الحلم سبورت : نونيز يقف أمام أحلام صلاح

يُعتبر داروين نونيز أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل في صفوف فريق ليفربول؛ فرغم أنه يشغل مركز رأس الحربة، إلا أنّ أداءه يثير تساؤلات عديدة حول مدى فهمه لواجبات هذا المركز.

ومع أنّ جميع المهاجمين يمرّون بفترات من الصيام التهديفي، وهو أمر شائع في عالم كرة القدم، إلا أنّ حالة نونيز تبدو استثنائية؛ فقدرته على التسجيل تُعد “طفرة”، بينما يغلب عليه إهدار الفرص السهلة، والتي في كثير من الأحيان تكون سبباً في نتائج الفريق الكارثية. أبرز مثال على ذلك، ما حدث في الدوري الإنكليزي الموسم الماضي، وما تبعه أخيراً من إقصاء مبكر للفريق من دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان رغم أنّ ليفربول كان مرشحاً بارزاً للظفر باللقب القاري.

ما يزيد من علامات التعجّب حول أداء نونيز هو وجود أحد أكثر الأجنحة كفاءة في العالم بجانبه؛ المصري محمد صلاح. ورغم دعم صلاح المتواصل وقدرته على صناعة الفرص بشتى الطرق، يبقى نونيز الأكثر إهداراً للأهداف في الفريق. اللاعب الذي يُعد من بين أغلى الصفقات في تاريخ ليفربول خاض أكثر من 120 مباراة، لكنه لم يسجل سوى 37 هدفاً، ما يعكس محدودية تأثيره مع الـ”ريدز”.

تأثير نونيز السلبي لم ينحصر فقط في أدائه الشخصي، بل امتد ليطال زملاءه، خصوصاً محمد صلاح، الذي ربما كان ليحقق أرقاماً وألقاباً أكثر بغياب نونيز.

من جهته، يستمر محمد صلاح في تقديم موسم استثنائي، يحفر فيه اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الدوري الإنكليزي وأوروبا. أرقامه اللافتة تضعه بين الأفضل وتسهم في ترسيخ مكانته كواحد من أعظم اللاعبين في الـ”بريميرليغ”، ما يجعله من أبرز المنافسين على الجوائز الفردية الكبرى محلياً وقارياً.

ومع ذلك، يُعتبر حلم صلاح الأكبر، وهو التتويج بجائزة الكرة الذهبية، بعيد المنال في الوقت الحالي بسبب خروج ليفربول المبكر من دوري أبطال أوروبا، وهو الإنجاز القاري الأكثر تأثيراً على بورصة الجوائز الفردية، خصوصاً في ظل استمرار أندية غنية بالنجوم مثل ريال مدريد وبرشلونة ضمن المسابقة ما يجعل حظوظ اللاعب المصري محدودة للغاية. ويرجع جزء كبير من هذا الإخفاق إلى إهدار نونيز لركلة الجزاء الحاسمة، ما تسبب مباشرة بإقصاء الفريق.

موقف صلاح تجاه نونيز ظهر بشكل خفي ولكنه لافت في مقطع فيديو انتشر له في أحد التدريبات، إذ مزح صلاح مع نونيز قائلاً: “لا تمريرات حاسمة بعد اليوم”، في إشارة ساخرة إلى ضياع الفرص المتكرّرة من قبل الأوروغوياني. هذه “المزحة” ربما تعكس استياءً مكتوماً من صلاح وشعوره بالإحباط من إهدار زميله المستمر للفرص الحقيقية.

ورغم هذا التأثير السلبي الواضح للأوروغوياني على مسيرة الفريق وزملائه، لا تزال إدارة ليفربول تُبدي تمسكها بنونيز كجزء من مشروع تطوير طويل الأمد. بينما تبدو الإدارة متريّثة بشأن مستقبل محمد صلاح، بحجة عامل السن، رغم كونه اللاعب الأهم والأكثر تأثيراً في تشكيلة النادي.