الحلم نيوز : رئيس “الفيدرالي الأمريكي”: الرسوم الجمركية تشكل تحديا أمامنا للسيطرة على التضخم

أعرب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، عن قلقه من أن يجد “البنك المركزي” نفسه في معضلة بين السيطرة على التضخم ودعم النمو الاقتصادي بالبلاد.

وقال باول – في خطاب ألقاه اليوم /الأربعاء/ – إن “البيانات المتاحة تشير – حتى الآن – إلى أن النمو قد تباطأ في الربع الأول مقارنة بالوتيرة القوية التي شهدها العام الماضي”.
وأضاف “بالرغم من قوة مبيعات السيارات، يبدو أن الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام قد نما بشكل متواضع، وبالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تؤثر الواردات القوية خلال الربع الأول، المدفوعة بمحاولات الشركات الاستباقية لتفادي الرسوم الجمركية المحتملة، سلبا على نمو الناتج المحلي الإجمالي”.
وحذر باول من أن حالة عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحا أنه رغم توقعه بارتفاع التضخم وتراجع النمو، إلا أن من غير الواضح إلى أين سيوجه الفيدرالي تركيزه الأكبر.

واستطرد: “قد نجد أنفسنا في سيناريو صعب تكون فيه أهدافنا المزدوجة في حالة من التوتر”، مضيفا: “إذا حدث ذلك، فسوف ننظر في مدى ابتعاد الاقتصاد عن كل هدف، والأطر الزمنية المختلفة التي يُتوقع أن تُغلق فيها هذه الفجوات”.
وذكرت شبكة “سي.إن.بي.سي.” الأمريكية أن مهمة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تتمثل في ضمان استقرار الأسعار وتحقيق التوظيف الكامل.. ويرى خبراء الاقتصاد، داخل وخارج الفيدرالي، أن الرسوم الجمركية تمثل تهديدا لكلا الهدفين؛ إذ تُعد الرسوم ضريبة على الواردات، على الرغم من أن ارتباطها المباشر بالتضخم كان متفاوتا تاريخيا.

وفي جلسة أسئلة وأجوبة أعقبت الخطاب، قال باول إن الرسوم الجمركية “من المرجح أن تبعدنا عن أهدافنا.. ربما لما تبقى من هذا العام”.
ولم يقدم باول أي مؤشرات بشأن اتجاه أسعار الفائدة، لكنه أشار إلى أن “الوضع الحالي يسمح لنا بالانتظار حتى تتضح الأمور بشكل أكبر قبل النظر في أي تعديلات على موقف السياسة النقدية”.
وأشار باولإلى أن مؤشرات التضخم على المدى القريب، سواء من خلال الاستطلاعات أو الأسواق، تشهد ارتفاعا، رغم أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال قريبة من هدف الفيدرالي البالغ 2%، مضيفا أن مقياس التضخم الرئيسي للفيدرالي من المتوقع أن يسجل 2.6% في مارس.

ورجح باول أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع مؤقت على الأقل في التضخم، وقد تكون الآثار التضخمية أكثر استمرارا، لكنه قال إن تجنب هذا السيناريو سيعتمد على حجم التأثيرات، والمدة التي تستغرقها هذه التأثيرات للانعكاس على الأسعار بشكل كامل، وفي النهاية على مدى ثبات توقعات التضخم طويلة الأجل.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها خلال تعاملات /الأربعاء/؛ تزامنا مع تصريحات باول، بينما انخفضت عوائد سندات الخزانة.
وفي حال ارتفاع التضخم، من المرجح أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة أو حتى يرفعها للحد من الطلب.
أما في حال تباطؤ النمو، فقد يتجه الفيدرالي لخفض الفائدة، حيث شدد باول خلال كلمته على أهمية الحفاظ على ثبات توقعات التضخم.
وتتوقع الأسواق أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة مجددا – خلال يونيو – مع تنفيذ ثلاث إلى أربع تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منها بحلول نهاية عام 2025.
ويرى مسئولو الفيدرالي عادة أن تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار يكون لمرة واحدة، لكن النطاق الواسع للرسوم التي فرضها ترامب قد يغير هذا الاتجاه.