الحلم سبورت : مودريتش… فراغ يصعب ملؤه – هاي كورة

هاي كورة (بقلم أغوستين مارتن – as)

رحيل لوكا مودريتش عن ريال مدريد لا يمثل مجرد نهاية حقبة، بل يترك فراغاً حقيقياً في قلب خط الوسط، فراغاً يبدو أن من الصعب جداً تعويضه.

منذ لحظة دخوله في أغسطس 2012 وحتى وداعه في مايو 2025، كتب النجم الكرواتي تاريخاً ذهبياً مع الميرينغي: 13 موسماً، 28 لقباً، وذاكرة كروية لا تُنسى.

عندما استعد شاب من الفريق الرديف لدخول مباراة الدوري الأخيرة، فهم الجميع أن لحظة الوداع قد حانت.

مودريتش، الذي تحول إلى رمز للثبات والإبداع، كان يستعد لإنهاء رحلته بالقميص الأبيض.

خلال تلك السنوات، قدّم لوكا عروضاً سحرية من التمريرات الحاسمة، والمهارات الفردية، والقيادة الهادئة، مستمراً في العطاء حتى بلغ الأربعين، وكأنه يتحدى الزمن.لكن الآن، لم يعد هناك “مودريتش”.

لا في التشكيلة، ولا حتى في السوق. العثور على لاعب بقدراته الفريدة مهمة شبه مستحيلة.

الأرقام تتحدث عنه: 591 مباراة، 42 هدفاً، و90 تمريرة حاسمة.

ويكفي أن نذكر تمريرته لسيرخيو راموس في نهائي دوري الأبطال 2014 لندرك حجم تأثيره.

تتجه الأنظار الآن نحو الشاب أردا غولر وربما نيكو باز، تحت إشراف المدرب الجديد تشابي ألونسو، الذي يواجه تحدياً كبيراً منذ اللحظة الأولى.

غولر يمتلك الموهبة، لكنه بحاجة إلى النضج البدني والتكتيكي، خصوصاً في المهام الدفاعية التي سيطالب بها، أما خيار التعاقد مع بديل خارجي، فيبدو معقداً للغاية.

أسماء مثل فيتينيا، كيميش، ماك أليستر، وزوبيميندي بعيدة المنال، إما بسبب ارتباطاتهم أو تكاليفهم.

وهناك خيارات أقل شهرة مثل أنجيلو ستيلر ورودري، لكن الأخير عائد من إصابة، مما يضعف فرص ضمه.

قال مودريتش ذات مرة: “لا تبكِ لأنه انتهى، بل ابتسم لأنه حدث”.

لكن ابتسامة الوداع لا تُخفي صعوبة المهمة القادمة، والتحدي الحقيقي الذي ينتظر تشابي ألونسو في رسم ملامح ما بعد لوكا.