الحلم سبورت : سيناريو متكرر والخطأ واضح في مانشستر يونايتد

يعيش نادي مانشستر يونايتد واحدة من أسوأ فتراته في تاريخه الحديث. يمر الفريق الإنكليزي العريق بحالة من الانهيار، جعلته ينتقل من مكانته كأحد أكبر الأندية الأوروبية إلى فريق يفتقد للهوية والشخصية، حتى بات غير قادر هذا الموسم على مجاراة فرق منتصف جدول الدوري الإنكليزي.

بعد بداية مشجعة هذا الموسم إثر تتويجه بلقب كأس الدرع الإنكليزية تحت قيادة المدرب الهولندي السابق إريك تن هاغ، بدأت الأمور تنحدر سريعاً. ورغم الادعاء بأنّ المشكلة كانت في أسلوبه التدريبي، جرت الإطاحة به والاستعانة بالمدرب البرتغالي الواعد روبن أموريم، الذي وعد بإعادة أمجاد “الشياطين الحمر”. إلا أنّ الأوضاع تدهورت بشكل غير مسبوق، وأضحت المنافسة أمام فرق منتصف الجدول مجرّد تحدٍ كبير.

بدا أموريم غير قادر على إيجاد حلول فعّالة لإنقاذ الفريق. ورغم محاولاته إجراء تغييرات جذرية خلال ميركاتو الشتاء 2025، إلا أنّ ذلك لم يثمر. وبات التعادل هو أقصى ما يمكن تحقيقه لتفادي الهزيمة، في محاولة يائسة للابتعاد عن “شبح” الهبوط.

تُشير تقارير عدة إلى أنّ الإدارة حسمت أمرها بشأن نهاية حقبة أموريم مع النادي، ويُنتظر الإعلان عن إقالته رسمياً نهاية الموسم. وتُفيد التقارير أيضاً إلى إمكانية تولي الإسباني تشافي هرنانديز مهمة التدريب.

عملية التجديد التي تتطلع الإدارة إلى تنفيذها مع بداية الموسم الجديد، أصبحت مألوفة، فهي جزء من معاناة مستمرّة منذ اعتزال الأسطورة السير أليكس فيرغسون. تسعة مدربين تناوبوا على الإدارة الفنية منذ ذلك الحين، لكن أياً منهم لم يتمكن من إعادة النادي إلى سابق عهده. حتى جوزيه مورينيو، الذي كان الأقرب لتحقيق إنجاز ملحوظ، أُطيح به بسبب خلافاته مع الإدارة واعتراضه على سياساتها.

منذ عقد كامل، وإدارة مانشستر يونايتد تستمر في تجربة السيناريو نفسه من دون أي نجاح يُذكر: التعاقد مع مدربين جُدد، إبرام صفقات كبيرة، والتخلي عن عدد كبير من اللاعبين. ورغم إنفاق الأموال، لم يُحقق النادي سوى 4 بطولات فقط خلال تلك الفترة. 

الأمر الذي بات جلياً للجميع هو أنّ المشكلة الجوهرية تكمن في ملّاك النادي المهتمين بالأرباح فقط، وإدارة تفتقر إلى التخطيط الاستراتيجي السليم. هذا النهج أدى إلى الوضع الحالي الكارثي لمانشستر يونايتد، والمستقبل يبدو أكثر سوءاً ما لم يتم الاعتراف بأنّ الخطأ الأساسي يكمن في سياسات الإدارة نفسها.