الحلم سبورت : كيليان مبابي… يوم حلو ويوم مُرّ

لا مكان لأنصاف التدابير في عالم كيليان مبابي، فهو إما في قمة المجد أو يمر بأيامٍ صعبة على المستطيل الأخضر. من الحديث عن اقترابه من ريال مدريد وارتباط اسمه برئيس النادي فلورنتينو بيريز، إلى أدائه المتذبذب في المباريات الأخيرة، بدا أن النجم الفرنسي يعيش فترة متناقضة بين التألق والتراجع.

بعد تألقه أمام مانشستر سيتي وتسجيله “هاتريك”، حيث استعاد بريقه وأظهر قدراته الفائقة، مرّ بفترة متوسطة، ثم تلقى ضربتين متتاليتين أمام ريال بيتيس وأتلتيكو مدريد، حيث غاب تأثيره تماماً.

ورغم أرقامه المذهلة هذا الموسم، التي تشمل 28 هدفاً وخمس تمريرات حاسمة، فإنه في آخر مباراتين لم يسجل أي هدف أو يصنع تمريرة حاسمة، ولم يسدد سوى تسديدة وحيدة ضعيفة على المرمى.

علامات استفهام حول تراجع المستوى
قد لا يكون هذا التراجع المفاجئ مقلقاً داخل الفريق، لكنه بالتأكيد يثير التساؤلات خارجه. المدرب كارلو أنشيلوتي سارع للدفاع عن نجمه، مبرراً الأمر بآلام الأسنان التي عانى منها مبابي والتي منعته من التدريب لثلاثة أيام متواصلة. ورغم إشارته إلى تحسن حالته، فإن الأرقام تعكس انخفاضاً ملحوظاً في الأداء.

أمام أتلتيكو، لم يتمكن مبابي من إحداث الفارق، إذ خسر الكرة 12 مرة، وكان أسوأ لاعبي ريال مدريد في المواجهات الفردية، كما لم ينجح في أي تمريرة مؤثرة داخل منطقة جزاء الخصم.

الفرصة القادمة: العودة إلى التألق
مبابي سبق أن مرّ بفترات مشابهة وعاد أقوى. وكان قد اعترف سابقاً بأن مشكلته لم تكن بدنية فقط، بل ذهنية أيضاً، مؤكداً أنه أدرك ضرورة تحسين مستواه عندما لعب في بلباو. والآن، مع المواجهة المرتقبة أمام رايو فايكانو، يملك الفرصة لإعادة فرض نفسه واستعادة الثقة، خاصة أن لقاء أتلتيكو مدريد يلوح في الأفق.

يرى أنشيلوتي أن الصبر هو الحل، بينما يدرك مبابي أنه بحاجة إلى فتح صفحة جديدة سريعاً. وكما أثبت سابقاً، يمكنه العودة بقوة في أي لحظة. والآن، بعد أن ودّع آلام الأسنان، لم يتبقَّ عليه سوى توديع أيامه المظلمة واستعادة لمسته السحرية أمام المرمى.