الحلم سبورت : عرس البصرة… منتخب العراق على مفترق طريق

يقف منتخب العراق على مفترق الطريق، إذ يدرك “أسود الرافدين” تماماً أنّ التأهل إلى كأس العالم للمرّة الثانية بعد أربعة عقود، يلزمه التفوّق على الذات في آخر مباراتين من الدور الثالث، وهو الفوز دون سواه، وإلا سيكون الانتظار سيد الموقف في الملحق.

تتحضر البصرة لعرس رياضي، ففي ملعبها عادت الأفراح الخليجية بلقب “خليجي 25” قبل عامين، ومنها يتضرع العراقيون لأن تسترجع البسمات والأهازيج على طريق مونديال 2026 في قارة أميركا الشمالية مجدداً، وعلى أرض ملعب “جذع النخلة” يستضيف المنتخب العراقي نظيره الكوري الجنوبي اليوم في تاسع جولات الدور الثالث للتصفيات الآسيوية.

لا يخفى أنّ المنتخب العراقي حقق إنجازات مهمة بعد عام 2003، كأس آسيا للشباب ثم كأس الأمم الآسيوية الـ14 عام 2007، وكأس الخليج 2023، إنما في نظر العراقيين فإن التأهل إلى كأس العالم له طعم مختلف.

كان يمكن للتصفيات أن تكون “أسهل” نوعاً ما، إلا أن الفريق عانى أزمة فنية في الأشهر السابقة، ذرف الفريق الوطني نقاطاً كثيرة، إثر الخسارة أمام فلسطين سبقها التعادل مع الكويت، كانت كفيلة أن تجعله في موقف أفضل.

من تدريبات المنتخب العراقي. (وكالات)

وتتصدر كوريا الجنوبية ترتيب المجموعة الثانية برصيد 16 نقطة، أمام الأردن 13 نقطة والعراق 12 نقطة ويأتي منتخب سلطنة عمان رابعاً 10 نقاط، وفلسطين 6 نقاط والكويت 5 نقاط، قبل جولتين من ختام الدور، بحيث يتأهل الأول والثاني مباشرة إلى النهائيات، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع من أجل خوض الدور الرابع للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.

بعد الصدمة أمام “الفدائي”، عمل الاتحاد العراقي لتصحيح المسار، أولى الخطوات كانت استقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس أو إقالته، إذ بدا الفريق عقيماً تحت قيادته خلال المراحل السابقة، وبعد مفاوضات مضنية وخلط أسماء كثيرة، استقر الاتحاد في النهاية على التعاقد مع المدرب الأوسترالي غراهام آرنولد، الذي سبق له قيادة بلاده إلى دور الـ16 في مونديال قطر، وقد أكد أرنولد أنّ فريقه “سيقاتل حتى النهاية” في مواجهة الكوريين. وتُعد هذه المواجهة فرصة مثالية لـ”أسود الرافدين” لإبقاء الأمور في متناول يدهم، قبل المواجهة الحاسمة ضد “الشقيق” الأردني في عمّان الثلاثاء المقبل.

فنياً، يعي لاعبو العراق أنهم سيكونون تحت ضغط شديد، لأنّ أي تعثر سيضع مصيره بيد الآخرين ولا سيما منهم منافسيه المباشرين الأردني والعماني، ولهذا ستكون أجواء البصرة “سيفاً ذو حدّين” عليهم، فمن ناحية المؤازرة الجماهيرية التشجيعية مهمة، والأصعب ستكون انتقادات المدرجات.

ويتسلّح آرنولد بتجربته الآسيوية الكبيرة، ومعرفته الشاملة بمنتخباتها ومستوياتهم، ولهذا يؤمل أن يوظف عناصره بالشكل الملائم في مواجهة “تكتيكية” معقّدة. وسيكون مطلوباً بشدة انصهار اللاعبين في بوتقة واحدة. وعمل آرنولد على زرع التجانس بين العناصر، إذ أنّ الفريق يضم مزيجاً من لاعبي الخبرة مع اللاعبين الشباب، وأفاد المدرب أنه لمس حماسة كبيرة لدى اللاعبين مبدياً إعجابه بالمستويات التي يقدمونها، فضلاً عن الروح العالية التي يتحلون بها.

ومن المتوقع أن يعتمد آرنولد، في أول مباراة مع العراق، على أسلوب مختلف عما كانت الحال في الحقبة السابقة، وهو ما يشكل هاجساً لدى المنتخب الكوري، الذي يعد “أسود الرافدين” صاحب هوية فنية مجهولة بعد التغيير في إدارته الفنية.

ورأى اللاعب حسن عبد الكريم أنّ المنتخب الكوري مميز ومتمرس في التصفيات، مضيفاً: “نحن نعلم من سنواجه الخميس، والمهمة بالتأكيد لن تكون سهلة إطلاقاً، لكننا في الوقت ذاته نتطلع إلى إسعاد الجماهير ومصالحتهم بتحقيق فوز يحيي الآمال من جديد ويقرّبنا من كأس العالم، وهو حلم لطالما انتظرناه نحن كلاعبين وندرك أهميته لدى الجماهير، لذلك سنبذل قصارى جهدنا لتحقيقه”.

ويمتلك المنتخب الكوري مجموعة لاعبين مميزين، في مقدمهم لي كانغ إن وسون هيونغ مين كأهم مصادر الخطورة الهجومية للفريق.

الفوز على كوريا الجنوبية، هو مفتاح التأهل المباشر للمونديال بالنسبة إلى منتخب العراق، وهي النتيجة التي قد تبقي المنافسة مفتوحة حتى الصافرة الأخيرة، بين الثلاثي العربي إضافة الى الكوري.