الحلم سبورت : تراجع كولر ينهي مشوار الأهلي في دوري الأبطال (تحليل)

قاد السويسري مارسيل كولر، الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، لتوديع منافسات بطولة دوري أبطال أفريقيا من الدور نصف النهائي، لحساب نظيره فريق صنداونز الجنوب أفريقي.

الأهلي تعادل مع صنداونز (1-1)، لكنه ودع منافسات دوري أبطال أفريقيا، بأفضلية الهدف الاعتباري خارج الأرض الذي سجله الهدف الجنوب أفريقي على ستاد القاهرة الدولي.

توديع الأهلي

الأهلي ودع دوري أبطال أفريقيا وتوقف مشواره بالدور نصف النهائي، بعدما اكتفى بالهدف الأول الذي سجله في منتصف الشوط الأول تقريبًا، ليقرر مارسيل كولر بعدها التراجع بشكل غير مبرر طوال الشوط الثاني بالكامل.

هذا التراجع مع اندفاع صنداونز حول المباراة لتصبح من طرف واحد، فريق واحد فقط يهاجم والأخر يدافع باستماتة وسط ضغط قوي للغاية من المنافس بكل خطوطه، مما أسفر عن أخطاء فردية لبعض اللاعبين بسبب الضغط المتواصل.

حتى أن تغييرات كولر التي كان يعول عليها الجميع للحد من هذا الضغط، وإشراك متنفس هجومي جديد، جاءت بإخراج الثنائي النشط هجوميًا طاهر محمد طاهر وإمام عاشور، مقابل الدفع بأشرف بنشرقي كتعزيز هجومي وحيد، وزيادة الكتلة الدفاعية في الوسط بدخول أكرم توفيق.

تراجع غير مبرر وسط ضغط قوي، كان من الطبيعي أن يسفر عن هدفًا نتج عن أخطاء فردية، حيث إن صنداونز بعد هذا الكم من المحاولات، اقتنص بطاقة التأهل للمباراة النهائية بهدف ذاتي.

شاهد حزن لاعبي الأهلي بعد توديع البطولة

طريقة كولر

فلسفة مارسيل كولر التي لطالما تسببت في ضياع مباريات وبطولات على الأهلي، أصر عليها مجددًا، بدأها في العام الماضي بنهائي دوري الأبطال أمام الترجي، الأولى في رادس ومرت بسلام دون تلقي أهداف، والثانية في مباراة الإياب وتحمل ضغط كبير للغاية بعد هدف التقدم بالدقيقة الرابعة، لكن الأمور مرت بسلام أيضًا، وتوج الأحمر باللقب.

هذه الفلسفة التي أسماها الكثيرين بأنها “جُبن” أصبحت طريقة لعب أصيلة يعتمدها في المباريات الكبرى، رغم أنها لا تجني نفعًا ضد كل المنافسين، لكن لا حياة لمن تنادي، فهي كلفت الأهلي لقب السوبر الأفريقي أمام غريمه التقليدي الزمالك، في مباراة تحولت من التقدم بهدف إلى الخسارة بركلات الترجيح.

ثم مرارًا وتكرارًا بنفس الطريقة، ضيع مارسيل كولر على الأهلي نقاط مباراة القمة في الدوري الممتاز، بعدما فقد الفريق التقدم في النتيجة مرة أخرى بالتراجع للخلف، ثم تقدم وضغط الزمالك وأحرز هدف التعادل وحصد نقطة ثمينة من القمة.

ولم يكن مارسيل كولر ليغير جلده بعدما أصبحت هذه الطريقة، هي فلسفته شبه الرئيسية مع الأهلي في المباريات ضد المنافسين من المستوى الأول، والتي عادة ما يلجأ إليها أي مدير فني في مواجهات خارج الديار فقط، والتي بالفعل جنت ثمارها أمام الهلال في نواكشوط، وصنداونز في جنوب أفريقيا.

لكن لماذا اليوم أمام جماهير غفيرة على ستاد القاهرة الدولي معقل بطل أفريقيا تلعب بهذه الطريقة الدفاعية؟ تلعب بهذه الطريقة وأنت تعلم أن التقدم بهدف واحد لا يكفي لتأمين التأهل؟ تعلم أن المنافس إذا سجل هدفًا واحدًا سينهي مشوارك في البطولة ويضيع عليك حلم الثلاثية التاريخية وترصيع النجمة الـ13، وحجز بطاقة في كأس إنتركونتيننتال المقبل، بالإضافة لمعقد في مونديال الأندية 2029.

طريقة لعب كولر التي اتسمت بالـ”جبن” أنهت مشوار الأهلي أمام صنداونز الجنوب أفريقي، الذي ظهر بواحدة من أسوأ النسخ له في دوري أبطال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، ليعلن كولر بأن وقت التغيير قد حان، ربما هي الفرصة الأنسب قبل الدخول في مرحلة التحضير إلى كأس العالم للأندية في أمريكا، منتصف يونيو المقبل، أي بعد حوالي 50 يومًا من الآن.