الحلم سبورت : كريستيانو رونالدو “يثقب الأوزون”؟

مشكلات بالجملة تضرب نادي النصر هذا الموسم؛ الفريق الذي كان على أعتاب تحقيق حلم جماهيره بالفوز بلقب دوري أبطال أسيا للنخبة، وجد نفسه خارج البطولة في دور نصف النهائي على حساب كاواساكي.

عانى كاواساكي أمام الأهلي السعودي وخسر بثنائية في النهائي، ما يؤكد أنّ النصر يمتلك الكثير من السلبيات التي يجب أن تُعالج في الفترة المقبلة.

وما زاد الطين بلة، خسارة النصر في الرياض أمام الاتحاد الذي قلب تأخره بهدفين للفوز في الوقت القاتل بهدف من لاعب الوسط حسام عوار، ليصبح “العالمي” مهدداً بالغياب عن النسخة المقبلة من دوري أبطال أسيا للنخبة.

رونالدو “الضحية”
الكثير من الانتقادات القاسية صُوّبت نحو النجم البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو بسبب ما يعانيه فريقه من سوء النتائج وتواضع في الأداء. على سبيل المثال، طالب لاعب توتنهام وأياكس أمستردام السابق أحمد حسام “ميدو” إدارة النصر بالتخلص من رونالدو.

ميدو، خلال ظهوره في برنامج “دورينا غير” على إحدى القنوات السعودية، لم يُخفِ استياءه من أداء النجم البرتغالي، مؤكداً أنّ استمرار رونالدو لا يخدم مصلحة الفريق، وقال: “لو كنت مسؤولاً رياضياً في نادي النصر، لما جدّدت عقد رونالدو، اللاعب أصبح لا يفكر سوى في تحقيق إنجازاته الفردية، وعلى رأسها الوصول إلى الهدف الرقم 1000 في مسيرته”.

وأضاف المهاجم المصري السابق أنّ “رونالدو لم يعد يركّز على الألقاب الجماعية أو مصلحة النادي، بل يسعى فقط الى تحقيق مكاسب شخصية ومادية”، مشيراً إلى أنّ “النصر بحاجة إلى مهاجم جديد يتمتع بالروح الجماعية ويكون جزءاً من مشروع لبناء فريق متماسك”.

كريستيانو رونالدو يُحارب وحيداً في الخط الهجومي (أ ف ب)

هل ثقب رونالدو الأوزون؟
من يتابع جيداً كواليس معاناة النصر هذا الموسم سيجد أنّ أبرز أسباب معاناة الفريق تعود إلى المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي الذي لا يعرف كيف يتعامل مع المواجهات الحاسمة، وهو الرجل الذي أصرّ على وصول جون دوران من أستون فيلا الإنكليزي في مقابل 77 مليون يورو بالإضافة إلى 13 مليون يورو متغيّرات، ولكنه لم يستطع توظيفه بالشكل المناسب.

لم ينجح بيولي في خلق التوليفة الهجومية الجيّدة للنصر بتواجد رونالدو ودوران وماني، إذ يتعارض تواجدهم من الناحية التكتيكية، وظل المهاجم الكولومبي يهدر الفرص السهلة في أوقات حاسمة ومصيرية، أما أداء ماني فتراجع كثيراً عما كان عليه في ليفربول أو بايرن ميونيخ.

بيولي، صاحب المدرسة الإيطالية المعروفة في الدفاع، لم يُعالج مشكلات الفريق النصراوي دفاعياً وهو ما ظهر في تراجع أداء لابورت الذي ساهم في فوز منتخب بلاده بلقب اليورو، لكنه كان نقطة ضعف في دفاعات “العالمي” أمام كاواساكي الياباني، كما لم يظهر التفاهم بين لابورت وسيماكان في الفريق في الأوقات المهمة في الموسم الحالي.

الحقيقة أنّ رونالدو هو متصدر هدافي دوري روشن السعودي هذا الموسم برصيد 23 هدفاً، بينما ساديو ماني هو ثاني الهدافين في فريقه برصيد 13 هدفاً، وهو ما يؤكد أنّ البرتغالي هو اللاعب الوحيد القادر على صناعة الفارق التهديفي بقميص “أصفر الرياض” هذا الموسم.

ما يفعله رونالدو مع النصر هذا الموسم كبير من الجانب الفني والتهديفي رغم بلوغه سن الـ40 عاماً، لكن تبقى كرة القدم لعبة جماعية، ولكي ينجح فريق لا بد من خلق توليفة كاملة في مختلف الخطوط والتجانس بين اللاعبين، إلى جانب مدرب يمتلك شخصية قوية قادر على صناعة الفارق.