الحلم سبورت : شرقي وأكليوش حلقة جديدة في صراع مزدوجي الجنسية

قد يكون تأهل منتخب الجزائر لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026 في المتناول بنسبة ساحقة وتالياً العودة بعد غياب عن النسختين السابقتين في روسيا وقطر، لكن هذا الأمر لن يسجل كإنجاز، إذ إنّ التطلعات تتجاوز اللعب في الدور الأول بعد مشاركة مميزة 2014 في البرازيل.

يمتلك منتخب “الخضر” مقوّمات كثيرة، ولا سيما منها البشرية، بحيث ينشط مئات اللاعبين المتحدرين من أصل جزائري في القارة الأوروبية وخصوصاً فرنسا، إنما استقطاب مزدوجي الجنسية لا يسير بالشكل الملائم، على عكس ما منح به الجار المغرب.

يضرب فريق “محاربي الصحراء” الذي يقوده المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش فيروس الإصابات في النافذة الحالية من التوقف الدولي، إذ سيغيب ستة لاعبين بسبب الإصابة، وهم محمد أمين توغاي، وإسماعيل بن ناصر، وحسام عوار، وحماد عبدلي، وأنتوني ماندريا وأنيس حاج موسى، إلا أنّ أسماء مهمة كانت مرشحة للانضمام في مقدمها لاعب وسط أولمبيك ليون الفرنسي ريان شرقي ولاعب موناكو ماغني أكليوش، اللذين لم يختارا المنتخب الذي سيدافعان عن ألوانه بعد.

معضلة تتجدّد مع ذوي الأصول الجزائرية الذين يفضلون منتخب “الديوك”، حيث ثمة إخفاق في جذب اللاعبين، إذ يجدون في المنتخبات الفرنسية ضماناً لمستقبلهم واستمرار مسيرتهم على المستوى الرفيع، إذ لا تعتبر قضية الثنائي هي الأولى من نوعها، بحيث عاش المنتخب الجزائري مسلسلات كثيرة مع اللاعبين مزدوجي الجنسية، والذين لم يكن المنتخب ليُحقق شيئاً في السنوات الأخيرة من دونهم، إلا أنه في كثير من الحالات لم يكن منتخب الجزائر “اختياراً مفضلاً عن منتخب آخر”، بل “مساراً طبيعياً” وخياراً وحيداً، ما يجعل المنفعة متبادلة بين الجهتين .

ويُعد زين الدين زيدان وكريم بنزيما من أبرز الأسماء الجزائرية التي دافعت عن ألوان فرنسا، ويبرز أيضاً اسم حسام عوار الذي تحوّل للجزائر بعدما فقد الأمل من المدرب ديدييه ديشان.

اللاعب حسام عوار مع الاتحاد السعودي (إكس)

وما هي إلا 3 سنوات، وتحديداً في آذار (مارس) 2023، حتى غيّر عوار قراره رسمياً مستغلاً القوانين، وخرج بتصريحات على قناة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قال فيها: “صراحة، اللعب للجزائر كان في رأسي دائماً، لكنني لم أرغب في القيام بالخطوة الأولى لأنني تخوّفت من رؤيتي كلاعب انتهازي، وبعدما مد المدرب يده إليّ رأيت ذلك علامة من القدر، لقد حصلت على فرصة ثانية وأعتقد أنه لا يجب تضييعها مرّة أخرى”.

بحسب التقارير، يرى الجزائريون، أنّ استمرار صمت ريان شرقي وأكليوش سيضعهما حتماً في خانة اللاعبين الانتهازيين، بل إنّ بعض النقاد ربطوا صمتهما بانتظار رحيل ديشان بعد المونديال المقبل، بينما يلفت البعض الى أنّ أكليوش وشرقي يرغبان في لعب مونديال 2026، ولذلك فإنهما مجبران على اتخاذ قرارهما سريعاً بتغيير الجنسية الرياضية والتأكيد أنّ “الجزائر هي الخيار الوحيد أمامهما”، وليس “الخيار المفضل”، لأنّ الواقع يؤكد أنه “ليس كذلك”.

وعندما سُئل ديشان عن سبب تجاهل ضم أكليوش وشرقي، والعكس بالنسبة إلى زميلهما في الفئات السنية لفرنسا ديزيري دوي، أجاب: “هما لاعبان يقدمان مستويات جيدة مع فريقيهما، لكن الأماكن غالية جداً في المنتخب الفرنسي، وهما معنيان بالمشاركة مع فرنسا في كأس أوروبا تحت 21 عاماً (الصيف المقبل)، وهذا لا يعني عدم انضمامهما إلينا، بل من الممكن أن يكونا معنا في المستقبل القريب”.

ومن شأن هذا الاستبعاد الجديد، أن يدفع ريان شرقي وأكليوش إلى إعادة التفكير في مستقبلهما الدولي وحسم القرار في أقرب وقت قبل فوات الأوان، مثلما حدث مع العديد من اللاعبين على غرار ياسين عدلي الذي أبدى ولاءه لفرنسا في تصريحات عدة سابقة.