الحلم سبورت : من تركيا إلى اليونان.. أيوب الكعبي هدّاف يُطارد الزلازل أم تطارده؟

مصادفة غريبة تلك التي تربط النجم المغربي الهدّاف أيوب الكعبي بالزلازل، قصّة اجتمعت فيها المتناقضات، ليست فقط تلك التي دوّت أهدافًا وألقاب، بل عن “هزّات” تركت أثرًا في الكرة والمكان.

وفي كرة القدم، نادراً ما تتقاطع أقدام اللاعبين مع قوى الطبيعة، لكن قصة النجم المغربي الكعبي تبدو وكأنها فصول من رواية غامضة، كتبت بحبر المصادفة، حيث كلما تألق، اهتزت الأرض من تحته.

من هاتاي إلى أثينا، أيوب الكعبي والزلزال، اقترنا ببعضهما، لا يعدو الأمر كونه صدفة لا أكثر، لكن لا مناص من أن نغوص في تفاصيل الرواية ونستحضر معًا سؤالا فلسفيا، هل عثر أولمبياكوس على مفتاح الكنز وسط أنقاض زلزال تركيا أم جلب الزلزال نفسه إلى أراضيه؟

أيوب الكعبي.. هل يحمل المغربي الزلزال في حذائه؟

بدأت هذه العلاقة الغريبة في تركيا، حين انضم الكعبي إلى نادي هاتاي سبور وأبهر الجميع بأهدافه الحاسمة ولمساته القاتلة في موسم كان سيكون حافلا لولا الأقدار الربانية.

مسيرة “الجوليادور” المغربي هناك لم تدم طويلاً، زلزال عنيف ضرب جنوب البلاد في فبراير 2023، أوقف الحياة وخلف ضحايا، وأجبر الكعبي على الرحيل، بعد تجميد النشاط الرياضي.

وكأن “ربّ ضارة نافعة”، انتقل النجم المغربي إلى السد القطري، قبل أن يعيد ترتيب بوصلته نحو أوروبا، ليلتحق بنادي أولمبياكوس اليوناني. وهناك، لم تزل الأرض تهتز تحت أقدامه… ولكن هذه المرة، كان هو الزلزال نفسه.

الكعبي يدوّن المجد في بلاد الإغريق

في موسم استثنائي، قاد أيوب الكعبي أولمبياكوس إلى أول لقب قاري في تاريخ الأندية اليونانية، وترك بصمته خالدة في دفاتر التاريخ، دوري المؤتمر الأوروبي يُزين خزائن بلاد الإغريق.

في الموسم الفائت، سجل الأهداف، وأشعل المدرجات، وأثبت أنه ليس مجرد لاعب عابر، بل نجم يصنع الأحداث، أو تراها الأحداث تُصنع حوله، إنه الهدّاف في البطولة، بل وصاحب هدف النصر ضد فيورنتينا بالعرس الختامي.

وكانت المُحصّلة في نهاية المطاف، لقب دوري المؤتمر الأوروبي وهدافه، لقد اهتزت الأرقام من تحت أقدامه، حرفيًا.

أرقام أيوب الكعبي موسم 2023/2024

في الموسم الجاري توج الكعبي بالدوري اليوناني، ولم تكتمل رحلة الفريق في الدوري الأوروبي، موسم شهد تألقا لافتا للمغربي الذي سجل فيه 26 هدفا وقدم 5 تمريرات حاسمة في كل المسابقات.

زلزال اليونان…الكعبي في قلب المشهد

ولأن الحكايات لا تنتهي، اهتزت الأرض مجددًا في اليونان خلال تواجد الكعبي هناك، ليعود الحديث ربما همسًا بين الجماهير عن هذا الرابط الغريب “هل الكعبي يحمل الزلازل في حذائه؟” أم أنه ببساطة، كلما أضاء نجمه، قررت الطبيعة أن تشاركه الأضواء بطريقة درامية؟

تطرق المعلم اليوناني الأول “أرسطو” ( 384- 322قبل الميلاد) لموضوع حوادث الطبيعة ضمنياً في سياق حديثه حول تكَوُّنِ الطبيعة نفسها باعتبارها – أي مكونات الطبيعة – صادرة من محركات أدنى ولكنها أزلية أبدية، بشكل أدق فهي لا ترتبط بما يمكن وصفه بـ “فعل فاعل”.

انطلاقا من هذه المترابطات والمتناقضات، وبعدما دوّى الزلزال في اليونان هذه المرة، هل تتجه بوصلة الكعبي إلى فريق آخر في الميركاتو الصيفي القادم، ولسان حاله يقول، أ تُراها الزلازل التي ترافقه، تميمة حظ أم نحس؟