الحلم سبورت : كوندي الجندي المجهول في كتيبة فليك

في وقت يغفل فيه كثيرون عن بعض اللاعبين الذين يقدمون أداءً متميزاً خلال الموسم مع فرقهم، يتجلى اسم اللاعب الفرنسي جول كوندي، ويبرز معه شعار “كرة القدم دائماً تعطي من يستحق مرّة أخرى” كأحد أكثر الشعارات تطبيقاً في هذا الموسم.

جول كوندي، الذي يُعتبر الجندي المجهول في فريق المدرب هانسي فليك، أصبح الركيزة الأساسية في دفاع برشلونة. لم يتوقف عن الركض منذ نحو 18 شهراً، مشاركاً في كلّ المباريات مع ناديه ومنتخب بلاده فرنسا.

جاءت مكافأته بفضل دوره البارز في انتفاضة برشلونة مع المدرب الألماني، عبر تسجيل هدف تاريخيّ ساهم فيه بفوز الفريق بكأس ملك إسبانيا على حساب الغريم التقليديّ ريال مدريد.

هدف كوندي الأخير كان بمثابة تذكير للجميع بأهميته ودوره الحاسم مع برشلونة. ورغم وجوده في فريق مليء بالنجوم والمواهب مثل بيدري ولامين يامال ورافينيا، فإنه يظلّ واحداً من أبرز العناصر التي لا غنى عنها في برشلونة، حتى وإن كان هؤلاء النجوم يخطفون الأضواء منه بسبب مركزه الدفاعي.

اللاعب الفرنسي، الذي انتقل مع فليك من مركز قلب الدفاع إلى الظهير الأيمن، لا يتوقف أبداً عن الركض، وفق ما وصفه مدربه الألماني سابقاً. يقدّم موسماً استثنائياً يجعله من أفضل اللاعبين في مركزه، ويتطوّر بشكل ملحوظ ليصبح اللاعب المحوري القادر على تقديم الصلابة الدفاعية الضرورية، سواء من خلال ضبط مصيدة التسلّل، التي تُعدّ العمود الفقري لمنظومة فليك الدفاعية، أو من خلال إجهاض الهجمات الخطيرة للخصوم في اللحظات الحاسمة. وهذا ما فعله في نهائي كأس إسبانيا عندما حرم ريال مدريد من فرصة تسجيل هدف مؤكّد في وقت قاتل، كان كفيلاً بأن يقضي على آمال برشلونة في التتويج بهذا اللقب.

كوندي خلال مباراة برشلونة وريال مدريد في نهائي كأس إسبانيا (أ ف ب)

يمتلك كوندي قدرة على بناء الهجمات بفضل الارتداد السريع وتقديم الدعم الهجوميّ على الأطراف وفي الوسط، ممّا يمنح الأجنحة حريّة أكبر للدخول إلى منطقة الجزاء، كما حدث بتسديدته التي سكنت مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، وقادت النادي الكاتالوني إلى إحراز الكأس.

ورغم أنّ لغة الأرقام قد لا تنصف كوندي بسبب دوره في داخل الملعب الذي يتّسم بالطابع الدفاعي، فإنّ إسهاماته الكبيرة مع برشلونة، وعدم غيابه عن أيّ مباراة للفريق منذ عام 2023، تجعله واحداً من أهم العناصر في كتيبة فليك. يُعدّ كوندي من “لاعبي الظل” الذين يعملون بصمت بلا كلل، ولا يمكن إدراك أهميتهم إلا عند غيابهم عن اللعب.