الحلم سبورت : بين الحذر والطموح… شكوك أرسنال رغم اكتساح ريال مدريد ذهاباً

رغم التفوّق الكبير في مباراة الذهاب وتحقيق فوز تاريخي بنتيجة 3-0 في معقل ريال مدريد، لا يبدو أن الثقة الكاملة تسود أروقة نادي أرسنال قبل مواجهة الإياب في ملعب “سانتياغو برنابيو”، فالفريق اللندني، بقيادة ميكيل أرتيتا، يدرك جيداً أن المهمة لم تنتهِ بعد، وأن أيّ تراخٍ قد يفتح الباب أمام عودة ريال مدريد الأسطورية، كما حدث في أكثر من مناسبة سابقة.

“ريال مدريد هو ريال مدريد”، بهذه الكلمات لخّص سيسك فابريغاس، أسطورة الغانرز ومدرب نادي كومو الإيطالي، الشعور العام داخل النادي الإنكليزي، مؤكداً أن لا شيء مضمون عندما يتعلق الأمر بالنادي الملكي.

السحر المدريدي… لا يزال حاضراً

فوز أرسنال على ريال مدريد (اكس)

أرسنال قدّم واحدة من أفضل مبارياته الأوروبية على الإطلاق، ونجح في إخضاع ريال مدريد بثلاثية نظيفة، لكن ذكريات الليالي الحالمة في البرنابيو لا تزال حيّة، فقد أكد ذلك نجم أرسنال ديكلان رايس في حديثه بعد اللقاء قائلاً: “حتى بعد فوزنا 3-0، لا يمكن تجاهل القدرات الفردية لريال مدريد، أشياء خاصة تحدث لهم في البرنابيو”.

أرتيتا، من جانبه، بدا واقعياً رغم الانتصار العريض، مؤكداً في المؤتمر الصحافي عقب المباراة أن الفريق لا يزال بحاجة إلى التركيز التام في الإياب: “علينا أن نذهب إلى مدريد ونُكرّر الأداء، نعلم تماماً لماذا فزنا اليوم، لكن التأهل لم يُحسم بعد”.

التاريخ لا يرحم… وريال لا يستسلم

منذ آخر انتصار لأرسنال في مدريد عام 2006، لم يُهزم ريال مدريد على أرضه أمام الفريق اللندني، بل لم يستقبل أي هدف في ثلاث مواجهات متتالية، ومع سجل الفريق الملكي الحافل بالعودة من الهزائم في دوري الأبطال، فإن التفاؤل في لندن يظل حذراً.

المحلل الرياضي أندروس تاونسند، لاعب توتنهام السابق، قال عبر إذاعة “بي بي سي”: “إذا سجل ريال مدريد هدفاً مبكراً في الإياب، فإن كل شيء سيصبح ممكناً، لا يمكنك أبداً استبعاد ريال مدريد”.

أرقام دفاعية تدعو للأمل… ولكن الحذر واجب

رغم الشكوك، يملك أرسنال ما يدعو للاطمئنان، فالفريق استقبل فقط 26 هدفاً في 31 مباراة بالدوري الإنكليزي لكرة القدم هذا الموسم، وهو الأفضل بين جميع الفرق، واهتزت شباكه ست مرات فقط في 11 مباراة بدوري أبطال أوروبا، كما لم يتمكن أي فريق من تسجيل أكثر من هدفين في مرماه طوال الموسم.

ومع ذلك، يدرك أرتيتا ولاعبوه أن هذه الأرقام قد تتبخر إذا ما ظهر ريال مدريد في واحدة من تلك الليالي “الخاصة” التي اعتاد أن يصنعها في البرنابيو، فكارلو أنشيلوتي، سيد الريمونتادا الأوروبية، سيبحث عن معجزة جديدة تُضاف إلى تاريخه الحافل.

ويقف أرسنال على أعتاب إنجاز تاريخي ببلوغ نصف نهائي دوري الأبطال لأول مرة منذ موسم 2008-2009، لكن بين الحذر من اسم ريال مدريد والطموح في كتابة مجد أوروبي جديد، يبقى كل شيء معلقاً على صافرة النهاية في مدريد.