الحلم نيوز : اليوم العالمى للملاريا 2025.. الصحة العالمية: 45 دولة بالعالم خالية من المرض

قالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، إنه في اليوم العالمي للملاريا تدعو إلى تكثيف الجهود على جميع المستويات، من السياسة العالمية إلى العمل المجتمعي، لتسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا.

في أواخر تسعينيات القرن العشرين، أرسى زعماء العالم الأساس لتحقيق تقدم ملحوظ في مكافحة الملاريا على مستوى العالم، بما في ذلك منع أكثر من ملياري حالة إصابة بالملاريا ونحو 13 مليون حالة وفاة منذ عام 2000.

حتى الآن، أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو 45 دولة ومنطقة من الملاريا، وتواصل العديد من الدول ذات العبء المنخفض من الملاريا التقدم بخطى ثابتة نحو هدف القضاء عليها، ومن بين الدول الـ 83 المتبقية الموبوءة بالملاريا، أبلغت 25 دولة عن أقل من 10 حالات إصابة بالمرض في عام 2023، ومع ذلك، وكما أظهر التاريخ، فإن هذه المكاسب هشة.

ومن جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس: “يُعلّمنا تاريخ الملاريا درسًا قاسيًا: عندما نُحوّل انتباهنا، يعاود المرض الظهور، مُوقعًا أكبر خسائره على الفئات الأكثر ضعفًا”.

وأضاف: “لكن التاريخ نفسه يُظهر لنا أيضًا ما هو ممكن: فبالالتزام السياسي القوي، والاستثمار المُستدام، والعمل متعدد القطاعات، والمشاركة المجتمعية، يُمكن دحر الملاريا”، مؤكدا أن الاستثمار في التدخلات الجديدة يدفع التقدم، إن سنوات من الاستثمار في تطوير ونشر لقاحات جديدة للملاريا وأدوات الجيل التالي للوقاية من الملاريا والسيطرة عليها تؤتي ثمارها.

في اليوم العالمي للملاريا، ستنضم مالي إلى 19 دولة أفريقية أخرى في طرح لقاحات الملاريا، وهي خطوة حيوية لحماية الأطفال الصغار من أحد أخطر الأمراض في القارة، ومن المتوقع أن ينقذ هذا الطرح الواسع النطاق للقاحات الملاريا في أفريقيا عشرات الآلاف من أرواح الأطفال كل عام، في غضون ذلك، من المتوقع أن يُخفِّف الاستخدام المُوسَّع لجيل جديد من الناموسيات المُعالَجة بالمبيدات الحشرية من عبء المرض.

ووفقًا لأحدث تقرير عالمي عن الملاريا، فقد شكّلت هذه الناموسيات الجديدة – ذات التأثير الأكبر في مكافحة الملاريا مقارنةً بالناموسيات التقليدية التي تحتوي فقط على البيرثرويد – ما يقرب من 80% من إجمالي الناموسيات المُوَزَّعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عام 2023، مُقارنةً بـ 59% في العام السابق.

التقدم في مكافحة الملاريا مهدد

على الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققت، لا تزال الملاريا تُشكل تحديًا صحيًا عامًا رئيسيًا، حيث أودى هذا المرض بحياة ما يقرب من 600 ألف شخص في عام 2023 وحده، وتُعدّ المنطقة الأفريقية الأكثر تضررًا، حيث تتحمل ما يُقدر بنحو 95% من عبء الملاريا سنويًا.

في العديد من المجالات، أعاقت هشاشة النظم الصحية وتزايد التهديدات، مثل مقاومة الأدوية والمبيدات الحشرية، التقدم المحرز، ولا تزال العديد من الفئات المعرضة للخطر محرومة من الخدمات التي تحتاجها للوقاية من الملاريا والكشف عنها وعلاجها، ويفاقم تغير المناخ والصراعات والفقر ونزوح السكان هذه التحديات.

حذّرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا من أن تخفيضات التمويل لعام 2025 قد تُعيق التقدم المُحرز في العديد من البلدان المُوبوءة بالملاريا، مما يُعرّض ملايين الأرواح للخطر.
من بين 64 مكتبًا قطريًا تابعًا لمنظمة الصحة العالمية في البلدان المُوبوءة بالملاريا، والتي شاركت في تقييمٍ أجرته المنظمة مؤخرًا، أفاد أكثر من نصفها بحدوث اضطراباتٍ متوسطة أو شديدة في خدمات مكافحة الملاريا.

اليوم العالمي للملاريا 2025 – تحت شعار “الملاريا تنتهي بنا: إعادة الاستثمار، وإعادة التصور، وإعادة الإشعال” – يدعو إلى تكثيف الالتزام السياسي والمالي لحماية المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ضد الملاريا.

لإعادة الاستثمار، تنضم منظمة الصحة العالمية إلى شركائها والمجتمع المدني في دعوة الدول الموبوءة بالملاريا إلى تعزيز الإنفاق المحلي، لا سيما في مجال الرعاية الصحية الأولية، حتى يتسنى لجميع الفئات السكانية المعرضة للخطر الحصول على الخدمات اللازمة للوقاية من الملاريا والكشف عنها وعلاجها، كما أن نجاح تجديد موارد الصندوق العالمي وتحالف اللقاحات والتحصين (جافي) أمر بالغ الأهمية لتمويل برامج وتدخلات مكافحة الملاريا، وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة في إعلان منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية التقنية العالمية لمكافحة الملاريا 2016-2030.

يتطلب التصدي للتحديات الحالية في مكافحة الملاريا عالميًا إعادة صياغة الاستجابة من خلال أدوات واستراتيجيات وشراكات مبتكرة، هناك حاجة إلى أدوية جديدة وأكثر فعالية لمكافحة الملاريا، بالإضافة إلى تطوير خدمات التشخيص والمبيدات الحشرية واللقاحات وأساليب مكافحة النواقل.

وتسعى المزيد من البلدان إلى جعل السيطرة على الملاريا والقضاء عليها أولوية وطنية، بما في ذلك من خلال إعلان ياوندي، الذي وقعه في مارس 2024 وزراء الصحة الأفارقة من 11 دولة تعاني من عبء كبير من المرض.

قال الدكتور دانيال نجاميجي، مدير البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا في منظمة الصحة العالمية: “إن الوزراء ملتزمون بتعزيز أنظمتهم الصحية، وزيادة الموارد المحلية، وتعزيز العمل متعدد القطاعات، وضمان آلية مساءلة فعّالة”، مضيفا، إن إعادة إحياء الالتزام على جميع المستويات – من المجتمعات والعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية إلى الحكومات والباحثين والمبتكرين في القطاع الخاص والجهات المانحة – سيكون أمرًا بالغ الأهمية للحد من الملاريا والقضاء عليها في نهاية المطاف.