الحلم سبورت : لا يأس مع نادي الاتحاد السعودي

مع بداية موسم 2024-2025 في السعودية، توقع الجميع سيطرة من نادي الهلال، ولا سيما في ظل تواجد المدرب البرتغالي جورجي جيسوس على رأس الجهاز الفني للفريق، وهو الرجل الذي حقق الأرقام القياسية واحدة تلو الأخرى، ودخل موسوعة غينيس. كذلك، قدمت إدارة النادي له تعزيزات قوية.

وخرج نادي الاتحاد من حسابات المحللين والنقاد والوسط الرياضي في السعودية عند ترشيح الأندية المتوقع أن تنافس على لقب دوري روشن، إلا أنّ كل ذلك ذهب مع الريح عندما قرّر “العميد” قلب الطاولة على الجميع.

حقق الفريق الاتحادي لقب دوري روشن بسيطرة كاملة وبنجاح كبير في المواجهات الكبرى، كما ختم موسمه المحلي بأفضل طريقة ممكنة بإحرازه لقب كأس خادم الحرمين الشريفين على حساب القادسية بثلاثة أهداف لهدف في مباراة شهدت تألّق الثنائي موسى ديابي وكريم بنزيما.

وكان تواجد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في نهائي كأس الملك أبرز مكافأة للاتحاد على موسمه الرائع، خصوصاً أنّ تطوّر المجال الرياضي في المملكة يأتي نتيجة رؤيته الطموحة في جذب جميع عشاق الرياضة في العالم إلى السعودية.

بنزيما كلمة السر
طالبت جماهير نادي الاتحاد في نهاية الموسم الماضي التخلص من كريم بنزيما، بل وصفت اللاعب الفرنسي أيضاً بأنه بمثابة عبء على الفريق ويجب التخلص منه، لكن إدارة الاتحاد كانت لها وجهة نظر أخرى.

مسؤولو الاتحاد قرّروا التخلي عن عبد الرزاق حمدالله منافس بنزيما في الموسم الماضي وتقديم كامل الدعم لأسطورة ريال مدريد من خلال وصول مدرب فرنسي يفضله اللاعب، وهو لوران بلان، ثم إحداث تعاقدات بنكهة فرنسية على غرار حسام عوار وموسى ديابي.

قدمت إدارة الاتحاد لبنزيما كل الدعم الممكن والثقة وهو ما رد عليه اللاعب بتقديم موسم خيالي والمساهمة في فوز الفريق بالثنائية.

تحوّل بنزيما من لاعب منبوذ من قبل الكثير من الجماهير إلى أيقونة وبطل ونجم، وبرهن للجميع كيف استحق حمل جائزة الكرة الذهبية وقاد ريال مدريد إلى الألقاب المحلية والأوروبية لسنوات عدة.

بنزيما يحتفل باللقب مع زملائه. (أ ف ب)

ديابي المرعب وبيرغوين السريع
واحد من أسباب موسم الاتحاد المثير كان وصول الجناح السريع والمهاري موسى ديابي الذي صنع أول هدفين للاتحاد في نهائي كأس الملك؛ فاللاعب الوافد من أستون فيلا كان بمثابة قطار سريع لا يمكن اللحاق به لأي من منافسي الاتحاد طوال الموسم.

والأمر لا يتوقف عند ديابي، بل إنّ الفريق مع ستيفن بيرغوين كان بمثابة كلمة السر في خلق الخطورة الكبيرة على المنافسين بسبب قدرته على المراوغات وتمريراته السحرية وطريقة لعبه الجماعية.

دهاء لوران بلان
بالإضافة إلى كل ذلك، كان التعاقد مع مدرب يمتلك خبرات كبيرة بقيمة لوران بلان قراراً ذكياً من إدارة الاتحاد، إذ يتمتع المدرب بالقدرة على السيطرة على لاعبيه وكذلك خلق روح الفوز في غرفة تبديل الملابس، وهو ما ظهر من خلال أداء اللاعبين.

نجح بلان في الموسم الماضي بإظهار جودته التكتيكية للجميع، وقلب الطاولة على المنافسين، وحوّل الاتحاد إلى فريق قادر على الفوز بالبطولات، كما حل مشكلات الفريق الدفاعية التي عانى منها “العميد” في السنوات الماضية، خصوصاً في المواجهات الكبرى.

وما ساعد بلان أيضاً على تحقيق الإنجاز المحلي هو غياب الفريق عن المشاركة الآسيوية، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على لياقة اللاعبين بدنياً والتركيز فقط على حلم الثنائية التي تحققت بالفعل.