الحلم سبورت : قادة الأهلي سر غياب “روح القميص الحمراء”

بينما يواجه السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي المصري، انتقادات واسعة باعتباره المسؤول الأول عن تراجع المستوى في الآونة الأخيرة، يبدو أنّ هناك أسباباً أخرى تعكس أزمة أعمق، إذ برزت مشكلات جديدة تتعلق بعقود اللاعبين وتوازن الأجور داخل النادي.

من تمارين النادي الأهلي المصري (إكس)

تُشير التقارير الأخيرة إلى محاولات الإدارة تجديد عقود قائدي الفريق محمد الشناوي ورامي ربيعة، لكن استجابتهما لم تكن حاسمة، إذ أبدى الشناوي موافقة مبدئية مشروطة برفع سقف الرواتب للفئة الأولى في النادي، بينما رفض ربيعة العرض المقدم وطالب بضعفه على الأقل، مستفيداً من عروض أخرى أبرزها من نادي بيراميدز. هذه المطالب المالية أثارت قلقاً داخل صفوف الفريق، وبرزت كأحد أسباب الاضطراب وعدم الاستقرار.

رغبة اللاعبين في رفع رواتبهم قد تبدو للبعض أمراً مشروعاً في ظل توجه كرة القدم الحديث نحو الاستثمار المادي. إلا أنّ جمهور الأهلي يميلون إلى رؤية الأمر بشكل مغاير. بالنسبة إليهم، تلك المطالب تعكس تحوّلاً في الأولويات داخل الفريق وتأثيراً سلبياً على الأداء الجماعي. فبدلاً من التفاني والتزام “روح القميص الحمراء”، يبدو أنّ الاهتمام بالجانب المادي طغى على روح الولاء والانتماء التي اشتهر بها الفريق على مر السنوات.

المطالب المالية المتزايدة من قادة الفريق أدت إلى تأثير مضاعف على بقية اللاعبين؛ فمنهم من ينتظر تحسين عقوده للتجديد وآخرون يطالبون بتعديلات مالية تعزز مكانتهم. هذه الفجوة انعكست على الأداء في الملعب، إذ ظهر تفكك واضح في الروح الجماعية، مع انشغال اللاعبين بملفات شخصية بدلاً من التركيز على تحقيق الانتصارات.

قادة الأهلي الحاليون لم ينجحوا في تحفيز زملائهم أو خلق حالة من الانسجام والترابط كما كانت الحال في الماضي. تراجع دورهم ليقتصر على حمل شارة القيادة من دون التأثير الحقيقي الذي يتمثل في توجيه الفريق نحو الأداء الجماعي وروح الانتصار.

المشكلة الأكبر ربما تكمن في إدارة النادي نفسها، التي باتت غير قادرة على إدارة ملف التجديدات بشكل احترافي كما كان سابقاً. الانتظار حتى اقتراب انتهاء عقود اللاعبين للدخول في مفاوضات يضع النادي تحت ضغط كبير للحفاظ عليهم، بينما تُصر الإدارة على التزام سقف الرواتب الموضوع ضمن لوائحها.

استعادة الأهلي مكانته وروحه القتالية تتطلب قرارات حاسمة تُعوّل على إعادة زرع ثقافة الانتماء والانتصار بين جميع عناصره من دون الالتفات فقط نحو الأمور المادية.