الحلم سبورت : لحظات لا تُنسى صنعت الجدل وأشعلت ملاعب الكلاسيكو

في عالم كرة القدم، لا صراع يضاهي في شحناته العاطفية وقسوته الرمزية صراع الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، فهي أكثر من مجرد مباراة، هي رواية مفتوحة على كل الاحتمالات، عنوانها التوتر والهيبة، وغلافها هو التاريخ المعبّأ بالجدل. 

في هذا التقرير، نستعرض أبرز اللحظات التي صنعت الجدل وأشعلت مدرجات الملاعب، لتصبح علامات فارقة في تاريخ الكلاسيكو…

نهائي الزجاجات (11 تموز/ يوليو 1969)

على ملعب سانتياغو برنابيو، شهد نهائي كأس الملك بين ريال مدريد وبرشلونة واحدة من أكثر المباريات توتراً في تاريخ الكلاسيكو، المباراة التي أدارها الحكم أنطونيو ريغو انتهت بفوز برشلونة 2-1، لكن التحكيم المثير للجدل، واحتساب ركلتي جزاء للريال، أشعل غضب الجماهير. والنتيجة؟ رمي الزجاجات الزجاجية على أرضية الملعب، ليُعرف ذلك اللقاء لاحقاً بـ”نهائي الزجاجات”.

إيماءة شوستر وتحدي الجماهير (4 حزيران/ يونيو 1983)

في نهائي آخر لكأس الملك، كرّس لاعب برشلونة بيرند شوستر صورة الكلاسيكو كصراع نفسي بقدر ما هو رياضي، بعد تسجيل ماركوس هدفاً قاتلاً في مرمى ريال مدريد، توجّه شوستر نحو مدرجات جماهير الريال ورفع إبهامه أكثر من مرة، في إشارة تحدٍّ واضحة زادت من حدة العداوة الجماهيرية.

الولّاعة التي أصابت كارلوس (23 آب/ أغسطس 1997)

في ذهاب كأس السوبر الإسبانية، تغلب برشلونة على ريال مدريد 2-1، لكن اللقطة الأبرز لم تكن فنية، بل حادثة غريبة حين تلقى روبرتو كارلوس ضربة على رأسه من ولاعة ألقيت من المدرجات، هذه اللحظة غطّت على كل ما قدّمه اللاعبون على أرض الملعب، لتُسجل كأحد أكثر المشاهد شغباً في تاريخ الكلاسيكو.

جيوفاني يهين البرنابيو (1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1997)

في مباراة دوري في البرنابيو، استطاع البرازيلي جيوفاني حسم اللقاء لصالح برشلونة بتسجيله هدف الفوز 3-2 في الدقيقة 79، الهدف لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل لحظة إهانة مباشرة لجماهير ريال مدريد، انعكست في احتفالات اللاعبين أمام المدرجات البيضاء.

راؤول يُسكت كامب نو (13 تشرين الأول/ أكتوبر 1999)

من أكثر اللقطات شهرة في الكلاسيكو، كانت تلك التي سجّل فيها راؤول هدف التعادل لريال مدريد في الدقيقة 86، ثم أشار بيده إلى الجماهير الكاتالونية للصمت، ذلك اللاعب الذي خاض 36 كلاسيكو وسجل 15 هدفاً، عرف تماماً كيف يستفز الجماهير في عقر دارها.

الخنزير في كامب نو – عودة فيغو (21 تشرين الأول/ أكتوبر 2000)

من اللحظات التي تجاوزت حدود الرياضة، حين عاد لويس فيغو إلى كامب نو بقميص ريال مدريد بعد انتقاله المثير للجدل من برشلونة، استقبله الجمهور بصافرات لا تنتهي، وتوّجت تلك الأمسية بإلقاء رأس خنزير على أرض الملعب، رمزاً للخيانة في نظر الكاتالونيين، المباراة انتهت بفوز برشلونة 2-0، لكنها بقيت محفورة بسبب ذلك المشهد الصادم.

لكمة من المدرجات لبيبي رينا (4 آذار/ مارس 2001)

في حادثة فريدة، اعتدى أحد مشجعي ريال مدريد على حارس برشلونة بيبي رينا، ووجّه له لكمة مزدوجة من المدرجات في الدقيقة 75، هذا السلوك غير الرياضي أدّى إلى طرد المعتدي من عضوية النادي وتغريمه بمبلغ 2103 يورو، ما أثار جدلاً واسعاً حول الأمن في الملاعب.

هييرو وريفالدو.. قتال في منتصف الميدان (5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2001)
الصراع البدني تجسد عندما رفع ريفالدو قدمه بشكل خطير على هييرو، قائد ريال مدريد، رد الأخير بيده على وجه البرازيلي، لتتحول المواجهة إلى فوضى داخل المستطيل الأخضر، وهي لحظة جسّدت كيف يمكن للمنافسة أن تنفجر في أي لحظة.

زيدان يشتبك مع إنريكي (19 نيسان/ أبريل 2003)

في موسم متناقض، دخل ريال مدريد المباراة وهو في صدارة الترتيب، بينما كان برشلونة يتخبط في المركز الثاني عشر، ومع ذلك، كان التوتر حاضراً بقوة، بعد تدخل عنيف من زيدان ضد بويول، واجهه لاعبو برشلونة بقوة، ما أدى إلى مشادة حادة بينه وبين لويس إنريكي، وانتهى اللقاء بالتعادل.

تصفيق برنابيو لرونالدينيو (19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005)

عندما يتجاوز الفن كل الحسابات، تنحني حتى الجماهير المنافسة، هدفان رائعان من رونالدينيو، وواحد من إيتو، منحت برشلونة فوزاً كاسحاً 3-0، لكن اللقطة التي خلّدها التاريخ كانت تصفيق جماهير سانتياغو برنابيو للأسطورة البرازيلية، تقديراً لأداء نادر المثال.

بيكيه والخماسية المهينة (29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010)

جيرارد بيكيه (وكالات)

في فوز ساحق بخماسية نظيفة، احتفل جيرارد بيكيه بإشارة خمسة أصابع، مستعرضاً الانتصار أمام عدسات الكاميرات وجماهير ريال مدريد، وقال لاحقاً: “الفوز عليهم يساوي أكثر من ثلاث نقاط”، مجسّداً ما يعنيه الكلاسيكو بالنسبة إلى كلا المعسكرين.

شجار غوارديولا ورونالدو (29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010)

في مباراة مشحونة، رفض بيب غوارديولا مدرب برشلونة تمرير الكرة إلى كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد، ما أثار غضب الأخير ودفعه لتصرّف استفزازي، تسبّب بشجار جماعي بين لاعبي الفريقين، وتوقف اللعب لعدة دقائق في مشهد فوضوي.

راموس يصفع بويول ويسقط ميسي (29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010)
ضمن نفس اللقاء المتوتر، تسببت ركلة عنيفة من سيرجيو راموس على وجه ميسي بمشاجرة كبرى، عندما تدخل بويول، تلقى صفعة مباشرة من راموس، أسقطته أرضاً، ما زاد من اشتعال الأجواء وأدى إلى طرد قائد الريال.

مورينيو يضرب فيلانوفا في العين (17 آب/ أغسطس 2011)

بعد نهاية كلاسيكو كأس السوبر الإسبانية، واحتدام الاشتباك بين اللاعبين، فاجأ مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو الجميع حين اعتدى جسدياً على تيتو فيلانوفا، مساعد بيب غوارديولا، بإصبعه في عينه اليمنى، حادثة أثارت انتقادات عالمية، ولا تزال تلاحق “السبيشال وان” حتى اليوم، رغم اعترافه لاحقاً بالخطأ.

جدل التحكيم وطرد راموس (23 آذار/ مارس 2014)

في مباراة بالدوري الإسباني، حسمها برشلونة بنتيجة 4-3 على ملعب سانتياغو برنابيو، كان التحكيم مرة أخرى في قلب العاصفة، الحكم أونديانو مالينكو احتسب ثلاث ركلات جزاء، وطرد سيرجيو راموس، ما أثار احتجاجات هائلة من جماهير ولاعبي ريال مدريد، وزاد من حالة الاستقطاب حول الكلاسيكو.