الحلم نيوز : الغابة المقلوبة.. اعرف كيف حافظت الأشجار على مدينة البندقية لمدة 1600 عام

أثارت “الغابة المقلوبة” دهشة الملايين، حيث إنها تعتبر أساس مدينة البندقية في إيطاليا والتي حافظت عليها لمدة تتجاوز الـ 1600 عاما، فوفقا للعلماء فإن هذه المدينة بنيت على أساس ملايين الأكوام الخشبية القصيرة والأشجار التي تم دفعها في الأرض.

وأشارت صحيفة الأوبيسرفادور الأرجنتينية إلى أن هذه الغابة بها ملايين الأشجار التي حافظت على المدينة الإيطالية حوالى 1600 عاما، وهذه الأشجار من  الصنوبر، والبلوط، والآلدر، والتنوب، والدردار، التي يتراوح طولها من 3.5 متر إلى أقل من متر واحد ، كانت تدعم القصور الحجرية وأبراج الأجراس الطويلة لعدة قرون، وهي أعجوبة هندسية حقيقية تستغل قوى الفيزياء والطبيعة.

وأكد العلماء أنه في معظم الهياكل الحديثة، تؤدي الخرسانة المسلحة والصلب الوظيفة التي تؤديها هذه الغابة المقلوبة منذ قرون.

وقال  ألكسندر بوزرين، أستاذ الجيوميكانيكا وهندسة النظم الجيولوجية في الجامعة الفيدرالية السويسرية للتكنولوجيا في زيورخ (ETH)، سويسرا: “اليوم، يتم تصميم الأكوام الخرسانية أو الفولاذية بحيث تتمتع بعمر افتراضي يصل إلى 50 عامًا”.

وأضاف : “بالطبع، يمكن أن تدوم هذه المباني لفترة أطول، ولكن عندما نبني المنازل والمنشآت الصناعية، فإن المعيار هو 50 عاماً من العمر الإنتاجي”، حيث تتميز تقنية الوبر الفينيسية بجمالها الهندسي وقوتها التي تعود إلى قرون مضت وحجمها الهائل.

وأوضح الخبير ” لا أحد يعرف على وجه اليقين عدد الملايين من الأكوام التي تقع تحت المدينة، ولكن أساسات جسر الريالتو وحده تحتوي على 14 ألف عمود خشبي مضغوط، وتحت كنيسة القديس مرقس، التي بنيت في عام 832، هناك 10 آلاف شجرة بلوط.

وتقول كاترينا فرانشيسكا إيزو، أستاذة الكيمياء البيئية والتراث الثقافي في جامعة البندقية: “ولدت ونشأت في البندقية”.

وتم غرس الأكوام بعمق قدر الإمكان، حتى لم يعد من الممكن غرسها أكثر من ذلك، بدءًا من الحافة الخارجية للهيكل والعمل باتجاه مركز الأساس، وعادة ما يتم غرس تسعة أكوام لكل متر مربع في نمط حلزونى.

وكان خشب البلوط يوفر أقوى أنواع الخشب، ولكنه كان أيضًا الأكثر قيمة (فى وقت لاحق، تم استخدام خشب البلوط فقط لبناء السفن ، وكان ذلك أكثر من اللازم).

وقال نيكولا ماتشيوني، مدير الأبحاث في معهد الاقتصاد الحيوي التابع للمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا، في إشارة إلى زراعة الأشجار: “لقد اخترعت البندقية الغابات”، ويشير إلى أن “أول وثيقة رسمية بشأن الغابات في إيطاليا صدرت عن الجماعة الرائعة في وادي فييمي (شمال غرب البندقية) ويعود تاريخها إلى عام 1111،  وهي تفصّل القواعد المتعلقة باستغلال الغابات دون استنزافها”.

ليست البندقية وحدها

البندقية ليست المدينة الوحيدة المبنية على ركائز خشبية، ولكن هناك اختلافات رئيسية تجعلها فريدة من نوعها، فإن أمستردام أيضا  هي مدينة أخرى مبنية جزئيًا على ركائز خشبية، و هنا، كما هو الحال في العديد من المدن الأخرى في شمال أوروبا، تمتد هذه الركائز إلى الصخر الأساسي وتعمل مثل الأعمدة الطويلة أو أرجل الطاولات.