الحلم سبورت : ليلة الحراس في دوري الأبطال… تألق أليسون وتشيزني وظهور نجم جديد

إذا قُدّر لكل من ليفربول الإنكليزي وبرشلونة الإسباني المضي قدماً نحو لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فسيتعيّن عليهما التوجه بالشكر العميق إلى حارس مرمى كل فريق.

على ملعب “ستاد دو برنس” في العاصمة الفرنسية، أحبط البرازيلي أليسون هيمنة باريس سان جيرمان وفرصه العشرة، ليقود ليفربول إلى انتصار مهم خارج أرضه في ذهاب دور الـ16، مقدماً واحدة من أهم مبارياته على الإطلاق ليستحق بعدها لقب رجل المباراة.

لو أحسن فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي استغلال الفرص لخرج بنتيجة ساحقة أمام “الريدز”، لكنّ الحارس البرازيلي فرض نفسه نجماً فوق العادة بتصديه لأهداف محققة، خصوصاً أمام المهاجم الفرنسي عثمان ديمبيلي، ليكون المتفوّق الوحيد في تشكيلة المدرب الهولندي آرني سلوت، إذ كان الفريق في حالة ضياع كبيرة، خصوصاً نجمه المصري محمد صلاح الذي استبدل قبل النهاية بدقائق. وللمفارقة، فإنّ بديله هارفي إليوت خطف هدف الفوز من اللمسة الأولى إثر تمريرة طويلة من الحارس أليسون.

وقال أليسون بعد اللقاء: “هذا ربما أفضل أداء في حياتي”، وتابع: “المدرب أخبرنا بمدى الصعوبة التي تصل إليها المواجهة ضد باريس سان جيرمان، بحيث تحدث إلينا عن مدى الجودة التي يمتاز بها الخصم حينما تكون الكرة بحوزته، وكنا مُستعدين للمُعاناة”.

وأظهرت إحصائيات المباراة جودة الأداء الذي قدمه أليسون، إذ لعب 90 دقيقة تصدى فيها لتسع كرات، ومن بينها 4 كرات من داخل منطقة الجزاء. وأبعد أليسون 4 كرات من مناطق الخطر، وقدم 28 تمريرة من بينها 16 تمريرة صحيحة. وفي إحصائية لافتة أيضا،ً أنّ ليفربول خرج منتصراً رغم أنّ نسبة استحواذه على الكرة لم تتجاوز حاجز 29%، فيما وصلت نسبة باريس إلى 71%، إذ سدد لاعبة ليفربول كرتين فقط نحو مرمى الإيطالي جيانلويجي دوناروما، في حين سدد لاعبو سان جيرمان 27 تسديدة بينها 10 على المرمى.

المدخّن تألق أيضاً
وفي المقلب الغربي من القارة العجوز، عاد برشلونة من أرض مضيفه “الشرس” بنفيكا البرتغالي بفوز شاق بهدف نظيف، ليضع قدماً في ربع النهائي، محققاً فوزه الأول في ذهاب الدور ثمن النهائي، والتي تلازمه منذ موسم 2015-2016.

واصل الفريق الكاتالوني نتائجه المميزة في الآونة الأخيرة، وبعد استعادة صدارة الدوري المحلي “لا ليغا” حقق التقدم في المسابقة القارية، وإذا كان ثمة فضل للمهاجم البرازيلي رافينيا صاحب الهدف الوحيد، فالفضل الأكبر يعود إلى الحارس البولندي فيوتشيك تشيزني الذي عاد من الاعتزال ليعوّض غياب الحارس الألماني مارك آندريه تير شتيغن الذي أصيب بالرباط الصليبي.

الحارس العاشق للتدخين، نال في مواجهة بنفيكا التقييم الأعلى بواقع 9.5 بعدما تصدى لثماني محاولات برتغالية بينها 5 فرص داخل منطقة الجزاء، متحملاً العبء الأكبر بعد طرد المدافع باو كوبارسي في الدقيقة 22 من اللقاء. كما أصبح تشيزني صاحب أكبر عدد من التصديات من دون استقبال أهداف لحارس مرمى برشلونة في مباراة واحدة من البطولة منذ موسم 2003/2004 على الأقل.

ووجه تشيزني رسالة الى جمهور الـ”بلاوغرانا” بعد اللقاء، مفادها: “أفضل مباراة لي لم تأتِ بعد”. وأضاف: “كنا نعي ماذا ينبغي أن نفعله، كان علينا أن نتكاتف معاً وأن نُقلص المجال أمام تحوّلاتهم”. وأردف: “المباراة كانت جيدة للفريق وأظهرنا شخصيتنا، وأظهرنا قدرتنا على الفوز في المباريات”.

إذاً، حارسان أديا مستوى رفيعاً، ساهما في تفوّق فريقيهما ذهاباً وينتظران أن يكملا المهمة إياباً، وفي مقلب آخر، بزغ نجم حارس جديد حينما أقحم مدرب بايرن ميونيخ الشاب يوناس أوربيغ بدلاً من المخضرم مانويل نوير المصاب، ليسجل ابن الـ21 عاماً أول حضور احترافي له من خلال المسابقة القارية الأهم، ويساهم في انتصار الفريق البافاري على مواطمه باير ليفركوزن 3-0 قبل موقعة الإياب في “باي أرينا”.