الحلم سبورت : عالية الرشيد: «الشغف» صنع قيادات سعوديات في الرياضة

احتضنت قمة مجلة «فورتشن» للنساء الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، التي عقدت ظهر الأربعاء في العاصمة الرياض، تجارب نسائية ملهمة من قلب ميادين القتال، ملاعب كرة القدم، حلبات السباق، ومنصات القرار الرياضي، في لحظة تسلط الضوء على عصر ذهبي جديد للمرأة في العالم العربي.

برز صوت زمزم الحمادي، المقاتلة الإماراتية في رياضات الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، التي تحدثت عن بداياتها مع 15 فتاة فقط، لتشهد اليوم أكثر من 1500 فتاة إماراتية يمارسن الجوجيتسو بشغف حقيقي.

زمزم، التي دخلت عالم الـفنون القتالية في وقت لم يكن أحد يعرف فيه هذا المصطلح، حققت إنجازاً تاريخياً مع شقيقتها غلا حين حصلتا على المركز الأول في أول بطولة لهما في الاتحاد الدولي للفنون القتالية المختلطة.

وقالت: «نحن نعيش تحدياً مستمراً، حتى أنني أنا وغلا نتنافس على من تُنهي النزال في وقت أقصر».

أما رشا الخميس، عضو الاتحاد الآسيوي للملاكمة، فدحضت المفاهيم النمطية عن رياضات القتال.

أكدت أن النساء في السعودية اليوم يتدربن ويتنافسن في 84 نادياً حكومياً، وأن مشاركة المرأة في الملاكمة قفزت بنسبة 460 في المائة بين عامي 2021 و2024. «لقد أحببن الرياضة لأنها غيرّت حياتهن، وهذه القوة لا يجب أن تُوقف»، وتضيف عن تجربتها الشخصية وكيف ساهمت الرياضة في تشكيل شخصيتها منذ الطفولة، عندما كانت تتلقى نفس تدريبات الملاكمة التي خضع لها شقيقها.

من خلف أسوار سباق السيارات، أرسلت مشاعل العبيدان، سائقة سباقات القوارب الكهربائية، رسالة واضحة: «نحن لا نُكسر القواعد فقط، بل نُعيد تعريفها».

مشاعل، التي أصبحت أول امرأة عربية تفوز بسباق «إي 1»، تؤمن أن المرأة حين تُمنح الفرصة، تُظهر إمكاناتها كاملة.

«نحن نعلّم الأطفال أن القوة لا تعرف جنساً، وأن الأحلام لا تُقاس بالنوع بل بالإرادة»، تقول مشاعل التي ترى في الرياضة وسيلة لتطوير الذات وخدمة الوطن.

أما في ملاعب كرة القدم، فقدّمت عالية الرشيد، مديرة إدارة الكرة النسائية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، مشهداً من التحول السريع الذي تعيشه المملكة في ظل «رؤية 2030». «بدأنا من اللعب في الأحياء، واليوم لدينا دوري محترف، و8 بطولات للفئات العمرية، وأكثر من 70 ألف فتاة شاركن في دوري المدارس»، مشيرة إلى أن أكثر من 800 فتاة تقدّمن للانضمام إلى المنتخب الوطني فور الإعلان عنه.

وشددت الرشيد على أهمية دعم المسار المهني للفتيات من القاعدة إلى الاحتراف، عادَّة أن التغيير الحقيقي لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يتطلب صبراً وثقة في الأجيال القادمة.

وقالت: «اليوم، كثير من القيادات النسائية في الرياضة كنّ فتيات يعشقن اللعب، وأثبتن أن الشغف يصنع القادة»، مشيرة إلى شخصيات سعودية بارزة كانت بداياتها رياضية، مثل الأميرة هيفاء بنت محمد، نائب وزير السياحة، وأضواء العريفي، مساعد وزير الرياضة السعودي.