبين مع بعضهم في ليلة المباراة، ويسمح بمراقبتهم طبعاً. لكن نجاح سلوت في هذه الطريقة يظهر أن بعض القيود الزائدة التي يفرضها المدرّبون قد تحمل آثاراً عكسية. 

لا يُظهر سلوت أيّ صرامة خلال تعامله مع اللاعبين، منذ أن كان لاعباً في الدوري الهولندي، حين كان معروفاً بهدوئه الشديد ولباقته وابتعاده عن الدخول في أيّ سجال أو عراك، وهي الشخصية التي نقلها معه إلى كرسي التدريب، ليثبت أن اللاعبين ليسوا بحاجة للتحول إلى روبوتات كي ينجحوا في الملعب فيما الجوانب الإنسانية والتفاصيل البسيطة كافية للنجاح.