الحلم نيوز : صحيفة فرنسية: هل سيعلن البابا استقالته فى المجمع المقبل ؟

بعد دخوله المستشفى، دعا بابا الفاتيكان إلى عقد مجمع كنسى، وهو اجتماع يتم خلاله اتخاذ القرارات المهمة للكنيسة. فهل يعلن استقالته من منصبه كما فعل بنديكت السادس عشر فى عام 2013.

ففي الرابع والعشرين من فبراير، وبعد بقائه في المستشفى لأكثر من شهر، دعا البابا فرنسيس إلى عقد مجمع كهنوتي، أي اجتماع مع الكرادلة، لاتخاذ قرارات مهمة للكنيسة.ولم يعلن البابا فرنسيس عن موعد انعقاد هذا المجمع، الأمر الذي يثير التساؤلات. فهل يمنح نفسه الوقت للإعلان عن تنازله المحتمل.

وذكرت صحيفة 20 مينوت الفرنسية انه يقال إن صحة البابا فرانسيس، الذي دخل المستشفى لأكثر من شهر بسبب إصابته بالتهاب رئوي مزدوج، تتحسن قليلا، بحسب الفاتيكان. ولم تعد حالته الصحية في خطر، وهو يتلقى العلاج الذي يتطلب منه البقاء تحت إشراف الأطباء. ولم يظهر البابا البالغ من العمر 88 عاما، والذي يعاني من مشاكل صحية عديدة، علنا ​​منذ شهر .

وبعد تسجيل صوتي صدر في 6 مارس الجاري ، وكشف عن ضعف صوته، نشر الفاتيكان، الأحد الماضي، صورة له. وتظهر الصورة البابا من الخلف، على كرسي متحرك، أمام المذبح حيث كان من المقرر أن يشارك في الاحتفال بالقداس في مستشفى جيميلي في روما ، وفي رسالة نشرت في اليوم ذاته، قال البابا فرانسيس إنه “ضعيف” و” ومن هذا المستشفى نفسه، دعا البابا فرنسيس إلى عقد مجمع كنسي في 25 فبراير هذه الجمعية التي تضم الكرادلة والبابا الفاتيكاني الثاني، تتخذ القرارات المهمة للكنيسة، أو تهدف إلى تقديم المشورة للبابا.

ويهدف المجمع الذي دعا إليه البابا فرنسيس رسميا إلى اتخاذ القرار بشأن تقديس شخصين. لكنه تذكر تاريخ المجمع العادي الذي عقده البابا بنديكت السادس عشر في 11 فبراير 2013 ، والذي أعلن خلاله، وسط دهشة الجميع، استقالته من منصبه. وكان هذا التنازل للكرسي الرسولي، كما ينص القانون الكنسي، بمثابة عمل تمت الموافقة عليه “بحرية”. أي أنه كان متمكناً من قدراته العقلية، وقادراً على التعبير عن إرادته. هل يمكن أن يكون المجمع الذي دعا إليه البابا فرنسيس مسرحا لإعلان مثير لماذا لم يعلن البابا عن موعد انعقاد هذه الجمعية.

ونقلت عن الصحفي والمؤرخ والمؤلف كريستوف ديكس أن “الإعلان عن هذا المجمع هو وسيلة لتحديد موعد للمستقبل، دون أي تفاصيل أخرى”.
إما أن يكون ذلك مجمعًا كلاسيكيًا، يعلن فيه البابا فرنسيس عن تقديسات جديدة ، إما أن ينتهز هذه الفرصة ليعلن تراجعه ويضيف هذا المتخصص في شؤون الفاتيكان: “البابا فرانسيس رجل سري للغاية، ولا أحد يعرف ماذا سيفعل اليوم ويمكننا أيضًا أن نتخيل أن البابا يعلن استقالته أمام الحشد في ساحة القديس بطرس، وبالتالي فهو لا يشعر بالامتنان للكوريا [الإدارات التي تشكل الحكومة البابوية] .

وجرت العادة على عقد هذه اللقاءات بين الكرادلة والبابا بشكل منتظم خلال حبرية البابا فرنسيس، سواء كانت عادية أو غير عادية، علنية أو سرية.
لكن التالي يثير التساؤلات أولاً، الغرض من هذا الاجتماع غير عادي. وعندما يتعلق الأمر بإعلان التقديس، فإن الكاردينال المسؤول عن هذه المسألة، المونسنيور مارسيلو سيميرارو، هو الذي يتعامل عادة مع البابا في هذه الأمور، كما تشير وسائل الإعلام الكاثوليكية أليتيا .

أما العنصر الثاني الذي يثير التساؤلات فهو أن البابا لم يعلن عن موعد هذا اللقاء. هل يستعد البابا فرنسيس لإعلان استمرار خدمته.. هل يرغب في تقييم حالته الصحية الهشة لمواصلة الكرسي الرسولي أم التخلي عنه .

ويؤكد كريستوف ديكس ان هناك أيضا مسألة القدرات الفكرية لرجل مريض يبلغ من العمر 88 عاما. لا يستطيع البابا أن يستقيل من خدمته إلا إذا فعل ذلك “بحرية” ماذا لو كان ضعيفا جدا للقيام بذلك؟ “نحن نفهم أن لا أحد يريد أن يعيش من جديد نهاية حبرية يوحنا بولس الثاني، عندما كان في حالة تراجع شديد، وكانت حكومة الكنيسة تعاني نتيجة لذلك” لقد كان البابا بنديكت السادس عشر على علم بهذا عندما عندما اتخذ قراره بالتخلي عن ذلك، بينما رفض، من باب التواضع، تصوير معاناته الجسدية. »

وأخيراً، كشف البابا فرنسيس أنه كتب رسالة استقالة في بداية حبريته، في حال كانت صحته تمنعه ​​من ممارسة مهامه. ولكن من يتحمل مسؤولية الحكم على عدم قدرة البابا؟ لإبعاده عن منصبه كرئيس للكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها 1.5 مليار شخص؟ طبيب، “الرجل الثاني” في الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين؟ وبدون إجابات من القانون الكنسي، وبدون إعلانات من البابا، يتم إعادة إطلاق التخمينات ولكن في الفاتيكان الوقت ينفد. إن الحكومة اليومية للكنيسة وإداراتها اليوم تتعامل فقط مع الشؤون الجارية .