الحلم نيوز : جدل كبير حول استخدام الطاقة المتجددة بعد انقطاع التيار الكهربائى فى إسبانيا

أعاد انقطاع التيار الكهربائي الهائل بشبه الجزيرة الأيبيرية مؤخرا الجدل في إسبانيا حول خطة البلاد للتخلص التدريجي من مفاعلاتها النووية، مع التركيز على توليد المزيد من الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة، وبينما ينتظر الناس إجابات حول سبب انقطاع التيار الكهربائي التاريخي، الذي عطل فجأة حياة عشرات الملايين، يتساءل البعض عن جدوى إيقاف تشغيل المفاعلات النووية التي توفر طاقة مستقرة، مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة التي قد يكون إنتاجها متقطعًا.

وفقا لما ذكره موقع “techxplore”، رفض رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز هذه الانتقادات، داعيًا إلى الصبر ريثما تحقق الحكومة في سبب انقطاع الشبكة، وقال إن حكومته لن عن خططها للانتقال في مجال الطاقة.

ما هى الطاقة النووية ولماذا تُثير الجدل؟

تعد الطاقة النووية هي مصدر طاقة خالٍ من الكربون، يتشكل من الانشطار النووي، عندما تنقسم نوى الذرات إلى قسمين أو عدة أقسام، مُطلقةً الطاقة، وتُمثل الطاقة النووية حوالي 10% من توليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم، وفقًا للرابطة الدولية للطاقة.

تعتبر العديد من الدول الطاقة النووية ضرورية لتحقيق أهدافها المتعلقة بالصافي الصفرى، ولكن في حين أن المفاعلات النووية لا تنبعث منها غازات دفيئة تُسبب الاحتباس الحراري مثل محطات الطاقة التي تعمل بالغاز أو الفحم، إلا أنها تُنتج نفايات مشعة تكافح حتى الاقتصادات المتقدمة للتخلص منها.

لماذا تُريد إسبانيا إيقاف تشغيل مفاعلاتها النووية؟

أنتجت إسبانيا ما يقرب من 57% من كهربائها في عام 2024 من مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية، وفقًا لشركة ريد إليكتريكا، مُشغل شبكة الكهرباء في البلاد، وجاء حوالي 20% من محطات الطاقة النووية.

وكانت في عام 2019، وافقت حكومة سانشيز على خطة لإيقاف تشغيل المفاعلات النووية المتبقية في البلاد بين عامي 2027 و2035 مع توسيع حصتها من الطاقة المتجددة بشكل أكبر.

وتهدف البلاد إلى توليد 81% من كهربائها بحلول عام 2030 من مصادر متجددة، حيث قال سانشيز إن المنشآت النووية الأربع التي كانت تعمل يوم انقطاع التيار الكهربائي لم تُسهم في إعادة تشغيل الشبكة.

وتُساعد البطاريات وغيرها من الطرق في تنظيم التغيرات في إمدادات الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

لماذا يُثار التساؤل الآن حول جهود إسبانيا فى مجال الطاقة المتجددة؟

في حين أن سبب الانقطاع المفاجئ لا يزال مجهولاً، إلا أن هذا الحدث أثار تساؤلات حول التحديات التقنية التي تواجه شبكات الكهرباء التي تعمل بمستويات عالية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وفرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يقرب من 70% من الكهرباء على الشبكة قبل لحظات من فقدان إسبانيا 15 جيجاواط من الكهرباء، أي حوالي 60% من إمداداتها، في خمس ثوانٍ فقط.

في الأيام التي أعقبت انقطاع التيار الكهربائي، ارتفعت عمليات البحث عن “النووي” في إسبانيا بشكل حاد، وفقًا لبيانات من جوجل تريندز.

صرحت جماعة الضغط النووية الإسبانية “فورو نيوكليار” هذا الأسبوع بأنه ينبغي على الحكومة إعادة النظر في خطتها لإيقاف تشغيل مفاعلاتها النووية بعد انقطاع التيار، وقال إغناسيو أرالوسي، رئيسها، إن المحطات النووية التي كانت متاحة قبل انقطاع التيار “وفرت الثبات والاستقرار”.

وعلى جانب آخر، قال سانشيز في خطابه أمام البرلمان إنه “لا يوجد دليل عملي” يُثبت أن زيادة الطاقة النووية على الشبكة كان من شأنها منع الانقطاع أو تمكين البلاد من استعادة طاقتها بشكل أسرع، ووصف الجدل الدائر حول خطة حكومته للتخلص التدريجي من الطاقة النووية بأنه “تلاعب هائل”.