الحلم سبورت : ملف حراس المرمى يبرز سوء التخطيط في الأهلي المصري

بدأ النادي الأهلي المصري في الكشف عن اللاعبين المغادرين استعداداً لموسم الانتقالات الصيفية. بالتوازي، أعلن النادي عن صفقاته الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الأداء وتدعيم الصفوف قبل المشاركة المرتقبة في كأس العالم للأندية 2025.

ورغم محاولات الإدارة الجدية لتقوية الجانب الهجومي عبر صفقات مميزة خلال الفترة الماضية، فإنّ قصوراً واضحاً يبدو في التخطيط لتعزيز الخط الخلفي للفريق. وظهر هذا القصور بشكل خاص في مركز حراسة المرمى، إذ أثارت قرارات النادي تساؤلات عديدة، خصوصاً مع الإصرار على تمديد عقد الحارس محمد الشناوي، في الوقت الذي جرت فيه الموافقة على رحيل الحارس الشاب حمزة علاء، مما يناقض الأهداف التي يُفترض أن تعمل عليها الإدارة لبناء فريق قوي للمستقبل.

لا شك في أنّ الشناوي يُعتبر واحداً من أفضل حراس المرمى في تاريخ الكرة المصرية، لكنّ أداءه شهد تدهوراً ملحوظاً منذ نحو موسمين، وأصبح تألقه في بعض المباريات بمثابة استثناء نادر بدلاً من أن يكون القاعدة. التراجع في مستواه ظهر بوضوح في مواجهات حاسمة، كلفت الفريق أهدافاً سهلة نتيجة قراراته المتأخّرة وضعف استقرار مردوده.

حارس المرمى محمد الشناوي. (إكس)

ورغم ذلك، حافظ الشناوي على مكانه الأساسي في داخل التشكيلة على حساب مصطفى شوبير، الذي قدّم مستويات مميّزة كلّما حصل على الفرصة. فقد كان للأخير دور حاسم في تتويج الأهلي بدوري أبطال أفريقيا 2022-2023، وترشّح نتيجة ذلك لجائزتي أفضل لاعب وحارس في القارة، الأمر الذي اعتبره كثيرون قراراً مجحفاً بحق الحارس الشاب.

لم يتوقف الأمر عند شوبير، إذ شكّل الوضع أيضاً ظلماً للحارس الواعد حمزة علاء، الذي تألّق مع المنتخب الأولمبي خلال الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، وأظهر إمكانيات استثنائية. ومع ذلك، فضّلت إدارة النادي رحيله مجاناً مع التجديد موسمين للشناوي البالغ من العمر 36 عاماً، وضم الحارس الشاب محمد سيحا من “المقاولون العرب”.

يمتلك سيحا موهبة كبيرة ومستوى ثابتاً ومميزاً مع “المقاولون العرب”، وساهم في صعود الفريق مرّة أخرى إلى الدوري الممتاز في موسم 2025-2026، إلا أنّ الإبقاء على الشناوي بصفته الحارس الأول إلى جانب شوبير وسيحا ومغادرة حمزة علاء يعكس سوء التخطيط الواضح لدى النادي. كان من الأفضل للنادي التخلّي عن الشناوي، والتعاقد مع سيحا، ومنح الثقة لشوبير (25 عاماً) وحمزة (24 عاماً) لتأمين مركز حراسة المرمى مستقبلاً.

سوء التخطيط في الأهلي لم يقتصر على مركز حراسة المرمى، بل امتدّ ليشمل خط الدفاع الذي شهد هشاشة واضحة طوال الموسم الماضي. فمع رحيل رامي ربيعة، وقلّة الخيارات المتاحة للمدير الفني الجديد خوسيه ريفيرو، بات الخط الخلفي نقطة ضعف رئيسية للفريق. كذلك، لم يقدم النادي حلولاً جادة لمشكلة الظهير الأيسر بعد مغادرة علي معلول، ومحدودية إمكانيات أحمد نبيل كوكا في هذا المركز، إلى جانب غياب كريم الدبيس لفترة طويلة وندرة مشاركاته.

أصبحت الأمور أكثر تعقيداً مع التقارير التي تُشير إلى نية النادي عدم تجديد إعارة يحيى عطية الله، ورفض المدرب ريفيرو فكرة التعاقد مع عمرو الجزار لتدعيم الدفاع.

كل تلك الفجوات في الخط الخلفي تشكل مصدر قلق رغم القوّة الهجومية التي عزز بها الفريق تشكيلته. ومع التركيز على تحقيق إنجاز في كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، تبدو هذه الخيارات الحالية أقرب إلى مخاطرة كبيرة قد تنتهي بنتائج مخيبة للآمال.