الحلم سبورت : كيف أعاد هانز فليك برشلونة إلى القمة؟

هاي كورة (بقلم سام مارسدن ومويسيس لورينز – ESPN)

بدأ برشلونة موسمه التحضيري وسط حالة من الفوضى: رافينيا يفكر في الرحيل، لامين يامال يوازن بين الدراسة والتدريبات، وتشيزني المسترخي على شاطئ ماربيا بعد اعتزاله.

في وسط هذا المشهد، تولى هانزي فليك المهمة، خلفًا لتشافي، في نادٍ لم يحقق سوى لقب يتيم في آخر ثلاثة مواسم، ولكن بعد أشهر فقط، حقق الفريق ثلاثية محلية: الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر، وجميعها على حساب ريال مدريد.

كما بلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في إشارة واضحة على النهضة.

لقد تحوّل برشلونة من فريق مضطرب إلى آلة منتظمة، والفضل يعود لفلسفة فليك.

برشلونة الجديد: من “الاستحواذ الجذاب” إلى “الواقعية الفعالة”

فليك لم يأتِ ليُبهِر فقط، بل جاء لينتصر. بالرغم من أن التوقعات كانت متدنية، بحسب ESPN BET، كانت حظوظ برشلونة في الفوز بالدوري هي الأضعف منذ 15 عامًا، إلا أن فليك أعاد تعريف الفريق: فريق شاب، بمتوسط أعمار 24.1 عامًا، يقوده يامال وكوبارسي، لكنه صار أكثر تنظيمًا وخطورة من أي وقت مضى.

الانضباط أولًا: عقلية صارمة ومؤثرةمنذ اليوم الأول، وضع فليك نظامًا لا يُكسر. التأخير عن الاجتماعات يقابل بالعقوبة، كما حدث مع كوندي وبينيا.

بالمقابل، منح الفرصة لمجهولين مثل جيرارد مارتن في لحظات مصيرية، وأعاد الثقة للاعبين مثل كاسادو وبيرنال، وسط غيابات النجوم.

رافينيا كان أقرب للرحيل، لكن مكالمة واحدة من فليك أعادته للمسار. النتيجة؟ موسم استثنائي بـ50 مساهمة تهديفية، منها 21 في دوري الأبطال، محطمًا رقم ميسي.

تحول بدني وتكتيكي مذهل

تعيين خوليو توس كمعد بدني كان نقطة تحول.

أصبح برشلونة الفريق الأكثر نشاطًا في أوروبا: 550.7 انطلاقة سريعة بالمباراة، واستعادة الكرة 5.5 مرات في ملعب الخصم، واستخدام خط دفاع على بعد 68 ياردة من المرمى.

الفريق لم يكن فقط مندفعًا، بل منضبطًا أيضًا، حيث أجبر الخصوم على الوقوع في التسلل 169 مرة، رقم قياسي أوروبي.

تطور رافينيا وبيدري بدنيًا بشكل ملحوظ، ويامال بات حجر الأساس، ليس فقط تقنيًا، بل ذهنيًا أيضًا.

قلب الفريق تأخره مرتين أو أكثر في 7 مباريات، علامة على نضج نفسي جماعي.

الهدوء تحت الضغط

على عكس تشافي، الذي اشتكى علنًا من الوضع المالي، فضّل فليك الصمت والعمل.

لم يطلب صفقات على العلن، ولم يدخل في صراعات إعلامية.

حتى في اللحظات الصعبة، بعد أسوأ سلسلة نتائج (5 نقاط من 21)، قرر المراهنة على تشيزني، العائد من الاعتزال، ليقود المرحلة التصحيحية.

النتيجة؟

برشلونة عاد إلى القمة. ليس لأنه لعب أجمل كرة، بل لأنه أصبح أكثر انضباطًا، وأكثر حدة، وأكثر ثقة تحت قيادة فليك.

وجد الفريق أخيرًا مدربًا لا يعد بالمعجزات، بل يصنعها، خطوة بخطوة.