الحلم سبورت : ماراثون بيروت 2025… “لنركض من النهاية للبداية ليبقى لبنان”

طائر الفينيق ينهض مجدداً من بين الأنقاض، يرفرف بجناحيه للعُلى أملاً بإعادة الوئام إلى وطن أنهكته الصراعات، وهذه المرّة على هيئة سباق لطالما وضع “وطن النجوم” على قارعة العالمية، وشكّل مساحة أمل أساسية وفعّالة على امتداد الوطن ولمدة فاقت العقدين من الزمن.

حرب الاحتلال الإسرائيلي لم تحرم جمعية بيروت ماراثون من مواصلة رسالتها “الركض ليبقى لبنان”، برغم الصعاب والتحديات، فالهدف محدّد وهو النهوض الحقيقي للبنان، وخصوصاً القطاع الرياضي نظراً لأهميته، إذ إنّ إقبال الناس على الرياضة سببه أنها تجمع ولا تفرّق وتربي الأجيال على الروح الرياضية والأخلاقية.

الأول من أيار/ مايو هذا العام يحمل عنوانين، الاحتفال بيوم العمال العالمي، وإعادة الفرح إلى قلوب اللبنانيين مع تجديد الموعد الماراثوني السنوي بعد تأجيله من الخريف الماضي، على أن يتجدّد الجمع في قلب بيروت لتنشيط نبض شوارعها.

الجميع يتأهب لسباق بيروت ماراثون 2025 (وكالات)

في البداية، تحدّد تاريخ السباق في الرابع من أيار/ مايو، من مكتبة البرلمان في ساحة النجمة، كتكريس لدور الماراثون بأنه فكرة وحاجة وطنية وحقيقة جامعة، وتقول رئيسة جمعية بيروت ماراثون مي الخليل: “تم تغيير الموعد بسبب الانتخابات البلدية، لهذا كان البديل في يوم عيد العمال يوم الخميس للمرّة الأولى”. 

وتابعت في حديث لـ”النهار”: “لنجعل العيد عيدين، في هذا اليوم المميز ولهذا ثمة دعوة لعمال لبنان للمشاركة في النسخة الـ21”. وأردفت: “اخترنا شعار (لنركض من النهاية للبداية ليبقى لبنان)، إذ كان بداخلي ألم نظراً للخراب الذي حلّ بلبنان، ولهذا أطلقنا حملة وطنية إبان الحرب، لحث الجميع على الركض من نهاية الخراب والأزمات الاقتصادية والمالية والنفسية ولكي ننطلق نحو الفجر الجديد للبنان مضيء ولبداية الأمل والتفاؤل والازدهار”.

وبالرغم من التحديات، لم يتم التغيير في مسار السباق، إذ سيكون المسار مماثلاً للنسخ السابقة من الواجهة البحرية وصولاً إلى الواجهة البحرية، حيث سيشارك في السباق الرئيسي (42,195 كيلومتراً) عدائون وعداءات دوليون، ولا سيما من إثيوبيا وكينيا. وأوضحت الخليل: “خسرنا هذا العام مشاركة العديد من العدائين الدوليين، لكن ثمة مشاركة للأفارقة فضلاً عن الأبطال اللبنانيين”.

وأشارت الخليل إلى أنّ نسخة هذا العام تحمل تحديات مضاعفة ولا سيما تجاه المساعدات، حيث كشفت أنّ موعد اختتام التسجيل في 20 نيسان/ أبريل الجاري، على أن يخصص جزء من الإيرادات لنحو 21 جمعية خيرية (30% من رسوم التسجيل)، إضافة إلى حالات أخرى يجرى تسهيل مشاركتها في الحدث الوطني “نسعى لإبقاء الحدث الرياضي منصة لكل الناس من جميع الانتماءات”.

وإلى جانب السباق الرئيسي، ثمة سباقات مقترنة وهي سباق نصف الماراثون (21,1 كلم)، سباق 10 كيلومترات لذوي الاحتياجات الخاصة، سباق 10 كلم التنافسي، وسباق 5 كلم للمرح ولأجل قضية، بالإضافة إلى برامج ونشاطات مواكبة للتشجيع والرعاية، فضلاً عن السباق الخاص بـ”أصحاب الهمم” أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

وواصلت الخليل: “نحن أولاد لبنان وينبغي أن نواصل الوقوف بجانبه ليتعافى وهذا واجب علينا تجاه الوطن الذي يحتضننا”.

وأملت الخليل أن يسود الاستقرار في لبنان والذي سينعكس على كافة المجالات من إعادة الإعمار إلى الازدهار، وكذلك على سباق “ماراثون بيروت الدولي” الذي صمد برغم التحديات والصعاب وحافظ على مكانته الدولية، فضلاً عن أنّ الاستقرار يقود نحو التصنيف الذهبي للسباقات الذي كان قريباً في السنوات السابقة للأزمات، حيث شهدت نسخة 2018 مشاركة أكثر من 48 ألف عداءة وعداء وهو رقم قياسي أفضى إلى مردود لبيروت فاق 17 مليون دولار.

إذاً، رسائل عديدة يحملها سباق “OMT ماراثون بيروت الدولي 2025″، حيث سيكون الحدث السنوي برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ومن أبرز هذه الرسائل نفض غبار الأزمات المتراكمة في السنوات الأخيرة وركام دمار العدوان الإسرائيلي، وتأكيد “لبنان الرسالة” على كافة الصعد، أملاً بالنهوض والانطلاق نحو ازدهار ينشده جميع اللبنانيين على امتداد لبنان.