الحلم سبورت : هل يواصل ليفربول السرقة العلنية من النسخة الأفضل لباريس سان جيرمان؟

قد تدين كل الأندية الأوروبية بالشكر لليفربول بحال إخراجه لباريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا مساء الثلاثاء، لأن الارتفاع الرهيب في مستوى النادي الفرنسي خلال الشهرين الأخيرين جعله يقدم صورة مثالية أمام متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي في لقاء الذهاب، وهذا الأداء قد يكون الأفضل لأيّ فريق خلال الموسم الحالي من البطولة، لكن “ريدز” قد يسدي خدمة للجميع في إقصاء هذه النسخة.

سدّد ليفربول في لقاء الذهاب مرتين فقط مقابل 27 تسديدة لسان جيرمان لكن بفضل تألق استثنائي لأليسون انتهى اللقاء بفوز الضيوف بهدف وحيد، وسط تألق رهيب لثلاثية الهجوم التي أصبحت مكتملة مع قدوم كفارا وتألقه بجانب باركولا وديمبيلي.

في الوقت الذي يستحق فيه لويس إنريكي الكثير من الإشادة على الشكل الرائع للفريق، فإنه في نفس الوقت يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية لأن الفوضى عمّت في الفريق خلال النصف الأول من الموسم، تارة بمعاقبة ديمبيلي، وتارة أخرى بتجريب طريقة 4-4-2 دون وضع رأس حربة وهو ما دفع الفريق للحصول على ترتيب متأخر خلال الدور الأول من البطولة.

على الطرف الآخر، يدرك ليفربول أن سرقة الفوز في الذهاب لا تعني التأهل بعد، لكن في أنفيلد لن يكون هدير المدرجات شبيهاً في باريس، وجمهور “ريدز” لطالما عرف كيفية إيقاف أكبر خصم في أوروبا، لكن أيضاً سيحتاج سلوت لدراسة مشاكل الفريق في الذهاب خاصة مع العجز الهائل الذي حدث خلال عملية إخراج الكرة من الخلف، ولهذا السبب قد يختار المدرب الهولندي البدء بنونيز كي يستفيد من طول قامته وقدرته على استقبال الكرات العالية ليمنحه الحال بذات الطريقة التي نجح بها في تحويل كرة هدف الفوز للبديل إيليوت.

رغم ابتعاده في صدارة الدوري وتصدّر الدور الأول من دوري الأبطال، يدرك ليفربول أن أداءه يعيش شيئاً من التفاوت خلال الفترات الأخيرة، وربما الابتعاد في صدارة الدوري، وعدم إيجاد إجابات كافية حول مستقبل صلاح وأرنولد وفان دايك، قد أبعد الفريق نسبياً عن تركيزه، لذا سيكون على سلوت، الذي نجح فنياً، السعي لخلق نجاح آخر وإبقاء فريقه في أحسن حالاته ذهنياً.

في المواسم التسعة الأخيرة، خرج سان جيرمان من الدور الثاني 6 مرات، ومعظمها تحقق بسيناريوهات درامية مثل ريمونتادا برشلونة، حين كان إنريكي مدرباً لبارسا، والإقصاء الغريب من مانشستر يونايتد بعد الفوز في أولد ترافورد، والخروج من ريال مدريد رغم الفوز ذهاباً والتقدم إياباً، لذا لن يكون السيناريو المؤلم في الخروج من ليفربول بعد إضاعة أفضلية الذهاب، لكن إنريكي يعرف أن الحُكم في باريس يرتبط بشكل أساسي بإنجاز الفريق في دوري الأبطال، وأن ما يقدمه هذا الموسم فاق إبداعاً ما أظهره الموسم الماضي حين وصل إلى نصف نهائي البطولة، ويبدو أن رحيل الأسماء الثقيلة منح الفريق شيئاً من المسؤولية الجماعية التي انعكست بشكل ممتاز في الملعب مع تألق رهيب لخط الوسط الذي يعرف كيفية التحكم في أيّ لقاء.

تاريخياً لم يسبق لسان جيرمان أن ذهب إلى ليفربول وعاد فائزاً، حيث خسر في زيارتين سابقتين، لكن أول تغيير حدث في أرقام مواجهات الفريقين تم ذهاباً حين حقق ليفربول انتصاره الأول في معقل الباريسيين بعد هزيمتين في زيارتين سابقتين للعاصمة الفرنسية.

رغم تسجيله 15 هدفاً خلال آخر 3 مباريات في الدوري، سيكون على فريق إنريكي إيجاد الحلّ لتعويض الهدف الذي أثقل شباك دوناروما ذهاباً، في الوقت الذي اهتزت فيه شباك ليفربول مرة وحيدة خلال 4 مباريات، وبين خبرة إنريكي وطموحات سلوت في رحلته الجديدة في البطولة، سنحتاج للتأكد من أن دوري الأبطال سيخسر واحداً من أكبر المرشحين مساء الثلاثاء.